1117227
1117227
صحافة

شركة «أوبر» تخسر ترخيص العمل في لندن

25 سبتمبر 2017
25 سبتمبر 2017

بعد الانتشار الكبير الذي حققته شركة نقل الأفراد الأمريكية الشهيرة «اوبر» في مختلف أنحاء العالم في السنوات الأخيرة ومن بينها لندن، بدأت الشركة تعاني من بعض النكسات التي أثرت على آلية عملها ورضى السائقين المنضمين لأسطولها الكبير. وآخر هذه النكسات كانت رفض السلطات البريطانية تمديد التراخيص الممنوحة لها لمواصلة عملها في لندن، حيث كانت قد اجتذبت الكثير من الزبائن على مدى الأعوام الـ 5 الماضية.

وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء فإن القرار سيدخل حيز التنفيذ في بداية أكتوبر المقبل، إذ سيكون آخر يوم عمل للشركة في لندن هو الـ30 من سبتمبر الجاري.

صحيفة «فاينانشال تايمز» نشرت تقريرا بعنوان «اوبر تحارب لاستعادة رخصة العمل في لندن»، مشيرة الى إن إلغاء رخصة أوبر للعمل في لندن جاء في وقت حساس للشركة، حيث أنها تتحكم في صفقة استثمارية بقيمة 10 مليارات جنيه استرليني.

وفي سياق التقرير قالت الصحيفة إن الحكومة البريطانية أكدت أنها لن تجدد ترخيص شركة أوبر. واستندت هيئة النقل العام في لندن في رفضها تجديد الترخيص للشركة على إنها تقدم خدمة تفتقر الى المسؤولية ومعايير الأمان والسلامة العامة.

وقالت الصحيفة إن شركة اوبر التي تعتمد على تطبيقات الإنترنت لتقديم خدماتها لزبائنها، يستخدمها نحو 3.5 مليون راكب سنويا في لندن، ويتعاون مع الشركة نحو 40 ألف سائق.

ومن جهته، قال متحدث باسم «أوبر» إن الشركة كانت بصدد اتخاذ خطوات لتحسين سلامة سائقيها وتم منحهم أكثر من متوسط أجرهم عبر المرونة التي يوفرها التطبيق. وأنها بصدد الطعن على قرار السلطات البريطانية أمام المحكمة.

وفي بيان صدر عن اوبر قالت فيه إن «خدمة مواصلات لندن وعمدة المدينة استندوا إلى آراء القليل من المواطنين لتقييد حرية الغالبية».وأضاف البيان أن القرار يوضح ان لندن لم تعد مفتوحة أمام الشركات الاستثمارية الابتكارية.

وتتعرض الشركة لانتقادات من بعض سكان لندن الذين يتهمونها بإشغال الطرق والتسبب في ازدحامها كما أن الشركة لا تقدم تدريبا كافيا لسائقيها.

وفي تحليل قدمه توم ادواردز مراسل «بي بي سي» لشؤون المواصلات في لندن قال فيه إن تطبيق اوبر تسبب في تقويض سوق وسائل النقل الخاصة «التاكسيات» بما فيها تاكسي لندن الأسود الشهير لأن التطبيق يوفر خدمة سريعة وأقل سعرا.

وذكرت صحيفة «الغارديان» إن شركة اوبر تعرضت لاتهامات متنوعة منها التسبب في ازدحام الطرق وعدم التصرف بشكل مناسب مع شكاوى الانتهاكات الجنسية والتحرشات علاوة على عدم التدقيق في السجل الجنائي لبعض السائقين، إضافة إلى تسبب سائقيها في عدد كبير من الحوادث.

وعلى الجانب الآخر تعرضت الشركة لانتقادات حادة من السائقين المتعاونين معها لعدم توفيرها ظروفا مناسبة لهم أثناء العمل. كما ان اتحادات سائقي التاكسي الأسود في لندن تواجه شركة أوبر منذ دخولها سوق وسائل النقل في المدينة عام 2012.

وقالت صحيفة «ديلي تلجراف» إن الخبراء يعتقدون أن قرارات هيئة النقل العام في لندن أتت على خلفية المعلومات التي حصلت عليها والتي أكدت ارتكاب «أوبر» عددا من المخالفات المتعلقة بقضايا اقتصادية وضريبية، فضلا عن التسريبات التي أكدت أن الشركة استعانت ببرنامج «الكرة الرمادية Grey ball « للتهرب من المسؤولين وعملاء خدمة الضرائب.

وأشارت الصحيفة الى دعم عمدة لندن صادق خان لقرار هيئة النقل العام بإيقاف تصريح شركة اوبر، ونقلت عنه قوله: «أدعم إدارة النقل في قراراتها الأخيرة. جميع الشركات العاملة في المدينة يجب أن تلتزم بالقواعد والمعايير المحددة، يجب ضمان سلامة الزبائن والمواطنين في مدينتنا».

وذكرت الصحيفة أنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها أوبر إلغاء خدماتها من بلد ما بسبب عدم تقيدها بالقوانين، حيث أن الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها تعارض القوانين المتبعة في كل من البرازيل وفرنسا وألمانيا والهند وغيرها.