salem
salem
أعمدة

وجهة نظر : خطوة حماس

01 أكتوبر 2017
01 أكتوبر 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

فاجأت حماس الكل بإعلانها يوم 17 سبتمبر الماضي عبر رئيسها إسماعيل هنية لدى عودته من القاهرة بقبولها المصالحة والمشاركة في حكومة الوفاق التي بنيت على أساس المصالحة بين الضفة وغزة في عام 2011م، ورمت الكرة في وجه الحكومة الفلسطينية بدعوتها بشكل عاجل حكومة رام الله إلى الذهاب إلى غزة وتسلم كل المرافق الحكومية من وزارات وغيرها، إضافة إلى المعابر سواء التي مع مصر أو إسرائيل.

هذه الخطوة عملت عليها القاهرة منذ سنوات منذ أن دب الخلاف بين الأشقاء قبل 10سنوات، وبعد هذا العقد من الزمن نضجت الأفكار والآراء لدى الأطراف وترسخت قناعات أن القطاع لا يمكن أن يعيش سوى في أحضان الدولة الفلسطينية، وإن الغزاويين لا يمكنهم إلا أن يكونوا نسيجا من المجتمع الفلسطيني.

خطوة حماس مهمة للغاية وقد أثبتت حنكة قادتها أن المرحلة الحالية تتوجب التقارب وليس التباعد، لأن ذلك يخدم المشروع الإسرائيلي التي تتمنى تل أبيب أن تتشظى كل الدول المجاورة لها، ودعمها لاستقلال كردستان خير دليل على مشروع التفتيت.

أنجزت حماس الذي عليها ويتبقى أن تساهم في تسهيل كل ما تحتاجه الحكومة الفلسطينية التي تصل اليوم إلى القطاع بعد عقد من الزمن وتعقد أول أجتماع حكومي لها في هذا الجزء المهم من الوطن الفلسطيني والتي لن تكون بمعزل عن مكونها من الغزاوية فجهودهم هي الأساس التي ينتظرها المواطن الفلسطيني الذي يتطلع إلى عدد من الخطوات القريبة وهي توفير الكهرباء والماء الصالحة للشرب وفرص العمل ورفع الحصار والتواصل مع العالم وإعادة الإعمار ودعم البنية الأساسية وإعادة الحياة إلى شرايين الاقتصاد وإنشاء الكثير من المشاريع الحكومية والخاصة.

هذه الخطوة تقطع الطريق على أي ذرائع واهية للاحتلال الإسرائيلي في حصار القطاع وشن الحروب علية وتجويعه وخنق سكانه وتجنيد عملاء له وابتزاز من هم يحتاجون إلى العلاج في مستشفياته وبث السموم فيه من مخدرات وغيرها.

كما أنها تساعد على دفع مفاوضات السلام مع إسرائيل إلى الأمام بانتفاء العذر الإسرائيلي الذي يكرر دائما هل التفاوض مع رام الله او غزة ؟ وسيبقى مع الوقت معالجة سلاح حماس المتمثل في كتائب عز الدين القسام التي تمثل قوة لا يستهان بها، بعد الحروب التي خاضتها مع إسرائيل، فمن المهم أن يكون كل ذلك تحت سيطرة الدولة الفلسطينية كباقي التنظيمات الأخرى التي لديها أسلحة أيضا، وعلى الحكومة أن تسخر كل ما تملكه الفصائل من أجل خدمة مشروع هدف الخلاص من الاحتلال.

كما أن الأمل في عودة الحياة إلى المجلس الوطني المعطل والمؤسسات الأخرى التي تدعم الجهد الفلسطيني والاستعداد إلى الانتخابات القادمة.