1108480
1108480
العرب والعالم

مفاوضات جديدة في أستانا تهدف لإقامة منطقة تخفيف التوتر بريف إدلب

13 سبتمبر 2017
13 سبتمبر 2017

الجيش السوري يعمل لتطويق (داعش) في دير الزور -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:

افتتحت أمس جولة جديدة من المحادثات بين ممثلي الحكومة السورية والفصائل المعارضة في أستانا تهدف إلى إحراز تقدم في موضوع إقامة مناطق خفض التوتر في سوريا التي تعمل على إنشائها موسكو لتهدئة الوضع.

وأشارت وزارة الخارجية الكازاخستانية إلى أن محادثات «على مستوى الخبراء» عقدت أمس بين ممثلي الدول الثلاث الراعية للمفاوضات، وهي روسيا وإيران وتركيا، لوضع أسس المحادثات المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضين التي ستجري اليوم وغدًا.

ومن المتوقع أن يصدر عن جولة المفاوضات عدد من القرارات المهمة، في مقدمتها اتفاق حول إقامة منطقة لتخفيف التوتر في ريف إدلب وتنسيق قوام القوات الدولية التي تتولى الرقابة على وقف إطلاق النار، إضافة إلى تبني حزمة وثائق حول أنشطة القوات المعنية بالإشراف على الهدنة، وتشكيل مركز تنسيق مشترك، وفريق عمل معني بالإفراج عن المحتجزين والأسرى والبحث عن المفقودين.

كما من المتوقع أن تصدر الأطراف بيانًا مشتركًا حول إزالة الألغام في المواقع الأثرية بسوريا.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، انه من غير الممكن التوصل لاتفاق فوري بين الحكومة والمعارضة السورية حول الدستور والفترة الانتقالية، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة تعول على تقارب المواقف.

ونقلت وسائل إعلام عن جوتيريش قوله «من المهم جلوس الجانبين معًا، وليس التحدث عبر وساطة الأمم المتحدة، كما أنه من المهم القيام بأولى الخطوات نحو التفاهم حول المواضيع المطروحة - محاربة الإرهاب، والمرحلة الانتقالية، والدستور المقبل».

وأكد الأمين العام انه لا يدعو للتوصل إلى «اتفاقية فورية وكاملة، هذا غير واقعي، لكنني أدعو لبعض الخطوات المحددة لكي يبدأ الجانبان التحرك نحو تقارب المواقف».

ونشرت روسيا قوات من شرطتها العسكرية في جنوب سوريا وفي الغوطة الشرقية وفي بعض المناطق القريبة من حمص في إطار إنشاء مناطق خفض التوتر، للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في سوريا.

وأثير موضوع إنشاء منطقة خفض توتر رابعة في جنوب سوريا خلال المحادثات الأخيرة في أستانا في يوليو.

ويأمل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إطلاق محادثات سلام «حقيقية ومهمة» في أكتوبر بين الحكومة والمعارضة في جنيف.

ميدانيا: يسعى الجيش السوري بعد فكه الحصار عن مدينة دير الزور لتطويق تنظيم (داعش) من ثلاث جهات تمهيدًا لإطلاق الهجوم الأخير لطرده من الأحياء الشرقية، وفق ما أفاد مصدر عسكري أمس.

وقال المصدر الموجود في مدينة دير الزور: «يسعى الجيش لتطويق داعش من ثلاث جهات عبر السيطرة على الضفة الغربية لنهر الفرات».

وتعمل وحدات الجيش وفق المصدر على «توسيع طوق الأمان في محيط المطار العسكري والتقدم في محيط تلال الثردة (جنوبا) وقرية الجفرة» الواقعة على ضفاف الفرات شرق المدينة. ويمهد توسيع العمليات هذا «لطرد داعش من المدينة وريفها بشكل نهائي».

وبعد فكه الحصار عن الأحياء الغربية في المدينة والمطار العسكري المجاور الأسبوع الماضي، استقدم الجيش في اليومين الأخيرين تعزيزات عسكرية في إطار التحضيرات للهجوم على الأحياء الشرقية.

ويسيطر التنظيم منذ صيف عام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور وعلى الأحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «القوات النظامية في غرب وجنوب المدينة تحاول التقدم من المطار باتجاه قرية الجفرة حيث تدور معارك عنيفة ، بهدف طرد المتطرفين والوصول إلى الضفة الغربية للفرات».

وفي حال سيطرت القوات الحكومية على الجفرة، فإنها ستتمكن، وفق المرصد، من «تطويق دير الزور من ثلاث جهات».

ولا يصبح أمام تنظيم داعش أي منفذ سوى نهر الفرات «الواقع تحت مرمى مدفعية الجيش السوري والطيران الحربي الروسي».

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها القوات النظامية السورية بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية بدعم من التحالف الدولي ضد داعش في الريف الشرقي.

وسقط قتلى أمس، جراء غارات نفذتها طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على الرقة وريف دير الزور الشمالي.

ونقلت وكالة (سانا) الرسمية عن مصادر أهلية قولها إن 11 شخصًا لقوا حتفهم، نتيجة قصف طائرات تابعة للتحالف الدولي منازل في حارة البدو بمدينة الرقة.

وتابعت المصادر إن 11 شخصًا من عائلة واحدة قضوا بغارات للتحالف الدولي على قرية الشهابات بريف دير الزور الشمالي.

وكان 25 شخصًا سقطوا اثر غارات التحالف الدولي، قبل أيام استهدفت مدرسة في حي النهضة ومنطقة دوار النعيم بمدينة الرقة.

وأقر التحالف الدولي بقيادة واشنطن باستخدام قنابل الفوسفور الأبيض في يونيو الماضي خلال غاراته على الرقة، ما اسفر عن مقتل وإصابة المئات.

ويشن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عام 2014، ضد تنظيم «داعش»، غارات بشكل شبه يومي على مواقع التنظيم في المناطق الخاضعة تحت سيطرته لاسيما الرقة ودير الزور، ما يؤدي إلى سقوط قتلى بين المدنيين جراء تلك الغارات. وترفض الحكومة السورية عمليات التحالف ضد «داعش» بسوريا، وتصف تدخله بأنه «غير شرعي»، كما توجه اتهامات متكررة له بارتكابه مجازر بحق المدنيين خلال عملياته ومحاربة من يكافح الإرهاب وتدمير البنى التحتية.

من جهة أخرى، رفضت فصائل الجيش السوري الحر تهجير سكان الأحياء التي تسيطر عليها جنوب العاصمة السورية دمشق.

وأعلنت ستة فصائل في بيان لها أمس «نحن الفصائل العسكرية العاملة في منطقة جنوب دمشق المحرر (بيت سحم، وببيلا، ويلدا، والقدم) الواقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر، نعلن رفضنا لكافة الاتفاقيات التي من شأنها التهجير القسري لقاطني منطقة جنوب دمشق».