1108089
1108089
الرئيسية

تدشين الهوية الجديدة للتقويم العماني.. وللمرة الأولى نظام الزكاة الإلكتروني

13 سبتمبر 2017
13 سبتمبر 2017

«مركز الفلك الدولي» يشيد بدقة السلطنة في تحري الأهلة -

سالم بن حمدان الحسيني -

أطلقت السلطنة ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية صباح أمس الهوية والخدمات الجديدة لتطبيق التقويم العماني وذلك في احتفال بهيج رعاه معالي السيد حمود بن فيصل بن سعيد البوسعيدي وزير الداخلية بفندق جراند حياة مسقط.

استهل الاحتفال بتلاوة من الذكر الحكيم للقارئ طالب القنوبي، بعدها ألقى المهندس عمار بن سالم الرواحي مدير دائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية كلمة الوزارة أوضح من خلالها أن علم الفلك يعتبر من العلوم القديمة التي اهتمّ بها العلماء واشتغلوا بها، وكان لهم الشغف في التبحر في مكنونات هذا الكون الفسيح، وأن التحول الرقميّ أصبح واقعا وليس خيارا، وأن مواكبة ذلك تفرضها التغيرات المتسارعة التي لا تخطئها العين، وأن التوقف عند نقطة محددة ليس في صالح أي مجتمع، كما أن مواكبة التطور التقني هو الطريق الذي تفهمه الأمم المتقدمة وتلمسه الأجيال المتعاقبة، مؤكدًا أن التجديد والتحديث والتطوير لا يخدش في جدار الثوابت والهوية، بل يتماشى بمرونة واقعية مع المتغيرات، وهذا ما حملته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بعناية وثبات، ويظهر جليًّا في التقويم العماني بشقيه الورقيّ والإلكتروني من خلال هذا التطبيق الذي بدأ منذ عام 2012م، وها هو يلبس حلةً جديدةً بتحديثات جديدة ومعلومات إضافية مفيدة وخدمات عديدة للمجتمع ويحمل بين طياته رسالة واضحة ومرونة تحافظ على استمراريته من خلال قدرته على التفاعل والتعاطي الإيجابي ما يجعله منصة خدمية تساهم في الاستدامة والتجديد والتحفيز، ولا يغفل عن تضمين المشاركة المجتمعية فيه.

من جهته أوضح المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي في كلمته أن إطلاق تطبيق التقويم العماني يدل على حرص السلطنة على حساب مواقيت الصلاة وتحديد بدايات الأشهر الهجرية بأدق وأحدث الطرق، مؤكدًا أن التقويم العماني يحتوي على ميزة لا نكاد نجدها في أي تقويم آخر، وهي إدراج خارطة سماوية تبين موقع الهلال في السماء وقت غروب الشمس عند بداية كل شهر هجري، إضافة إلى تقرير مفصل وواضح لظروف رؤية الهلال من مختلف مناطق السلطنة. ولم يقف التقويم عند هذا الحد، فما كادت تقاويم أخرى أن تصل إلى نفس مستوى التقويم العماني، حتى خطا التقويم خطوة تعتبر نقلة نوعية، ألا وهي إصدار تقويم إلكتروني وهو ما يسمى بـ«تطبيق التقويم العماني»، والذي ندشن اليوم النسخة المطورة منه.

وقال: من مزايا هذا التطبيق سهولة توزيعه وإيصاله للناس، وسهولة تحديثه، وإمكانية إدراج أي منطقة في التقويم دون عناء التفكير بوجود مساحة على الورق لإدراج هذه المنطقة أو تلك.. مؤكدًا أن السلطنة مشهود لها بدقتها في حساب مواقيت الصلاة من جهة ومشهود لها بدقتها في تحري وإعلان بدايات الأشهر الهجرية على مستوى العالم الإسلامي.

يشار إلى أن التطبيق يتيح معرفة التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي وأوقات الصلاة والتنبيه لها، ومعرفة شكل القمر في كل ليلة بالإضافة إلى معرفة الحسابات الفلكية والأحداث الفلكية لمدة عام كامل، واتجاه القبلة والمساجد القريبة من المستخدم، ويوفر التطبيق الاطلاع على الحكم المصاحبة، وبرنامج محول للتاريخ وإعداد مفكرة إلكترونية، وتوجد بالتطبيق صفحة خاصة بالخدمات التي تقدمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

دور العمانيين في إصدار التقاويم

تخلل الحفل عرض مرئي عن تاريخ التقاويم في الإسلام تحدث عن أهمية علم الفلك في رسم التاريخ الهجري، ورصد أوقات الصلاة والأيام، وعن دور العمانيين في إصدار التقاويم العمانية بداية باستخدام علم الفلك في الحياة العملية كالزراعة وعلم البحار والسفر ومعرفة الاتجاهات عن طريق النجوم.

بعد ذلك قام سامي الشركسي من شركة المدينة بشرح نظام الزكاة الالكتروني الذي يتيح إمكانية التبرع الإلكتروني بسهولة وأمان كما يسهل للأفراد والشركات التبرع بكل خصوصية وسرية، بالإضافة إلى عدد من الميزات والخدمات كالحاسبة الذكية للزكاة التي تتيح أداة سهلة لحساب الزكاة وإخراجها مباشرة وفتح سجل خاص بالمزكي والمتصدق وخدمة التذكير بميقات الزكاة وغيرها.

وفي ختام الاحتفال تم الإعلان عن مسابقة تهدف من خلالها الوزارة إلى تطوير وترقية الأنظمة والتطبيقات الالكترونية لضمان جودتها ومواكبتها للمستجدات وذلك وفق الآتي: جائزة قدرها 10000 ريال عماني (عشرة آلاف ريال) لترقية وتطوير التقويم العماني، وجائزة أخرى قدرها 30000 ريال عماني (ثلاثون ألف ريال عماني) لترقية وتطوير نظام الزكاة الالكتروني وتطبيقاته، وستحدد الوزارة الضوابط والاشتراطات وآليات التقدم للمنافسة لاحقًا.

وقد التقت (عمان) على هامش الاحتفال بالمهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي للحديث عن جهود السلطنة في تحري الدقة بالنسبة لمطالع الأهلة عند بداية كل شهر قمري فقال: المنهج المتبع لرصد الأهلة في السلطنة هو من أفضل المناهج المتبعة في العالم الإسلامي، فهو يوفق بين الرؤية الشرعية وبين العلم والحسابات الفلكية، وهذه الطريق المتبعة في السلطنة تجعل البداية التي تعلنها السلطنة هي الأدق، فالسلطنة لا تقبل شهادة الشهود برؤية الهلال إذا خالفت العلم والواقع، وبهذا فنحن كجهة فلكية نؤكد على هذا المبدأ المتبع في السلطنة.

وأضاف: أمّا الخطوة الثانية والمهمة التي اتخذت في السلطنة ونحن كجهة فلكية ندعو المسؤولين في الدول الإسلامية لاتباعها، وهي انه في اليوم التاسع والعشرين عند تحري الهلال اذا غاب القمر قبل غروب الشمس فالسلطنة هنا لا تدعو إلى تحري الهلال وتعلن مسبقا عن بداية الشهر القمري وتكمن أهمية هذه النقطة اننا نعلم مسبقا أن القمر في اليوم التاسع والعشرين سيغيب قبل غروب الشمس وبالتالي لا يوجد قمر في السماء نتحرى رؤيته، مضيفا: نحن الفلكيين لا نطالب بإلغاء الرؤية حتى لا يساء فهمنا، فنحن لا نقلل من موضوع الرؤية ولكن هنا نتحدث عن حالة واحدة محددة فقط وهي: «عندما يغيب القمر قبل الشمس» في تلك الحالة نحن نعلم قطعا ويقينا ان القمر غير موجود في السماء فما الجدوى من دعوة الناس لاستطلاع الرؤية، بل نحن نراها مضيعة للوقت ونعتبرها عدم احترام للعلم والعقل أن ندعو الناس لرؤية شيء نحن نعلم يقينا أنه غير موجود فالأجدر وهذا ما فعلته السلطنة وهي خطوة جريئة بالمناسبة لكنها رائعة، ونحن كفلكيين نعد السلطنة مثالا يحتذى وهي أنه إذا غرب القمر قبل غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين لا يدعى لتحري الهلال وتعلن بداية الشهر مسبقا فالسلطنة لا تقبل شهادات تخالف الواقع كما أنها لا تدعو لتحري الهلال أصلا.

وعن دور الجمعية العمانية الفلكية في رفع الوعي والمعرفة لدى شرائح مختلفة من المجتمع في علم الفلك قال: الجمعية العمانية الفلكية هي من افضل الجمعيات الفلكية في العالم العربي وهم أعضاء عندنا في المركز الدولي وهم من انشط أعضاء المشروع الإسلامي لرصد الأهلة ونعتمد عليهم كثيرا في مركز الفلك الدولي فدور الفلكيين وهواة الفلك في السلطنة دور مهم وللجمعية الفلكية العمانية أنشطة متميزة في تثقيف شرائح مختلفة من المجتمع وهذه الجمعية تخطت دور الهواية إلى دور الاحتراف ودور التأثير والتثقيف الأكاديمي على مستوى السلطنة وهذا دور لا تقوم به الكثير من الجمعيات الفلكية في الدول العربية. حضر الاحتفال عدد من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة المسؤولين والفضيلة القضاة وجمع غفير من المواطنين والمهتمين بمجال الفلك.