1121036
1121036
العرب والعالم

الحكومة العراقية تنفذ منع الرحلات الدولية من وإلى مطاري كردستان

29 سبتمبر 2017
29 سبتمبر 2017

العثور على مقبرة جماعية لقتلى من تنظيم «داعش» -

بغداد- عمان - جبار الربيعي -(وكالات):-

دخل منع الرحلات الدولية الذي فرضته سلطات بغداد من وإلى مطاري إقليم كردستان في السادسة مساء أمس (15,00 ت غ) حيز التنفيذ لأجل غير مسمى، وفق ما أكد مصدر رسمي.

اتخذت حكومة بغداد هذا التدبير الملموس بهدف إرغام سلطات الإقليم على الانصياع لطلبها إلغاء الاستفتاء على الاستقلال الذي جرى الاثنين الماضي وحاز تأييدا كبيرا.

وأعلنت مصادر ملاحية بمطار القاهرة توقف حركة الطيران بين مصر وكردستان العراق بداية من مساء الجمعة وإلى أجل غير مسمى، تنفيذا لتعليمات سلطات الطيران المدني العراقية، بوقف كل الرحلات إلى كردستان العراق.

وقالت المصادر إن شركات طيران مصر للطيران والخطوط العراقية وطيران النيل (شركة طيران مصرية خاصة) كانت تسير رحلات بين القاهرة، وكل من مطارى إربيل والسليمانية، شمال العراق، وتم وقف هذه الرحلات استجابة لتعليمات سلطات الطيران المدني العراقية، بعد قيام إقليم كردستان العراق بإجراء استفتاء للانفصال عن العراق.

وأضافت المصادر أن آخر رحلة وصلت إلى القاهرة من مطار السليمانية كانت للخطوط العراقية صباح أمس وغادرت إلى السليمانية قبل ظهر أمس.

وتوقفت حركة الطيران الدولي من إقليم كردستان وإليه، مساء أمس، بعد أن فرضت الحكومة العراقي المركزية في بغداد حظرا ردا على تصويت الإقليم على استفتاء الاستقلال.

وألغت شركتا لوفتهانزا وجرمانيا الألمانيتان للطيران أمس رحلاتهما إلى منطقة الأكراد بشمال العراق بسبب الحظر الجوي الذي فرضته الحكومة المركزية على الرحلات المتوجهة إلى هناك.

وذكرت شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران أمس أنه بالإضافة إليها ألغت الخطوط الجوية النمساوية كذلك جميع رحلاتها إلى إربيل خلال اليومين المقبلين.

وتوقفت حركة الطيران الدولي من إقليم كردستان وإليه، مساء أمس بعد أن فرضت الحكومة العراقي المركزية في بغداد حظرا ردا على تصويت الإقليم على استفتاء الاستقلال.

وأمس دعت الولايات المتحدة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الطرفين إلى «الحوار» بعد مناشدتها الأكراد، بلا جدوى، العودة عن الاستفتاء.

وقالت الخارجية الأمريكية «نريد أن نرى بعض الهدوء من جميع الأطراف» مضيفة «كان رأينا أن (الاستفتاء) سيزعزع استقرار المنطقة.لسوء الحظ هذا ما يحدث.إنه يلحق أضرارا بالاستقرار».

كذلك أشار المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون الى تأثير الاستفتاء على الحرب على تنظيم داعش في العراق مؤكدا أن «ان التركيز الذي كان مسلطا على تنظيم داعش مثل شعاع ليزر، لم يعد كذلك بنسبة مائة بالمائة».

ولقي الاستفتاء كذلك رفض الدول المجاورة وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الخميس أن أنقرة تريد عقد قمة ثلاثية مع إيران والعراق بهدف تنسيق الاجراءات الواجب اتخاذها ردا على الاستفتاء.

وفي اربيل، تظاهر نحو مائتي شخص أمام المطار حاملين بالونات ولافتات تدعو الى «الوحدة» و»المساواة» كما رفعوا الأعلام الكردية. وهتفوا 3 2 1، كردستان.

وقالت تارا عبد الغفور «لقد خاب أملي.كنا نعتقد أن الاستفتاء سيكون إيجابيا. كانت هناك مخاوف بالطبع، لكننا كنا نأمل أن تسير الأمور بشكل سلمي».

وفي جناح شركة الطيران التركية بلغ ثمن تذكرة الذهاب إلى إسطنبول 743 دولارا، فيما تجاوز سعر البطاقات التي تم شراؤها عبر الإنترنت هذا المبلغ بكثير. وقال راكب بريطاني رفض الكشف عن اسمه «حجزت بطاقة السفر قبل ساعتين .. وكلفتني 1500 دولار». وتعتمد الحركة الجوية في الإقليم على سلطة الطيران المدني في بغداد التي أعلنت أن القرار بشأن الرحلات الداخلية سيتخذ لاحقا.

وسارع الأجانب الكثر في الإقليم إلى المغادرة بعد قرار تعليق الرحلات الدولية إلى أجل غير مسمى، علما أنهم يدخلون الإقليم بتأشيرات صادرة عن السلطات الكردية لا تعترف بها بغداد، فيتعذر عليهم التوجه إلى مناطق أخرى في العراق.

وسط هذه الأزمة كررت حكومة كردستان الدعوة الى الحوار من دون الإبداء عن أي إرادة تنازل، ورفضت قرارات بغداد باعتبارها «عقوبة جماعية بحق شعب كردستان».

في شأن منفصل عثرت القوات العراقية على مقبرة جماعية غرب مدينة الموصل في شمال العراق، تضم جثثا لعناصر من تنظيم داعش يرجح انهم قتلوا بقصف جوي قبل أشهر، وفق ما أفاد مسؤولون وكالة فرانس برس أمس. وقال قائم مقام قضاء تلعفر عبد العال عباس في اتصال هاتفي مع فرانس برس «هذه هي المقبرة الأولى من نوعها لعناصر داعش يعثر عليها في تلعفر» على بعد 70 كيلومترا غرب مدينة الموصل التي استعادتها القوات العراقية في يوليو وطردت منها تنظيم داعش إثر معارك شرسة تخللتها عمليات قصف جوي كثيفة نفذتها قوات التحالف بقيادة واشنطن.

وأضاف «كان التنظيم يرمي جثث قتلاه وضحاياه في حفرة عميقة وكبيرة جدا تسمى ‹علو عنتر› وتبعد سبعة كيلومترات شمال تلعفر».

وقال مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى محمد ابراهيم البياتي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان عدد الجثث التي عثر عليها في الحفرة تصل الى «40 جثة تعود لعناصر تنظيم داعش».

وأوضح مصدر أمني أنه «عثر على المقبرة خلال عمليات التفتيش والتطهير في مركز قضاء تلعفر والمناطق المحيطة به»، مرجحا «مقتلهم بضربة جوية قبل أشهر وليس خلال معركة تحرير تلعفر، كما تشير بعض التواريخ المكتوبة على الشواهد».

استعادت القوات العراقية قضاء تلعفر في 31 أغسطس، وأعلنت بسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال العراق. وقال المصدر الأمني إن «القتلى من الجنسين، وبعضهم أجنبي من جنسيات روسية أو شيشانية أو تركية، بحسب حروف مكتوبة باللغة اللاتينية أو الانجليزية فوق شواهد قبورهم».

خسر تنظيم داعش معظم المناطق التي سيطر عليها في شمال وغرب العراق في 2014، وتنفذ القوات العراقية حاليا عمليات عسكرية ضد آخر معقلين له في قضاء الحويجة (شمال) وفي منطقة القائم قرب الحدود السورية (غرب).