1112023
1112023
المنوعات

منتدى «المرأة والتحولات النفسية في الإعلام» يناقش التشريعات والإعلام الجديد

18 سبتمبر 2017
18 سبتمبر 2017

برعاية «عمان والاوبزرفر » الإعلامية -

كتبت - خلود الفزارية:-

تتواصل أعمال المنتدى الدولي «المرأة والتحولات النفسية في الإعلام» تحت شعار «كوني واعية بصحتك النفسية»، بتنظيم من هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالشرق الأوسط، والتعاون مع شركة البوابة العربية للمعارض بمركز عمان الدولي للمعارض.

وتم تقديم ست أوراق في اليوم الثاني على جلستين، أدارت الأولى الإعلامية جيهان اللمكية وكانت بعنوان «المرأة العربية بين الشريعة والواقع الاجتماعي»، واستعرضت الدكتورة كلثم الزدجالية في ورقتها «التشريعات وحقوق المرأة لحياة نفسية أفضل» قضية حقوق المرأة، والحراك النسوي في تحقيق تلك الحقوق، متطرقة إلى الواقع التشريعي في السلطنة، مبينة أن التشريعات العمانية ساوت بين الرجل والمرأة في أحكامها، وذلك بمراعاة أحكام الشريعة الإسلامية وأعراف وتقاليد المجتمع، إلا أن بعض هذه التشريعات قد ميزت بين الجنسين لاعتبارات منها ما يتصل بوظيفة المرأة الاجتماعية وتكوينها الطبيعي أو بمبررات أخرى تقتضيها المصلحة العامة، فالتوجيهات السامية أولت المرأة اهتمامًا بالغا، ولم تفرق بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات العامة، التي لا تستدعى تمييز المرأة عن الرجل لطبيعتها الخاصة كأنثى، كما أشار جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- في العديد من المناسبات إلى أن تكريم المرأة من تكريم المجتمع.

وبينت الزدجالية في ورقتها قانون الخدمة المدنية، وقانون العمل العماني، وقانون الضمان الاجتماعي، وقانون الأحوال الشخصية، وفي التشريعات القضائية التشريعات التي ميزت صراحة بين الجنسين من حيث الواقع العملي، فضلًا عن حقوق المرأة المقررة بموجب المواثيق الدولية.

المرأة الفلسطينية المكافحة

وفي ورقة «المرأة بين الشريعة والسوسيولوجي الاجتماعي» ناقشت الدكتورة غادة محمد مكانة المرأة في الإسلام من خلال التطرق لمكانتها قبل الإسلام وبعده، والمرأة الفلسطينية من منظور سوسيولوجي اجتماعي، واعتمدت الواقع السوسيولوجي للمرأة المقدسية بشكل خاص نموذجا في ورقتها.

وتناولت مقدمة الورقة المرأة في الشريعة من خلال مكانة المرأة في الإسلام، والمرأة العربية قبل الإسلام، فالمرأة العربية قبل الإسلام عانت من سوء المعاملة، والنظرة الدونية، فلم يكن لها أية حقوق حتى حق اختيار زوجها، وقد كانت بعض القبائل العربية تئد بناتها خشية العار، وكان ولي المرأة يزوجها ممن يشاء، سواء رضيت أم لم ترض، وكان يأخذ مهرها ولا يعطيها منه شيئًا إلا ما ندر، فجاء الإسلام وأعلن إنسانية المرأة، وأهليتها التامة كالرجل، وصانها عن الرذيلة والفتنة ورفع قدرها وأعلى شأنها وجعلها شقيقة الرجل، وفي جانب المسؤولية عن المجتمع، فنجد أن الإسلام قد جعل من المرأة قرينة للرجل، ففي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطاعة لله ولرسوله، يجعل الإسلام المسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة.

وعن المرأة الفلسطينية من منظور سوسيولوجي اجتماعي تشير الدكتورة غادة إلى أن المرأة الفلسطينية لعبت دورًا كاملًا في اندماجها في المجتمع الفلسطيني وقضاياه خصوصًا بعد أن انخرطت في سلك التعليم بمختلف مراحله لتشكل نصف عدد الطلاب، ودخولها العديد من مجالات العمل المختلفة ومنهن الطبيبة والمهندسة والمعلمة والمحامية، والقاضية، والعديد من المهن، بالمقابل ما زالت مشاركتها في المجالات الثقافية والسياسية والتعليم العالي قليلًا والسبب في ذلك يرجع إلى طبيعة المجتمع الفلسطيني الذي ما زال مجتمعا ذكورياً، والعادات والتقاليد التي تقف عائقًا أمام المرأة منها الزواج المبكر، وكونه مجتمعًا محافظًا يفرض قيودًا على تحركها.

وتعاني المرأة الفلسطينية المقدسية من وجود جدار الفصل العنصري ومشكلة عدم توفر الخدمات، كما تعاني من عدم منحها فرصة التعليم الجامعي حيث بلغت نسبة عدد الإناث اللاتي التحقن بالتعليم في عام 2014 7.5%، وفي عام 2015 6.7% هذا مؤشر يعني هبوط نسبة توجه الإناث بنسبة 12% وتعود الأسباب إلى الزواج المبكر، والوضع الاقتصادي.

خطاب الإعلامي النسوي

واستعرضت الدكتورة ماجدة عبد المرضي بحثًا نقديًا حول إشكالية نمطية الخطاب الإعلامي للمرأة العربية أشارت فيه إلى أن الإعلام الموجه للمرأة يعد إحدى الوسائل التي وفرت مساحة للمطالبة والتوعية بحقوق المرأة ودورها الحيوي في تنمية المجتمع، وحرص الإعلام على تقديم قضايا المرأة ومشكلاتها باعتبارها قضية الأسرة والمجتمع بأسره. مشيرة إلى دراسة الخطاب الإعلامي الموجه للمرأة والمهتم بقضاياها يعتبر محورًا رئيسيًا وفاعلًا في الدراسات الإعلامية الحديثة.

وتحدد مقدمة الورقة العلاقة بين الصحافة والإعلام في العالم العربي في شقين بما يناقش حقوق المرأة من مختلف الجوانب ويؤكد على دورها في بناء المجتمع، ومسلطا الضوء في الوقت نفسه على ما تعانيه المرأة من مشكلات تحد من مساهمتها في خطط وعمليات التنمية، وما يكرس صورة امرأة مستهلكة مجرد استنساخ للمرأة في الغرب من ناحية الذوق ومعايير الجمال حيث تركز على المضمون الخفيف بينما تغيب عن صفحاتها حقوق المرأة كما أنها تتناسى خصوصية قضايا المرأة العربية.

ويجب على الصحافة النسائية أن تسلط الضوء على إنجازات المرأة العربية وتسجل حضورها على كافة المستويات لكى تكون الصحافة النسائية دافعا للتواصل الإيجابي بين المرأة العربية والمجتمع المحلي والعالمي بالإضافة إلى رفع الوعي وتحديد الهوية من خلال الربط بين المرأة العربية ومجتمعها.

دور وسائل التواصل الاجتماعي

وأدارت الجلسة الثانية رندة صادق بعنوان «تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المرأة»، وتم تقديم ثلاث أوراق عمل فيها، وقد تناولت الدكتورة ناهد باشطح «دور الإعلام الجديد في قضايا الأحوال الشخصية في السعودية» وأشارت إلى أن المملكة العربية السعودية شهدت تقدمًا لافتًا في تقنيات الإعلام واستخدام الإنترنت، إذ استطاعت قنوات التواصل الاجتماعي طرح قضايا المجتمع كما في موقع تويتر حيث سجل أعلى معدل من حيث عدد مستخدميه بمعدل 51 في المائة من السعوديين الذين يترددون بانتظام على استخدام موقع التواصل الاجتماعي حسب دراسة صادرة عن شركة «جلوبال ويب إنديكس». وطبقًا لموقع قناة بي بي سي العربية فإن عدد مستخدمي خدمة تويتر بالسعودية يتجاوز ثلاثة ملايين، أي نحو 12 في المائة من مجموع عدد السكان، وينشر هؤلاء أكثر من مليون وخمسمائة ألف رسالة يوميًا، أما موقع فيسبوك فيزيد عدد مستخدميه عن 6 ملايين، ويستخدم مليون سعودي شبكة «لينكد إن»، ويعتبر السعوديون من أكبر مشاهدي موقع يوتيوب عددًا إضافة إلى استخداماتهم لشبكات أخرى وتطبيقات الهواتف الذكية.

وقد استطاعت المرأة السعودية أن تكون حاضرة في منصات إعلامية مختلفة للمطالبة بحقوقها المشروعة التي كفلها لها الإسلام بينما أغفلتها الأعراف الاجتماعية،وشهد الإعلام الجديد حملات إعلامية قادتها المرأة خلال الفيس البوك وتويتر مثل حملتي المطالبة بقيادة المرأة للسيارة عبر فيس بوك وتويتر عامي 2011 و2015 أو حملة المطالبة بإسقاط ولاية الرجل على المرأة.

إلا أن قضايا الأحوال الشخصية مثل الطلاق وما يتبعه من مشكلات كالحضانة والنفقة بقيت في معزل عن الإعلام الجديد ولم يتصد لها إلا الإعلام التقليدي.

كما ناقشت الدكتورة ناهد دور الإعلام النسوي ومنصات الإعلام الجديد في تفعيل قضايا المرأة في مجال الأحوال الشخصية وكيفية معالجة هذه القضايا بما يكفل للمرأة الحصول على حقوقها ودعم الإعلام لها.

تفاعل المرأة مع الإعلام الجديد

في حين تطرقت وجدان بريقع في ورقتها إلى «تأثير الإعلام الجديد على التحولات النفسية للمرأة»، حيث إن صورة وواقع المرأة في الإعلام لا يخلو من نصوص يكتبها الرجل لتظهر المرأة بصورة سطحية فقط مكياج، ومطبخ، وإعلانات وربة منزل، وبالرجوع لكل ما كتب وللبرامج التي قدمت في الفضائيات وفي الإذاعات والكتب والتي تناولت قضايا المرأة فكلها تناقش قضايا معينة تدور في فلكها لم أستشعر أبدا أن المواضيع تناقش بعمق، حتى أصبحت الصورة الذهنية لواقع المرأة العربية في كل الأذهان واحدة وسطحية. وتضيف الدكتور وجدان بريقع في علاقة المرأة بالإعلام الجديد أن المرأة العربية عموما مجبولة على عشقها للتعليم والتعلم فهي تواكب الجديد في عالم التكنولوجيا ومع تعدد الإعلام فهي مشاركة بتفاعل مع المحيط الذي تعيش فيه، ومجمل ما تتعاطاه من تعاون وثيق مع الشبكة العنكبوتية يعطيها الثقة والتصالح مع نفسها ومع من حولها بشعورها بأنها تعبر عن رأيها دون حجر.

مستعينة بتجربتها مع مجموعة نساء توضح بريقع أنهن أجمعن على الاستفادة من الإعلام الجديد التي كانت كبيرة، فقد طورت المرأة في عملها وواكبت الجديد إضافة إلى أنها استطاعت التواصل مع زملاء المهنة في كل الدول مما أكسبها خبرات ومعارف وتطورًا، كما أنه وعن طريق البريد الإلكتروني ووسائل التواصل أصبح من السهل إدارة عملها والتواصل من أي مكان مع زبائنها مما أكسبها ثقة وهي تقوم بأداء عملها نتج عنه راحة نفسية لها.

وناشدت مقدمة الورقة إقامة شبكة من الناشطات في الإعلام الرقمي أو الجديد يكون الهدف منها تثقيف المرأة العربية بكيفية الاستخدام الصحيح للسوشال ميديا.

واستضافت الجلسة نجمة الكويت الفنانة القديرة حياة الفهد التي استعرضت مسيرتها الفنية مع الحاضرات، وناقشت العقبات والتحديات التي واجهتها خلال مسيرتها فضلا عن الإنجازات التي تقدمها المرأة على مستوى الخليج العربي.

الجدير بالذكر أن السلطنة تستضيف أعمال المنتدى الدولي «المرأة والتحولات النفسية في الإعلام» خلال الفترة من 17 حتى 19 من الشهر الجاري، بمشاركة 20 متحدثا من مختلف الدول العربية، وتختتم جلساتها اليوم وتناقش «المرأة العربية والتغيرات العالمية».