1118729
1118729
المنوعات

ملتقى أدب الناشئة يختتم أعماله برؤاهم وتطلعاتهم في واقع الإعلام

26 سبتمبر 2017
26 سبتمبر 2017

اشتمل على العديد من الجلسات الحوارية والمحاضرات -

كتب: عيسى بن عبدالله القصابي -

اختتمت أمس بالنادي الثقافي فعاليات وبرامج ملتقى أدب الناشئة المتضمنة حلقات نقاشية وعملية مفتوحة بمقره بالقرم. حيث شهد اليوم الختامي تقديم حلقة «واقع إعلام الناشئة رؤى وتطلعات» شارك فيها: الكاتب المسرحي محمود أبو العباس، والإعلامي أحمد الهوتي، والإعلامي حمود الطوقي، ناشر مجلة مرشد للأطفال، وأدار الجلسة الكاتب سليمان المعمري.

تحدث محمود أبو العباس عن آليات التعامل مع الإعلام الموجهة للناشئة بشكل خاص، فالأمر حسب قوله يحتاج إلى بحث وجهد كبيرين كون أن هذه الفئة تحتاج الكثير من العناية والاهتمام، إضافة إلى التعرف على تطلعاتهم وآرائهم واكتشافاتهم، فهم لديهم مشاريع وأحلام متجددة، من هنا يجب أن ندرك ماهية الإعلام الذي يريدونه، وكيف نتعامل معه في الوقت ذاته.

فالإعلام هنا حسب رأي أبو العباس ينطلق من الأسرة فهي المكون الأساسي لعقلية الطفل منذ بداياته، فهي تنشئه وتؤهله كي يصبح شخصا قادرا على اتخاذ قراراته، فالطفل هو إنسان صغير، وهنا يحتاج إلى الكثير من الاهتمام والرعاية ـ ومن بين المؤسسات المعنية بإعلام الناشئة، المدرسة هي التي لا تقل دورا عن دور الأسرة خاصة وإنها تعلمه أسس الفهم والإدراك والتواصل مع الحقائق، وعلى المدرسة أن توجد ذلك الإعلام الحر الذي يشجع النشء على التفكير الحر أيضا، التي من الممكن أن تبعده نوعا عن الحرب النفسية الدائرة في وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية الدامية، إضافة إلى المسرح، فهو أداة لصناعة طفل مميز، يبتعد من خلاله عن الخوف والقلق ومواجهة الناس وغيرها من العوامل التي قد تشكل عائقا في انطلاق إدراكه المعرفي.

وتحدث أحمد بن عبدالكريم الهوتي في هذه الجلسة عن تجربة قناة الجزيرة للأطفال، والمراحل التي نشأة فيها وتطورت من خلالها، وإدخالها إلى عالم التشفير والظروف المالية المصاحبة لعملية هذا التشفير، كما أوضح الهوتي أن القناة انقسمت فيما بعد لتوجد قناتين للأطفال حسب فئات عمرية محددة وهي براعم و (ج)، وتعمل على تلبية البرامج لدى ذائقة الناشئة، حيث قدمت هذه القنوات ما يتجاوز 200 ساعة من البرامج المميزة.

كما أوجدت برامج تستقطب الطفل العربي وأوجدت لنفسها مكانة خاصة كونها مرجعا إعلاميا في الوطن العربي.

وقدم الإعلامي حمود الطوقي رؤية إعلامية حول واقع إعلام الناشئة، منطلقا من تجربة مجلة مرشد للأطفال، ففي البداية وقف على إنجازات المجلة من خلال عرض مصور قدمه للحضور، كما تحدث حول العناية الدولية والمحلية لإعلام الطفل من خلال تنظيم حلقات العمل والندوات والمحاضرات وعمل إصدارات متخصصة، كما تطرق إلى دور المدرسة في توصية الطفل نحو الإعلام الهادف والمتمثل في تشجيع الطفل على القراءة ووقاية الأطفال من المعلومات الخاطئة، كما انتقل الطوقي ليتحدث عن الإعلام الجديد للأطفال والمتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا ما يتعرض إليه الأطفال في تشويه الصورة الفعلية لهم من خلال الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدث الطوقي عن الإعلام الهادف الذي من الممكن أن يكون في إصدار مجلة متخصصة للأطفال، مع تخصيص ركن للقراءة وعقد جلسات القراءة تجمع أفراد الأسرة والابتعاد قدر الإمكان عن الهواتف الذكية.

واستضافت الجلسة الثانية ثلاثا من الشخصيات المهتمة بواقع أدب الطفل والناشئة، تكريما لدورهم الأدبي والفكري ودعمهم لهذه الفئة المبدعة، حيث تحدثت الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية، والإعلامية الدكتورة كلثم بنت محمد الزدجالية عن تجاربهما في دعم الناشئة من خلال الأعمال الأدبية والشعرية إضافة إلى الإعلامية التي قدمت خلال السنوات الماضية، فالدكتورة سعيدة الفارسية شاعرة وكاتبة وأديبة عمانية لديها الكثير من الأعمال التي تصب في واقع أدب الطفل بشكل خاص وأصدرت العديد من الأعمال في هذا الجانب، أما الدكتورة كلثم الزدجالية فقد تعرف عليها الطفل العماني من خلال البرامج التلفزيونية منذ بدايات النهضة المباركة وقدمت العديد من البرامج التلفزيونية الشيقة حتى عرفت لدى وسط الناشئة بـ(ماما كلثم)، إضافة إلى حضورها الكثيف في المناشط والفعاليات والبرامج الأسرية المتخصصة.

كما قدم عبد الله الكحالي تجربة الشاعر المرحوم علي بن شنين الكحالي فهو من الشعراء الرواد في الكتابة للأطفال، ولديه الكثير من الآثار الشعرية المدونة وعرف لدى القارئ من خلال ما قدم عنه في المهرجانات والفعاليات والبرامج الأدبية المتعددة.

وقدمت الكاتبة ابتهاج الحارثية حلقة كتابة القصة المصورة، وتناولت فرعًا أدبيًّا له جمهور واسع بين الأطفال والناشئة وهو القصة أو الرواية المصورة (comics)، حيث تناولت أنواع القصص المصورة وتاريخها وناقشت القصص أو الروايات المصورة المفضلة لدى الأطفال، والهدف من الحلقة هو تعليم الناشئة أسلوبًا ابداعيًا جديدًا للتعبير عن أنفسهم بالكتابة والرسم معًا في إطار القصة المصورة، نتاج الحلقة المتوقع هو أن يقوم كل طالب بالكتابة عن حدث مهم حدث في حياته وترك أثرًا على نفسه ثم رسم القصة وتلوينها وإخراجها بأسلوب القصص المصورة في صفحة واحدة فقط.

وفي حلقة الكاتب الواعد في القصة قدمت الكاتبة أمامة اللواتية تعريف بالقصة والفرق بينها وبين الفنون الأدبية المختلفة، أنواع القصة، مع تقديم الأمثلة التطبيقية من قصص وروايات عربية وعالمية.

ثم التطرق لعناصر القصة مثل الفكرة العامة، المقدمة، الشخصيات ووصفها، الأحداث، السرد، بناء القصة، المكان والزمان، الخاتمة. وأيضا يتم ربط هذه العناصر بأمثلة من قصص عالمية أو عربية لتقريب الفكرة للمشاركين.

كما تناول الجانب النظري أيضا دور العنوان في تحقيق عنصر التشويق في القصة، ومناقشة لبعض عناوين القصص العالمية المعروفة. وأهمية الاهتمام بالكتابة بلغة سليمة وواضحة. أما الجانب العملي الذي قدم في اليوم الثاني فقد تم عرض ومناقشة نماذج من القصص القصيرة المختارة، ثم يكتب كل مشارك قصة أو قصتين.