صحافة

تداعيات الأزمة الأمريكية – الكورية

25 سبتمبر 2017
25 سبتمبر 2017

 

دخلت الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية في حرب كلامية بين الطرفين تمثلت في تهديدات واتهامات بين رئيسي البلدين من شأنها تقصير المسافة للوصول الى نشوب حرب بينهما. ففي أول خطاب له أمام نحو 130 رئيس دولة وحكومة في الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كوريا الشمالية مهددا إياها بـ«التدمير الكامل»، إذا تعرضت الولايات المتحدة أو حلفاؤها لهجوم من بيونج يانج، وواصفا النظام فيها بأنه نظام «فاسد وشرير»، وقال إن «الدول المارقة تشكل تهديدا لباقي الأمم ولشعوبها نفسها ولديها أكثر الأسلحة قدرة على التدمير في العالم».

صحيفة «الغارديان» نشرت تقريرا بعنوان «ترامب يذهل الأمم المتحدة في تصريحه بتدمير كوريا الشمالية تدميرا كاملا»، قالت فيه إن ترامب بجانب انتقاده للزعيم الكوري الشمالي، انتقد أيضا خصوم أمريكا، فنزويلا وإيران، بشراسة. كما دعا الدول «الصالحة»، على حد تعبيره، الى مواجهة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون.

وفي افتتاحيتها قالت الصحيفة إن اعتقاد ترامب الراسخ بان الدول تحقق الاستقرار عندما تعمل من اجل مصلحتها الذاتية، متمثلا في شعاره «أمريكا أولا» هو اعتقاد خاطئ، فالدول بحاجة إلى العمل معا بموجب قواعد توافق عليها وتتقيد بها. وقالت الصحيفة إن الكثيرين توقعوا خطاب ترامب بشيء من الفزع، لأنه أول رئيس أمريكي في التاريخ يكيل الازدراء للأمم المتحدة، حيث تراوحت آراؤه في هذا الصدد من العداوة الخالصة إلى الجهل المطبق، رغم أن الخطاب كان مكتوبا.

وأشارت الصحيفة إلى التحذيرات الشديدة، واللغة الفظة التي استخدمها ضد كوريا الشمالية وإيران، وكيف أنه لم يبد أدنى اهتمام بالقيم الديمقراطية الأساسية، وكيف حمل خطابه نفحة كافية من «تغيير النظام» لجعل طهران تفكر بشدة في الامتثال نوويا.

وكان هناك توافق دولي في الآراء حول نتيجة تصويت مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي على معاقبة كوريا الشمالية بسبب المخاطر التي يمثلها سلوك بيونج يانج. أما فيما يتعلق بإيران فقالت الصحيفة إن ترامب يجازف بوضع نفسه في عزلة واضحة، حيث أوضح الحلفاء الأوروبيون أنهم يريدون الحفاظ على اتفاق عام 2015 لا تمزيقه.

وأضافت الصحيفة إن تهديدات ترامب هي مجرد ثرثرة وليست سياسة، فالأزمات تتطلب حنكة، قد فشلت إدارة ترامب في إظهارها. ونهج «أمريكا أولا» يتعارض مع تعددية الأمم المتحدة. وختمت الصحيفة بقولها إن «الرئيس ترامب قد يرغب في التحدث عن «الواقعية المنضبطة»، لكنه زعيم متهور وخطير يجلس - للأسف- في أقوى منصب.»

وتقول صحيفة «مترو» إن ترامب وصف كيم جونج اون بأنه «رجل صاروخي انطلق في مهمة انتحارية له ولنظامه». وان الولايات المتحدة لديها قوة كبرى وتتحلى بالصبر لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامها من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل». وتابع بقوله إن «الولايات المتحدة مستعدة وجاهزة وقادرة على الرد عسكريا على كوريا الشمالية ولكن نأمل أن لا نضطر لذلك». وأشار تحليل بصحيفة «التايمز» إلى أن خطاب ترامب قدم أكثر النصوص إقناعا حول نظرته للسياسة الخارجية، وأن رسالة الخطاب الأساسية كانت مألوفة ومتجذرة في القومية. وقالت إن مستشاري الرئيس ترامب يقولون إنه لا يؤمن بنموذج البيروقراطية العالمية من الأعلى إلى الأسفل الذي تجسده الأمم المتحدة، بل يرى أن الدول القومية هي اللبنة الأساسية للنظام العالمي. وذكرت صحيفة «آي» أن ترامب ندد بإيران «الشريرة والشر»، وهدد بالتدخل في فنزويلا. عن إيران ردد في خطابه مقولة جورج بوش التي كان يرددها قبل عام من حرب العراق وهي «محور الشر». منددا بالاتفاق النووي معها وواصفا إياه بـ«المعيب»، في مؤشر عن عزمه على إلغائه أو إعادة النظر فيه.

أما عن فنزويلا فندد ترامب بما أسماه «الوضع غير مقبول» في ظل «الديكتاتورية الاشتراكية» في فنزويلا. وقال «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي. بصفتنا دولة جارة وصديق مسؤول يجب أن يكون لدينا هدف وهو أن يستعيد الفنزويليون حريتهم لاستعادة الديمقراطية»، مؤكدا استعداده لاتخاذ «إجراءات جديدة» ضد كراكاس من دون أن يوضح ماهية هذه الإجراءات. ومن جانبه قال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون إن بلاده تدرس اللجوء الى «اشد الإجراءات» ضد الولايات المتحدة ردا على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير كوريا الشمالية بالكامل، واصفا ترامب بأنه «مختل عقليا» وان الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة هو بمثابة إعلان قوي للحرب، مؤكدا ان برنامج بيونج يانج النووي هو الخيار الصحيح.