1110548
1110548
العرب والعالم

بيونج يانج: نسعى لـتحقيق «توازن عسكري» مع الولايات المتحدة

16 سبتمبر 2017
16 سبتمبر 2017

مجلس الأمن ينعقد الخميس حول «تهديدات» كوريا الشمالية -

عواصم - (وكالات): أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون أمس أن بلاده شارفت على استكمال قوتها النووية مشددا على أن الهدف النهائي من حيازة السلاح الذري هو «تحقيق توازن قوى حقيقي» مع الولايات المتحدة بعد ساعات فقط على تنديد الأمم المتحدة «الحازم» بتجربة بيونج يانج الصاروخية الأخيرة.

وتابع كيم متجاهلا البيان الصادر عن مجلس الامن الدولي أمس الأول إن «الهدف النهائي هو تحقيق توازن قوى حقيقي مع الولايات المتحدة وجعل القادة الأمريكيين لا يتجرأون حتى على التفكير بعد اليوم بخيار عسكري ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية»، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وكان مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعا مغلقا طارئا بعد ظهر الجمعة في نيويورك ردا على إطلاق بيونج يانج في الصباح صاروخا متوسط المدى حلق فوق اليابان.

وندد البيان الصادر عن الجلسة «بشدة» بالتجربة الصاروخية معتبرا أنها خطوة «استفزازية للغاية».

وطالب مجلس الأمن في بيانه النظام الكوري الشمالي بـ«التوقف فورا» عن هذه «الأفعال الفاضحة»، مؤكدا أن «هذه الأفعال لا تهدد المنطقة فحسب بل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة».

ويعقد مجلس الأمن الخميس القادم اجتماعا لوزراء خارجية الدول الأعضاء حول انتشار أسلحة الدمار الشامل وسيركّز خصوصا على التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية، حسب ما أعلن دبلوماسيون أمس.

وكانت الولايات المتحدة دعت إلى هذا الاجتماع الذي سيُعقد خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

إلا أن كيم جونغ-اون يرفض تعليق برنامجيه الصاروخي والنووي.

وقال للوكالة الرسمية إن إطلاق صاروخ هواسونغ-12 صباح الجمعة كان ناجحا وأتاح زيادة «القدرات العسكرية» للبلاد.

وأضاف «علينا أن نظهر بوضوح (..) كيف تبلغ دولتنا هدف استكمال قوتها النووية رغم عقوباتهم وحصارهم».

«تهديد وشيك»

وأكدت القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ الجمعة أن الصاروخ الذي أطلق هو صاروخ باليستي متوسط المدى لم يشكّل أي تهديد لأميركا الشمالية أو جزيرة جوام الأمريكية في المحيط الهادئ.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي إن الصاروخ قطع على الأرجح مسافة 3700 كيلومتر على ارتفاع بلغ أقصاه 770 كيلومترا.

وأظهر مقطع مصوّر بثه تلفزيون كوريا الشمالية صاروخا بالستيا ينطلق من مركبة متحركة ويرتفع في السماء.

وخصصت صحيفة «رودونغ سينموم» التابعة للحزب الحاكم نصف صفحاتها لصور إطلاق الصاروخ.

وأشار يونغ أوك المحلل لدى المنتدى الكوري الجنوبي للدفاع والأمن لفرانس برس إلى «التقدم السريع على مستوى البرنامج النووي» الكوري الشمالي ولو أنه يرى «من المستبعد أن تبلغ كوريا الشمالية مستوى توازن نووي مع الولايات المتحدة».

وشدد المحلل على أن «عملية الإطلاق الأخيرة والتي تمت على الأرجح من منصة متحركة دليل على أن الشمال بات قادرا على نشر صاروخ هواسونغ-12 في إطار معارك»، مضيفا «من المتوقع أن تصبح كوريا الشمالية بحلول ثلاث سنوات إلى خمس قادرة على حيازة صواريخ نووية تشكل قوة رادعة».

وأوضح يانغ مو-جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول لوكالة فرانس برس «الشمال يوجه الرسالة التالية: «لسنا نخشى أي عقوبات وتهديداتنا ليست فارغة».

وبعد قيام بيونج يانج في 3 سبتمبر بتجربة نووية قالت إنها لقنبلة هيدروجينية بحجم يسمح بوضعها على صاروخ، صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع الاثنين الماضي على حزمة ثامنة من العقوبات الاقتصادية على هذا البلد، شملت فرض قيود على صادرات النفط والمواد المكررة إليه وحظر شراء المنسوجات منه.

إلا أن الزعيم الكوري الشمالي يبدو مصمما أكثر من أي وقت مضى على حيازة السلاح النووي.

ودعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إلى «مفاوضات مباشرة» مع كوريا الشمالية لخفض التوتر حسبما أعلن الكرملين.

خيارات عسكرية «قوية»

ولا تزال المحادثات التي بدأت في 2003 بين بيونج يانج وخمس قوى دولية كبرى (الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا كوريا الجنوبية) متوقفة منذ عام 2008.

ويعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يجري محادثات مع حليفيه الكوري الجنوبي والياباني الخميس على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة المقررة الأسبوع المقبل.

إلا أن ترامب وجه تحذيرا جديدا إلى كوريا الشمالية، مؤكدا أن الولايات المتحدة تمتلك خيارات عسكرية «قوية» للرد على بيونج يانج إن واصلت تجاربها النووية والصاروخية البالستية.

وكانت كوريا الشمالية أطلقت في 29 أغسطس صاروخا متوسط المدى من طراز هواسونغ-12 فوق اليابان.

غير أن الصاروخين البالستيين العابرين للقارات اللذين أطلقتهما في يوليو تبعا مسارا عموديا منحنيا جنبهما العبور فوق اليابان.من جهتها، نددت بكين بعملية الإطلاق ودعت إلى ضبط النفس لكنها اعتبرت في الوقت نفسه ان الانتقادات الأمريكية «غير مسؤولة»، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هيوا تشونينغ إن «أساس المشكلة هو المواجهة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة .. الصين ليست مسؤولة عن تصاعد التوتر».