العرب والعالم

اتفاق عراقي - إيراني - تركي على إجراءات مضادة لاستفتاء كردستان

21 سبتمبر 2017
21 سبتمبر 2017

القوات العراقية تحرر 20 قرية في عملية أيسر الشرقاط من «داعش» -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(وكالات):-

أصدر العراق وإيران وتركيا بيانا مشتركا ينص على اتخاذ إجراءات ضد إقليم كردستان العراق إذا ما مضى قدما في إجراء الاستفتاء على الاستقلال.

وفي البيان المشترك الذي صدر بعد اجتماع على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبّر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ونظيراه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو عن قلقهم من أن يعرض الاستفتاء المكاسب التي حققها العراق ضد تنظيم «داعش» للخطر ومن احتمال اندلاع نزاعات جديدة في المنطقة.

وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية العراقية على موقعها الإلكتروني «الاستفتاء لن يكون مفيدا للأكراد أو لحكومة إقليم كردستان. واتفق المجتمعون على اتخاذ إجراءات مضادة بالتنسيق فيما بينهم».

ولم يتضمن البيان أي تفاصيل عن الإجراءات المحتملة لكنه أشار إلى «ضرورة تضافر الجهود الدولية لإقناع حكومة إقليم كردستان بإلغاء الاستفتاء» مضيفا أن الوزراء وجهوا «دعوتهم إلى المجتمع الدولي لأن يأخذ دوره بشأن ذلك».

وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفرض عقوبات على إقليم كردستان العراق، وتجري القوات التركية تدريبات عسكرية على مقربة من الحدود.

وأشار البيان إلى أن الوزراء الثلاثة «أكدوا على عدم دستورية الاستفتاء الذي تنوي حكومة إقليم كردستان العراق إجراءه لأنه ‏سيتسبب بصراعات في المنطقة يكون من الصعب احتواؤها».

لكن الأكراد عبروا عن تصميمهم على المضي قدما في الاستفتاء الذي قد يطلق، رغم أنه غير ملزم، عملية الانفصال عن بلد يعاني بالفعل انقسامات طائفية وعرقية. وقال البيان إن الوزراء الثلاثة أكدوا «التزامهم القوي بالحفاظ على ‏وحدة العراق السياسية وسلامة أراضيه».

إلى ذلك بحث الرئيس العراقي فؤاد مصوم مع يان كوبيتش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق أمس سبل مضاعفة دعم الأمم المتحدة للعراق في كافة المجالات والتركيز على حل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لاسيما موضوع استفتاء إقليم كردستان.

وأعرب الرئيس معصوم عن ثقته الثابتة بقدرة العراقيين على حل كافة مشاكلهم عبر الحوار والحرص المتبادل على تعزيز التعاون وتعميق وحدة الصف بوجه الإرهاب.

من جانبه، استعرض كوبيتش« نتائج زيارته الأخيرة إلى مقر الأمم المتحدة واتصالاته مع وزراء خارجية دول المنطقة فضلا عن استعراض نشاطات البعثة الدولية لمساعدة العراق و استعداد الأمم المتحدة لدعم العراق في كافة المجالات ذات العلاقة ».

وطرح الرئيس العراقي مؤخرا مبادرة لحل أزمة استفتاء كردستان توجت بمشاورات مع جميع الكتل البرلمانية والسياسية والاجتماع بالزعيم الكردي مسعود بارزاني وقيادات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والتغيير لبلورة رؤية جديدة لحل المشاكل بين المركز والإقليم.

وقالت مصادر عراقية إن وفدا كرديا سيبدأ زيارة لبغداد اليوم لحلحلة أزمة الاستفتاء وسط أجواء من الرفض لإلغاء أو تأجيل الاستفتاء من قبل مسعود بارزاني، وتمسك حكومي وبرلماني وقضائي عراقي بعدم دستورية هذا الاستفتاء.

كما أكد عضو اللجنة العليا للاستفتاء في إقليم كردستان أن الاستعدادات والتحضيرات مستمرة لإجراء الاستفتاء العام في موعده المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، مشيرا إلى أن قيادة الإقليم أبقت أبواب الحوار مفتوحة مع الجميع.

وقال روميو هكاري العضو الاشوري في اللجنة العليا للاستفتاء في إقليم كردستان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) إن «التجمعات والمهرجانات الدعائية للاستفتاء جارية ومستمرة» مستشهدا بأنه سيجري اليوم وهو اليوم الأخير للدعاية حسب القانون، أكبر مهرجان جماهيري هنا في اربيل العاصمة، مشيرا إلى أن جماهير كردستان حسمت أمرها، وهي متجهة نحو الاستفتاء دون تردد ولا تسمع صدى جميع التهديدات التي تطلق من هنا أو هناك في الشارع الكردستاني.

ميدانيا :أعلن قائد عمليات تحرير الحويجة الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله أمس تحرير 20 قرية في إطار عملية تحرير مناطق أيسر الشرقاط من سيطرة تنظيم «داعش».

وقال قائد عمليات تحرير الحويجة، في بيان صحفي : قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع وألوية الحشد شعبي، تحرر قرى كهارة وشيراوة والفوجة وحمد ستير وسبحة عثمان، وكنعوص الشمالية، وكنعوص الجنوبية، وخرابة زرد، وسيسبان، وعين حياوي، ولزاكة، وكنيطرة، والحمير، وهيجل الشمالي، وهيجل الوسطى، وهيجل الجنوبي، عويجيله الشمالي، وعويجيلة الجنوبي، وخضير الجاسم، والسفينة .مشيرا إلى رفع العلم العراقي في هذه القرى واستكمال الصفحة الأولى من المرحلة الأولى لعمليات تحرير الحويجة.

وكان قائد الشرطة الاتحادية في العراق الفريق رائد شاكر جودت أعلن أن القوات العراقية بدأت بتحرير قرى من سيطرة «داعش» في مستهل عملية عسكرية انطلقت فجر أمس.

وقال جودت، في تصريح صحفي، إن قوات الشرطة الاتحادية مدعومة بعشرات الآليات المدرعة شرعت فجر أمس بفتح السواتر واقتحام الساحل الأيسر للشرقاط من المحور الشمالي، ضمن الصفحة الأولى لاستعادة السيطرة على ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة إرهابيي «داعش».

وتقع الشرقاط، وهي من أقضية محافظة صلاح الدين، غرب مدينة الحويجة التي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في وقت سابق اليوم، انطلاق عملية تحرير مدينة الحويجة بمحافظة كركوك من سيطرة تنظيم داعش.

وقال العبادي، في بيان رسمي على موقعه الإلكتروني، :مع فجر يوم عراقي جديد، نعلن انطلاق المرحلة الأولى من عملية تحرير الحويجة، وفاءً لعهدنا لشعبنا بتحرير كامل الأراضي العراقية، وتطهيرها من عصابات داعش الإرهابية.

وتقع الحويجة في محافظة كركوك الغنية بالنفط، وتعد واحدة من آخر المناطق التي لا يزال يسيطر عليها التنظيم في العراق.