العرب والعالم

حماس نحو مصالحة مع فتح

22 سبتمبر 2017
22 سبتمبر 2017

غزة (الاراضي الفلسطينية)-(أ ف ب) :عندما أعلنت حركة حماس الاسبوع الماضي قبولها بالمصالحة مع حركة فتح للخروج من عزلتها وحل الأزمات الانسانية في قطاع غزة، كانت الحركة الاسلامية قطعت شوطا في تحسين علاقاتها مع حليفها القديم ايران وجارتها مصر.

ووافقت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في 17 سبتمبر الحالي على «اللجنة الادارية» التي كانت تقوم مقام الحكومة في قطاع غزة، ودَعَت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله والتي تتخذ من رام الله مقرا لممارسة مهامها في غزة.

ويقول رئيس قسم السياسة في جامعة الاسراء أحمد الودية ان استراتيجية الانفتاح في وقت واحد على مصر وإيران وحركة فتح «غيرت» شكل العلاقات بين حماس ودول المنطقة.

وتواجه حماس التي تعتبرها اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة ارهابية، أزمة انسانية عميقة في القطاع بسبب الحصار الاسرائيلي المشدد المفروض عليه منذ عقد وأزمة الكهرباء والمياه ومعدلات البطالة الأعلى في العالم.

وشهد القطاع الفقير الذي يسكنه نحو مليوني نسمة اكثر من ثلثيهم من اللاجئين ثلاث حروب اسرائيلية منذ نهاية 2008. وحصلت القطيعة بين حركتي فتح وحماس بعد ان فازت حماس في انتخابات 2006 التشريعية.

ورفض المجتمع الدولي قبول حكومة حماس وطالب الحركة اولا بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل واحترام الاتفاقات بين الفلسطينيين والقادة الاسرائيليين.

وتطور الامر الى تفرد حماس بالسيطرة على قطاع غزة بعد مواجهة دامية مع حركة فتح برئاسة محمود عباس.

ومنذ ذلك الحين، فشلت كل محاولات المصالحة بين الطرفين. ويشكك محللون بأن يؤدي إعلان حماس حل حكومتها في غزة الى اجراءات ملموسة على الارض، مع وجود ملفات «شائكة» مثل استيعاب موظفي حماس العموميين وعددهم نحو اربعين الفا، ودمج الاجهزة الامنية في غزة والضفة الغربية.ويرون ان هدف حماس «حل الأزمات الخانقة في غزة وفك عزلتها السياسية لتكون شريكا معترفا فيه اقليميا ودوليا».

ويقول الباحث غرانت روملي الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها الولايات المتحدة ان «قصة المصالحة مسرحية موجهة خصوصا الى الجمهور المصري».والواقع ان حماس نجحت في تحسين العلاقة مع مصر التي ترعى حوار المصالحة مع فتح.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ان السلطات المصرية ستعيد فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي بشكل أفضل في الاسابيع القادمة، مع إطلاق جولة جديدة من الحوار بين حركتي حماس وفتح.

وستشكل إعادة فتح الحدود، ولو بشكل غير دائم، متنفسا مهما لحماس التي تعاني من خفض أموال السلطة الفلسطينية المرسلة الى غزة ومن الحصار، وايضا، وفق مسؤولين فلسطينيين، «تقليص» قطر دعمها لحماس، وتجميد بعض مشاريعها في غزة بعد أزمتها مع السعودية والإمارات ومصر.

في الوقت ذاته عملت حماس على ترميم علاقتها مع ايران وتهيئة المناخ لذلك، إثر انتخاب اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لخالد مشعل في مايو الماضي، وانتخاب يحيى السنوار رئيسا للحركة في القطاع فبراير الماضي.

وكانت علاقة حماس مع ايران تضررت كثيرا بسبب موقف الحركة من الازمة في سوريا وميلها الى دعم المعارضين.ولكن رغم هذا التوتر لم توقف كليا ايران ارسال المال الى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة.ويصل الدعم الايراني لحماس أحيانا الى 15 مليون دولار شهريا، وفق مصدر فلسطيني مطلع.

ويقول القيادي في حماس أحمد يوسف «لم يجرؤ احد على دعم المقاومة بالمال والسلاح الا ايران، بعض الدول الخليجية دعمت حماس جزئيا، وقصرت في دعم المقاومة العسكرية». وكشف السنوار ان ايران هي «الداعم الأكبر» لحركته بـ«السلاح والمال والتدريب لكتائب القسام». وأضاف «نراكم ونطور قوتنا العسكرية بفضل الدعم الايراني الذي تضاعف». ويقول حمزة ابو شنب المختص بشؤون الحركات الاسلامية ان لدى السنوار «رؤية استراتيجية» بضرورة تعزيز العلاقة مع ايران كقوة اقليمية «مؤثرة وداعم رئيسي» لحماس.

وأفرجت اسرائيل عن السنوار، وهو أبرز مؤسسي جهازها الامني والعسكري، ضمن صفقة تبادل في 2011 بعد ان أمضى 22عاما في سجونها.

ويرى الودية ان علاقة حماس مع ايران ومصر «تستند لتبادل المنافع حماس بحاجة للدعم الايراني المالي والعسكري في ظل التضييق عليها، وايران تدرك ان حماس تمثل جبهة متقدمة في بناء تحالفات ايران على حدود اسرائيل التي تكن لها العداء العلني».

ويقول «حماس تريد من مصر فتح معبر رفح للبضائع والاشخاص والوساطة في المصالحة، ومصر تريد تأمين حدودها مع غزة لخنق الجماعات السلفية الجهادية في سيناء».ويقول غرانت روملي إن الهدف الرئيسي لحماس هو «البقاء» بعدما زادت عزلتها كثيرا.