1111685
1111685
مرايا

للأهل دور في ترتيب أولوياته - تنظيم وقت الطالب.. طريقه إلى التفوق

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

استطلاع- خلود الفزارية -

من منا لا يدرك أهمية الوقت، وإذا ما تعلق الوقت بطالب المدرسة فإن الأمر يزداد أهمية نظرا لضرورة توجيه الطفل من بداية مراحله الدراسية إلى ضرورة تنظيم الوقت لكي يتمكن من إعطاء طفولته حقها ما بين الدراسة واللعب، ليكون واعيا في المراحل الدراسية اللاحقة بعدم إهمال المذاكرة ويصنع مستقبلا مرضيا لنفسه وعائلته.

فحياة الطالب تبدأ من جرس المنبه صباحا ليستقبل يومه الجديد بصلاة الفجر ثم تناول فطوره وارتداء ملابسه ثم التوجه إلى المدرسة وقضاء سبع ساعات دراسية مع زملائه، وبعدها يعود إلى المنزل لتبقى له تسع ساعات- لو افترضنا أنه ينام ثماني ساعات كاملة وهي المدة التي يحتاجها الطفل اليافع لصحة نموه- يوزعها بين تناول الطعام واللعب أو مشاهدة التلفاز وإعطاء الوقت لحل الواجبات والتحضير للدروس اليومية بالإضافة إلى ضرورة توجيهه إلى المحافظة على صلواته.

فهل ينظم أبناءنا أوقاتهم؟ وكيف يوازنون بين اللعب والمذاكرة؟ وما هو دور الآباء في مساعدتهم؟

«مرايا» تطرق أبواب بعض المنازل لتستطلع حياة طلاب المدارس.

تقول أم محمد (معلمة رياضيات): إحدى طالباتي في الفصل تنام كل يوم على الطاولة، وتتعذر بأنها مريضة، وقد قمت بتهديدها بإبلاغ ولي أمرها، لأني أعتقد أنها لا تنام في الليل، فهي تغط في النوم أثناء الحصة، وربما تفعل ذلك مع بقية الحصص، وسألتها لماذا تأتين إلى المدرسة إذا كنت لا تستمعين للحصة، الأفضل أن تنامي في البيت، فالمدرسة صرح للتعليم وليس فندقا للنوم، فأجابتني بكل برود أن أهلها يطلبون منها أن تذهب للمدرسة، وقدمت نصائحي للطالبات بأهمية العلم والتعلم والرغبة الذاتية في تنمية القدرات والتميز وتحقيق النجاح.

الجدول البيتي

توضح أميرة البلوشية (طالبة): في البيت نذهب إلى النوم الساعة 9، أمي تجبرنا على النوم بعد تناول العشاء، وأحيانا أذهب إلى المدرسة قبل إنهاء واجباتي المدرسية، أمي ترغمني على النوم لأنني لا أنام بعد العودة من المدرسة، وأحيانا تكون الواجبات كثيرة، ووقتي يذهب في تناول الطعام ومشاهدة التلفاز وقت العصر، وأبدأ حل الواجبات بعد صلاة المغرب.

بينما تشير ناهد البلوشية (طالبة): أنا وأختي طالبتان ننام بعد العودة من المدرسة، ثم نستيقظ لصلاة العصر وننهي واجباتنا، بعدها نشاهد التلفاز مع إخوتي ثم نتناول العشاء وننام في الساعة العاشرة.

فيصل الهنائي (طالب) يقول: وقتي يكون في المدرسة، ثم نجتمع في البيت لتناول الغداء، بعدها أتوجه لصلاة العصر، وأقضي بعض الأوقات مع أصدقائي بالقرب من المنزل، وأعود للبيت قبل صلاة المغرب، ثم أحل واجباتي ونتناول العشاء وينتهي اليوم.

تشجيع الآباء

أم وعد (ربة منزل) تقول: أجد صعوبة في تنظيم وقت أبنائي حيث إنهم يتأخرون في النوم ليلا، ويستيقظون بصعوبة وقت الفجر، ولأن الوقت قصير فأحاول أن أساعدهم لتنظيم أوقاتهم، إلا أنهم لا يستمعون لي، واضطر إلى توبيخهم، فدوري كأم يحتم علي تنبيههم إلى تناول الطعام والنوم جيدا فضلا عن متابعة دروسهم، وهم يرغبون في اللعب بالألعاب على الهواتف أو مشاهدة اليوتيوب، وأحاول ألا أحرمهم فكل ذلك يجب أن يتم بدقة، لكي لا يغلب جانب على جانب.

وتشاركها الرأي فاطمة اللواتية (ربة منزل) وتقول: تنظيم الوقت ضروري لحياة الطالب، وأنا أوجه أبنائي دائما إلى ذلك، مع تذكيرهم بأني أريد أن أرى مستقبلهم رائعا لكي أفخر بهم، وفي تعاملي مع أبنائي فإني أسحب الهاتف عنهم أيام الأسبوع وأسلمهم في الإجازة الأسبوعية، وأول ما يقوم به أبنائي بعد العودة من المدرسة وتناول الغداء هو حل الواجبات لكي يرتاحوا منها، ولكي أضمن ألا يؤجلونه، ثم بعد العصر يستطيعون فعل ما يريدون سواء في القراءة أو مشاهدة التلفاز، أو قضاء الوقت مع الأسرة بتبادل أطراف الحديث.

إنجاز الشيء في وقته

وتقول فوزية السلطية: أن تنظيم وقت الطالب مسؤولية الآباء، فيجب تدخلهم في حال ما شعروا بتراجع مستوى الطالب الدراسي، لأن الطالب أمانة بين يدي أبويه، وهو قد لا يعي أهمية تنظيم الوقت مع كثرة المغريات، وتقصيره في أداء الواجبات سيكون عادة بعد ذلك تعيقه من الحصول على معدل جيد في دراسته يؤهله للالتحاق بالجامعة.

وهنا يجب أن يقنع الوالد طفله بضرورة إنهاء واجباته المدرسية بنفسه، وتحديد ما يصعب عليه فهمه، وتناول وجباته الغذائية في أوقاتها المحددة، مع المحافظة على الصلاة، لأن الصلاة في أوقاتها تساعد الطفل على إدراك أهمية إنجاز الشيء في وقته، ويمكن للطالب أن يأخذ فترات راحة بين أوقات المذاكرة، ثم توجيه الطفل للنوم باكرا حتى يتسنى له القيام مبكرا مكتفيا من النوم ليساعده ذلك على التركيز في المدرسة، ثم تقبل المدرسة بأن يحبها، فهي ليست سببا لحرمانه من النوم أو لتكليفه بالتركيز فيها وهو في حالة تعب.