1109561
1109561
المنوعات

محمية «ضانا» الأردنية.. مقصـد لعشـاق الطبـيعة والحـياة البرية

16 سبتمبر 2017
16 سبتمبر 2017

عمان «الأناضول»: وسط أجواء طبيعية ساحرة تبعث في النفس الطمأنينة والراحة تقع محمية «ضانا» في الأردن على مساحة تتجاوز ثلاثمائة كيلو متر مربع، ما يجعلها مقصدا لعشاق الطبيعة ومراقبة أنماط الحياة البرية.

في محافظة الطفيلة (180 كم جنوب العاصمة عمان) تقع المحمية، وهي الأكبر في المملكة والوحيدة بين 9 محميات التي تضم ثلاثة أقاليم جغرافية، من إقليم البحر الأبيض المتوسط إلى إقليم النفوذ السوداني، وتمتد من جبالها الشاهقة وصولا إلى منحدراتها الغائرة في الأرض.

المحمية، التي تأسست عام 1993، تضم في سفوحها وجبالها 7 أنماط نباتية من أصل 13 نمطا موجودة في الأردن، إضافة إلى 833 نوعا من النباتات، لتشكل 50% من نباتات المملكة، وثلاثة منها تم اكتشفاها داخل المحمية وتعد من الأنواع النادرة في العالم.

كما تضم المحمية 216 نوعا من الطيور، تشكل 45% من الطيور في الأردن، بينها أنواع مهددة بالانقراض، مثل النسر البني، والعقاب الأسود، إلى جانب 38 نوعا من الثدييات والمهدد بعضها بالانقراض، مثل الماعز الجبلي، والضبع، والوبر، والذئب، والوشق، والثعلب.

يقول مدير السياحة في المحمية، رائد الخلايلة، للأناضول، إن «ضانا هي جوهرة المحميات في الأردن، إذ تقارب مساحتها 300 كيلو متر مربع على مد بصر الناظر إلى مرتفعاتها وهضابها».

ويشير إلى أن «المحمية لم تعد مقصدا للسياح فقط، بل باتت مصدر رزق لعدد كبير من أبناء المنطقة، الذين يعملون فيها بوظائف مختلفة، كما أنها أحدثت نقلة جوهرية بالنسبة لعمل المرأة في مثل هذا النوع من المشاريع».

ويوضح أن «المحمية تشغل حاليا 3 مشاريع حرفية، هي مشروع النباتات الطبية والمربيات، ومشروع الحلي الفضية والنحاسية، إضافة إلى مشروع الجلود، الذي يضم حاليا نحو 25 فتاة وسيدة».

ويستطيع زوار المحمية التمتع بثلاثة مواقع للإقامة، وهي بيت الضيافة ومخيم الرمانة ونزل فينان البيـئي بإدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، إلى جانب بيوت القرية القديمة، التي أصبحت منازلها تستخدم لأغراض سياحية، بعد أن حولها أصحابها الأصليون إلى فنادق شعبية صغيرة.

وفق مدير السياحة في محمية «ضانا» فإن بيت الضيافة، الذي تم تحويله إلى فندق، كان مكانا يقصده الباحثون والمغامرون للراحة، أما الآن، وبعد توسعته التي أنجزت في إبريل الماضي، أصبح يحتوي على 23 غرفة، إضافة إلى غرفة عامة للزوار، الذين يستقبلهم على مدار العام.

وبحسب القائمين على المحمية، فإن عدد زوراها يقدر بنحو 120 ألف زائرا سنويا، مقارنة بما لا يزيد عن 500 زائرا للمنطقة قبل إنشائها. وكون بيت الضيافة مكانا بيئياً، فإن الإنارة، وغيرها، تعمل باستخدام الطاقة الشمسية، وتخلو غرف الزوار من أي تغطية إنترنت، أو أية أجهزة كهربائية باستثناء مراوح عادية، فيما تقدم صالة الاستقبال خدمة الإنترنت اللاسلكي لمن يرغب بها، إضافة إلى توفير شاشة تلفاز واحدة.

أما الطعام المقدم للزائرين فيتم إعداده من قبل سيدات من المجتمع المحلي للمحمية، يقطن في قرية قريبة، إذ يعددن أطباقا شعبية تلقى إقبالا واستحسانا من الكثيرين.

محمية «ضانا» تضم أيضا مخيم الرمانة، وهو يقع داخل المنطقة الرئيسية من المحمية وعلى الهضبة المقابلة لتلك التي يقبع عليها بيت الضيافة. هذا المخيم يمكن الوصول إليه فقط باستخدام سيارات خاصة يقودها سائقون متمرسون، وعلى خبرة بتضاريس المنطقة، وهم غالبا من سكان «ضانا» أو القرى القريبة منها.

ويحتوي المخيم على 25 خيمة مجهزة للمبيت، ليستوعب 135 زائراً يومياً، هم 60 للمبيت و75 للزيارات النهارية، إضافة إلى خيمتين بدويتين كبيرتين ومنطقة خارجية للطعام ومرافق صحية لخدمة الزائرين، الذين يستقبلهم المخيم بين منتصف مارس ونهاية أكتوبر.

وتتوزع أماكن لمراقبة الطيور في أرجاء مختلفة من غير تلك التي تم تخصيصها لمشاهدة الحيوانات البرية، إلى جانب مواقع مخصصة لمراقبة النجوم، ويتم تقديم وجبات عربية تقليدية يعدها أبناء المنطقة.

رئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، الوزير الأسبق خالد الإيراني صرح للأناضول بأن «المحمية تقدم تنوعا ما بين كونها مكانا تاريخيا وطبيعيا وبين وجود مجتمع محلي يعيش فيها وحولها ما يزال يحافظ على أصالته وبساطته».

ويوضح الإيراني أن «المحمية تعد بؤرة اقتصادية مهمة لمنطقتها، فهي تضم مشاريع أصبحت مصدر دخل للعديد من السكان، سواء بطريقة مباشرة لمن يعمل فيها بوظائف مختلفة، أو بشكل غير مباشر من يقدمون خدمات للمحمية وزوارها، مثل النقل والإرشاد السياحي، إلى جانب إعداد العديد من المنتجات المعروضة والمستخدمة في المحمية». كما تضم المحمية، بحسب الإيراني، «70 موقعا أثريا فريدا، إلى جانب تعدد أقاليمها الجغرافية والطبيعية، التي يندر وجودها في مكان واحد، ليس على مستوى الأردن فحسب، بل على مستوى المنطقة العربية».