إشراقات

فتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

28 سبتمبر 2017
28 سبتمبر 2017

ما قولكم في رجل قصد أحد الجوامع الكبيرة لتأدية فريضة من الفرائض فوجد الجماعة يصلون فدخل الجامع وهو مستقبل القبلة ووجه وأحرم واستعاذ وقرأ الفاتحة وهو يمشي ووصل صف الجماعة وهم يركعون فركع حتى أتم صلاته. أصلاته تامة لأنه مشى لأجلها أم باطلة لأنه مشى بعد الإحرام؟

قد فعل ذلك أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زادك الله حرصا ولا تعد»؛ فالعودة إلى صنع ذلك مخالفة لنهي النبي صلى الله عليه وسلم، فمن صنع ذلك فصلاته باطلة وعليه أن يعيدها. والله أعلم.

ما الخشوع بالنسبة للصلاة؟ وكيف تكون الجلسة الصحيحة للتشهد وفيما بين السجدتين؟

الخشوع روح الصلاة وحياتها وهو تعظيم المقام واستحضار المقال فهو في القلب وأثره في الجوارح. والجلسة الصحيحة في التشهد وفيما بين السجدتين هي اعتدال الظهر من غير ميل إلى الأمام أو الوراء. والله أعلم.

هل من السنة مسح الوجه باليدين بعد التسليم من الصلاة؟ وهل يشرع التلفظ بالشهادتين عند المسح؟

وردت في ذلك سنة حكاها القطب رحمه الله في شرح النيل قال: وإن سلم مسح وجهه. وعن أنس: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من صلاته مسح جبهته، وقال: بسم الله الذي لا إله إلا الله هو الرحمن الرحيم. اللهم اذهب عني الهم والحزن)) قال محققه رواه البيهقي . والله أعلم.

أيهما أفضل: التسليم بلفظ السلام عليكم أم بلفظ سلام عليكم؟

الأولى: السلام عليكم، بالتعريف. والله أعلم.

يوجد كثير من الناس يتصدرون لإمامة الناس في صلاة الجماعة ولكنهم يجهلون شروطها فهل لفضيلتكم أن توضحوا لنا أهم الشروط التي ينبغي توفرها في إمام الجماعة؟

ينبغي أن يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وأوسعهم فقها وأدقهــم دراية، وأودعهم سلوكا، لأن الإمام وفد القوم إلى ربهم فلا ينبغي لهم أن يختاروا لهذه المهمة إلا من كان أكفأ لها ومما ينبغي ملاحظته اختيار الإمام الذي لا يأخذ أجرا على إمامته لأن الإمامة قربة إلى الله والقربات لا يقصد بها غير وجه الله، عكس ما انتشر في أوساط الناس في وقتنا هذا من الحرص على أخذ الأجور على الإمامة ورفض الصلاة بالناس إن كانت بلا مقابل، ومع الإمكان يجب الاحتراز من الصلاة خلف هؤلاء. والله أعلم.

ما القول فيمن طلب منه سكان قريته أن يكون إماما لهم في صلاتهم؛ وليس عنده معرفة كافية لكي يؤمهم ولا معرفة بأدعية رمضان ولا بصلاة الميت ولا بنحو ذلك مما ينبغي عليه معرفته ... فماذا يفعل؟

عليه أن يؤم المصلين إذا طلبوا منه بما معه من العلم، وليس له أن يعتذر لأن ترك الجماعة ترك لواجب من واجبات الإسلام. والله أعلم.

ما الحكم إذا جاءت جماعة إلى المسجد وليس فيهم من يحسن أن يكون إماما لهم فيقدمونه، هل لهم أن يصلوا فرادى أم يلزمهم أن يختاروا واحدا منهم ولو لم يحسن الإمامة؟

إن حضر جماعة من الناس وجب عليهم أن يقدموا أحدهم ليؤم بهم، وليس لهم أن يصلوا فرادى ولو كانوا جميعا أميين، لأن إمامة الأمي جائزة ـ إن كانت بمثله، وصلاة الجماعة واجبة على الأعيان لا يصح تركها. والله أعلم.

ما قولكم في إمامة الفاسق وخاصة إذا كان المأمومون يعرفون عنه ارتكابه لشيء من الفواحش؟

الفاسق ليس بأهل أن يؤم المسلمين في صلاتهم إذا وجد غيره أما إن لم يوجد الغير فنقول هنا كما في الحديث: «الصلاة جائزة خلف كل بار وفاجر» ما لم يدخل فيها ما يفسدها. والله أعلم.

ما حكم الصلاة خلف من لم يجهر بالبسملة؟

لقد اختلف الرواة عن النبي صلى الله عليه وسلم في البسملة: هل كان يبسمل سرا أم جهرا؟ ولا ريب أن رواية الجهر تمتاز بالإثبات والمثبت مقدم على النافي وقد أوضح رجحان رواية الجهر كل من قطب الأئمة من الهيميـــان والعــلامة محمد رشيـــد رضـــا في (المنار) بما لا مزيد عليه. ولكن ذلك لا يعني أن المسألة تخرج عن كونها رأيا لأن القائلين بالإسرار يتعلقون بأدلة أيضا لذلك لا يعتبر الإسرار بالبسملة مانعا من الصلاة خلف من يسر ما دام يلتزم الصلاة المشروعة بواجباتها ويتجنب إدخال النواقض فيها. والله أعلم.