العرب والعالم

تقـــريـــر :الاستفتاء رهان بارزاني

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

بغداد - (أ ف ب) - يخوض رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني عبر الاستفتاء المرتقب في 25 سبتمبر مواجهة جديدة مع بغداد سعيا لتحقيق حلم إنشاء دولة، بحسب ما يقول مؤيدوه، بينما يرى معارضوه في مشروعه هذا مجرد محاولة للبقاء في السلطة. ويسعى بارزاني (71 عاما)، المحافظ الذي يرتدي الزي التقليدي دائما، إلى أن يكون بطل قضية مجتمعه، ولا يتردد في السير عكس تيار الطبقة السياسية، وعكس إرادة كل من بغداد وواشنطن والدول المجاورة، للدفاع عن مطالبه.

مع اقتراب موعد الاستفتاء، كرر مرارا أن «لا خيار آخر» في وجه ،ما وصفه، «دولة دينية وطائفية» إلا الانفصال للحفاظ على حقوق الأكراد الذين تعرضوا للقمع في ظل حكم نظام صدام حسين، والذين بدأوا بتعزيز موقعهم السياسي منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.

ويؤكد الرئيس الأول والوحيد حتى الآن لإقليم كردستان العراق، ونجل القائد التاريخي للأكراد مصطفى بارزاني، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردي منذ وفاة والده عام 1979، «كان علينا تنظيم هذا الاستفتاء» لعدم وجود أرضية «شراكة» مع بغداد.

بعد فوزه في الانتخابات غير المباشرة في عام 2005، أعيد انتخاب بارزاني مرة أخرى في عام 2009 بنحو 70% من الأصوات في أول انتخابات عامة، ليبدأ ولاية جديدة من أربع سنوات.

وبعد انقضاء المدة، مدد البرلمان الكردستاني ولاية بارزاني لعامين. وفي خضم هجوم تنظيم (داعش) في عام 2014، لم يغادر بارزاني منصبه حتى اليوم. ويتهم منتقدو بارزاني الزعيم الكردي بالرهان من خلال الاستفتاء على البقاء في السلطة. وبالنسبة لجميع الأكراد، فإن وجود دولة كردية مستقلة في العراق وإيران وسوريا وتركيا حلم لا يمكن التشكيك فيه. ولكن كثيرين يرون أن الموعد المحدد للاستفتاء على الاستقلال ليس مناسبا بالنظر الى القتال الجاري في محيط كردستان مع تنظيم داعش والأوضاع الاقتصادية الصعبة في الإقليم بسبب تراجع أسعار النفط.

وتقول الباحثة دونيز ناتالي من معهد دراسات الاستراتيجية الوطنية إنه تم تحديد هذا الموعد «عمدا»، موضحة أن الاستفتاء يأتي فيما «يواجه مسعود بارزاني أزمات داخلية كبيرة وفي حاجة لتعزيز موقعه كزعيم قومي».

ويشير كريم باكزاد من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس) الى ان «جميع الأطراف، تطلب منه تنظيم انتخابات على رئاسة السلطة من دون ترشيح نفسه». ويُظهر الانقسام الذي أنتجه الاستفتاء بين أربيل، معقل بارزاني، ومحافظة السليمانية المجاورة، عمق الانشقاقات التي وضعت جانبا لإعطاء الأولوية للقتال ضد داعش.

غير أن تلك الانقسامات منعت البرلمان من الانعقاد لأكثر من عامين. ومن خلال حملة «لا للاستفتاء»، أثبت المعارضون من الاتحاد الوطني الكردستاني (حزب الرئيس العراقي السابق جلال طالباني)، والتغيير (غوران)، والجماعة الإسلامية أنهم يتمتعون بوجود قوي.

ويلفت باكزاد الى أن الاستفتاء «يمكن أن يعيد إحياء الأزمة السياسية الداخلية في كردستان، أو على الأقل أن يخدم مسعود بارزاني ضد معارضيه، وخصوصا غوران، الحزب المؤثر بالشباب الكردي».