1110433
1110433
المنوعات

دار الأوبرا السلطانية تحتفي بـ «أوبرا عايدة».. والصراع بين القلب والضمير

16 سبتمبر 2017
16 سبتمبر 2017

في عرضها الافتتاحي لموسم الفنون الرفيعة 2017/‏2018 -

كتبت: خلود الفزارية -

انطلقت مساء أمس الأول فعاليات الموسم الجديد لدار الأوبرا السلطانية مسقط 2017/‏2018 الذي حمل شعار «موسم الفنون الرفيعة» بعرض أوبرا «عايدة» لجوزيبي فيردي، الذي يعرض لثلاثة أيام متتالية ويختتم بالعرض الأخير الليلة مع فرقة الأوبرا الإيطالية لمسرح «تياترو ريجيو» في تورينو، بمشاركة المايسترو جيان اندريا نوسيدا، وإخراج المنتج والسيناريست الأميركي وليام فريدكين.

وأدت دور عايدة السوبرانو الأميركية كريستين لويس، المؤدية لأدوار بطلات أعمال فيردي، وأدى التينور غريغوري كوندي دور راداميس، كما أدت دور الأميرة أمنيريس الميزو سوبرانو الجورجية أنيتا راشفيليشفيلي، في حين لعب دور الملك أموناسرو الباريتون أمبروجيو مايستري، وشارك في العمل 46 مسرحيا عمانيا.

و«أوبرا عايدة» عبارة عن عمل درامي موسيقي يتخلله حوار غنائي يروي صراعا بين الحب والواجب ويتلخص في قصة عاطفية نشأت بين الأسيرة «عايدة» ابنة ملك الحبشة وبين قائد الجيش المصري «راداميس» زوج ابنة الملك. وفي محاولتهما للهروب إلى الحبشة، تم القبض عليهما، وأمر الملك بإلقاء «راداميس» حيًا في أحد القبور حتى يموت، فتلحقه «عايدة»، لتدخل إلى حبيبها ليموتا معا، في ملحمة تشتمل على لوحات راقصة تتخللها أغان موسيقية موزعة على 4 فصول.

وتاريخيا جاءت فكرة «أوبرا عايدة» بعد أن اكتشف عالم الآثار الفرنسي أوغست ماريتا مخطوطات عبارة عن قصة من 4 صفحات في وادي النيل تحمل الاسم نفسه. وألف القصة عالم المصريات ميريت باشا، وكتب نصها الغنائي الليبرتو جيسلا نزوني، وقد تم تسليمها للموسيقار الإيطالي فيردي عام 1870 من أجل تأليف أوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل لتعرض في افتتاح دار الأوبرا تزامنا مع افتتاح قناة السويس، إلا أنها عرضت بعد ذلك بعامين.

وأبطال «أوبرا عايدة» 6 شخصيات رئيسية هم عايدة بطلة القصة وهي أميرة أثيوبية وقعت في أسر الجيش المصري، وأمنيريس ابنة فرعون مصر التي تنافس عايدة في حبها لرادميس، ورادميس قائد في الجيش يهيم حبا بعايدة، والفرعون ملك مصر وأبو أمنيريس، وأمونسيرو ملك الحبشة وأبو عايدة بطلة القصة، وأخيرا رامفيس كبير كهنة فرعون مصر الذي يحكم على رادميس بالموت.

الفصل الأول

تقع الأحداث في القصر الملكي بممفيس حيث يصل إلى علم كبير الكهنة رامفيس أن الحبشة تهدد وادي النيل فيقرر إرسال جيش لمحاربتها في الوقت الذي يصلى القائد رادميس للآلهة أملا في أن تختاره لقيادة الجيش أملا في نصر قد يمكنه من فك أسر حبيبته عايدة ابنة ملك الحبشة والأسيرة لدى المصريين.

تدخل امنيريس ابنة فرعون مصر والتي تهيم حبا بالقائد رادميس وتبدأ في استجوابه في شكوكها نحو حبه لعايدة وهنا يظهر الرسول الذي يخبره بأن أمونسيرو ملك الحبشة ووالد حبيبته يقود جيش الحبشيين تجاه طيبة محاولا استعادة ابنته الأسيرة لدى المصريين.

يعين رادميس قائد للجيش ويتوجه مع رجاله مرددا تراتيل المعركة في حين تصرخ أمنيريس متمنيا له النصر (عودا منتصرا) في الوقت الذي تشعر فيه عايده بخيبة الأمل في مشاعرها فهي إ بنة ملك الحبشة وأسيرة لدى المصريين ولا أحد يعلم هذا السر وها هو حبيبها يقود معركة ضد أبيها.

الفصل الثانى

في غرفتها تقوم أمنيريس ابنة فرعون بالاحتفال بانتصار الجيش بقيادة حبيبها رادميس الذي في طريقه للعودة من المعركة ولكن الشك الذي تشعر به نحو عايده وأنها تحمل عاطفة لحبيبها رادميس يجعلها تنصب لها فخا بأن تخدعها قائلة إن رادميس قتل في المعركة وهنا لا تتمالك عايده نفسها من الألم وتصرخ من شدة انفعالها كاشفة بذلك عما تحمله في قلبها من مشاعر قوية تجاه رادميس. هنا تعلمها أمنيريس بأن رادميس لا يزال حيا وتهددها بألا تتعدى حدودها كأسيرة وأن تتجرأ لحب رادميس وتطلب منها نسيان هذا الحب فهي لا تتعدى كونها جارية أو أسيرة، كل هذا الاستفزاز يجعل عايده تكشف عن نفسها بأنها أميرة حبشية وتطلب من أمنيريس العفو والصفح عنها.

تقام الرقصات والاحتفالات بعودة القائد رادميس المنتصر على الحبشيين ويتم استعراض الأسرى الحبشيين ويكون فيهم والد عايده أمونسيرو الذي يطلب منها أن لا تتخلى عن أهلها بل وتتوسل من أجل الحفاظ على حياة الأسرى في الوقت الذي يقترح فيه كبير الكهنة رامفيس ومعاونيه بقتل الأسرى.

على النقيض تماما من القائد رادميس الذي يطالب بالعفو عنهم وإطلاق سراحهم كمكافأة له على ما أبلى بلاء حسنا في المعركة. هنا ينحاز الفرعون إلى رغبة القائد رادميس ويوافق على إطلاق سراح الأسرى بل ويمنحه يد ابنته ليتزوجها ويعتلي عرش مصر.

الفصل الثالث

فى ليلة عرسها تذهب أمنيريس ابنة فرعون إلى معبد إيزيس بمصاحبة رامفيس كبير الكهنة وذلك لنيل بركات الآلهة قبل العرس. في الوقت الذي كانت فيه عايدة على موعد مع حبيبها رادميس خارج المعبد تنتظره مسترجعه في أحلامها ذكريات الحنين إلى وطنها المستعمر من المصريين وهنا يظهر أمونسيرو والد عايده ويعلم بقصة حبها لرادميس فيطلب منها أن تستغل ذلك لكي تعرف من حبيبها خط سير الجيش المصري إلى الحبشة.

ترفض عايدة هذا الطلب مرارا لكن أمام إلحاح والدها وبعد أن عنفها واتهامها بعدم الولاء لبلادها وذكرها أيضا بما فعله المصريين ببلادها فترضخ أخيرا وتقرر خداع حبيبها رادميس.

أخيرا يظهر رادميس الذي أتى للقاء حبيبته عايده، لا يعلم بما يدبر له ولا يعلم بوجود والدها مختبئا ويخبرها برغبته في الارتباط بها بعد انتصاره القادم على الحبشيين، غير أن عايدة تحاول بإصرار على إقناعه بالفرار معها إلى الحبشة لإنقاذ حبهما، وتسأله عن الطريق الذي سيسلكه إلى هناك وما ان يخبرها حتى يظهر أمونسيرو والدها المختبئ، والذي يعلن عن هويته كملك للحبشه، بعد أن سمع الخطة من رادميس، الذي يهلع من فعلته كخائن لوطنه بينما تحاول عايدة بمساعدة والدها تهدئته وإقناعه بانها هي مصيره وقدره.

في هذه اللحظة تترك أمنيريس ابنة الفرعـون المعبد بمصاحبة كبير الكهنة رامفيس، ولكنها تسمع كل ما حدث وتكتشف خيانة رادميس عريسها، يحاول أمونسيرو والد عايدة قتل أمنيريس بخنجره لكن رادميس يعترض طريقه متوسلا إليه وإلى عايدة أن يهربا وانه لابد وأن يسلم نفسه.

الفصل الرابع

يرسل رادميس إلى المعبد ليتم محاكته على تهمة الخيانة، وتحاول أمنيريس ابنة فرعون أن تمنحه الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسه، وأنها سوف تتدخل من أجل إطلاق سراحه اذا ما ترك حب عايده، لكنه يرفض معلنا أن حبه لعايدة خالد وأنه يفضل الموت عن أن ينفصل عن حبيبته، ويرفض الإجابة عن أسئلة المحكمة التي تحكم عليه بالدفن حيا، وهنا تتوسل أمنيريس إلى الكهنة أن يشفقوا على حبيبها لكنهم يأبوا ويأخذونه بعيدا حيث مصيره فتظل تلعنهم لقسوتهم بينما يسوق الكهنة رادميس إلى المقبرة ليدفن حيا يظل يفكر في عايده ومصيرها والتي تظهر فجأة أمامه بداخل المقبرة معلنة بأنها الموت بجانبه عن أن تعيش وحيدة بدونه.

وفي آخر محاولة للتشبث بالحياة، يحاول راداميس جاهدا أن يحرك الصخرة التي تغلق المقبرة عليهما لكن دون جدوى، فيستسلما إلى مصيرهما، ويقوم الحبيبان بتوديع الأرض، في الوقت الذي تصلي فيه أمنيريس فوق الأرض من أجل السلام.