الاقتصادية

حظر استيراد المواد الغذائية الغربية يرغم سكان موسكو على الإقبال على المنتجات المحلية

08 سبتمبر 2017
08 سبتمبر 2017

موسكو ــــ (د ب ا) : إنه موسم الخيار في روسيا، وتمتلئ به سلال الخوص حتى آخرها في متجر يشكل جزءا من سلسلة متاجر فكوسفيل الشعبية . ويتنافس التفاح الطازج والطماطم (البندورة) الرائعة على جذب اهتمام المتسوقين أيضا.

وتركز سلسلة متاجر فكوسفيل على المنتجات الإقليمية على نحو أكثر من أي شركة أخرى لبيع المنتجات الغذائية في العاصمة الروسية.

وقال المتحدث باسم سلسلة متاجر فكوسفيل ،يفجيني ششيبين، إنه سواء كان ذلك لحما مفروما أو جبن ، فإن كل شيء للبيع يتم تربيته أو زراعته أو صنعه في المنطقة المحيطة. وصرح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) « نحن نبيع المنتجات النقية التي تحتوي فقط على ما هو مكتوب على الملصق، وليس هناك إضافات مخفية، أو بدائل أو مواد حافظة».

وبينما يلقى الغذاء المحلي قبولا كبيرا في العديد من البلدان الأخرى، فإن الروس لم يتحولوا إلى الطعام المنتج محليا بشكل جدي حتى عام 2014، عندما قادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات ضد روسيا لضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

وردت روسيا على هذه الخطوة بحظر استيراد المواد الغذائية من الدول التي تفرض عقوبات.وقبل تبادل فرض العقوبات ، اشارت تقديرات إلى انه كان يتم استيراد أكثر من 60 في المائة من الأغذية في المدن الكبرى، مثل موسكو. ومنذ ذلك الحين، لم يكن لدى الروس خيار سوى استهلاك اللحوم والحليب والخضروات المحلية - أو التضور من الجوع.

ومالا تنتجه روسيا بنفسها يتم جلبه الآن من أماكن اخرى مثل آسيا الوسطى وشمال أفريقيا وأمريكا الجنوبية.وفي يونيو الماضي ، مدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات المضادة الروسية حتى نهاية عام 2018 - وعلق وزير الزراعة الكسندر تكاتشيف بقوله «هذه أخبار عظيمة للزراعة المحلية».

ومما لا شك فيه أن الحمائية، إلى جانب الانتقام، لعبت دورا في هذه الخطوة. وقال تكاتشيف إن الحظر المفروض على واردات المواد الغذائية الغربية يجب تمديده 10 سنوات أخرى، لان ذلك يشجع الاستثمار في قطاع الغذاء الروسي.

وأضاف الوزير الروسي « نحن لا نخسر أي شيء، بل نستفيد». وليس كل الخبراء على يقين من ذلك. وذكر تقرير لصحيفة « أر بي كيه» الاقتصادية الروسية ، عن باحثين في الأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة، أنه بدون الحظر سيكون الغذاء في روسيا أرخص بنسبة 3 في المائة في المتوسط. وقالوا إن هذه النسبة تصل إلى نحو 400 4 روبل (حوالي 75 دولارا) للفرد في السنة. وبالنسبة للأشخاص الذين يديرون سلسلة متاجر فكوسفيل ،فإن الحظر شيء مفيد لنشاطها.

وقال المتحدث ششيبين « إذا نظرنا للجبن، على سبيل المثال». فإنه الآن بعد أن اختفى الجبن الغربي تقريبا من أرفف المتاجر، ارتفعت مبيعات الأصناف الروسية - التي لا تكاد تكون المفضلة لدى عشاق الجبن». وأضاف ششيبين «كان ذلك مفاجئا للغاية بالنسبة لنا». وتابع «إن منتجينا يعتقدون الآن أنه سيكون أيضا بإمكانهم بيع جبنهم بأسعار أعلى، إذا ما تم رفع الحظر فجأة». تجدر الإشارة إلى أن الموردين لسلسلة متاجر فكوسفيل هم منتجون على نطاق صغير. ولا يزال المستهلكون ينتقدون بشدة جودة الجبن الروسي المنتج بكميات كبيرة. وتعمل سلسلة متاجر فكوسفيل على نشر الصحة الغذائية الكاملة. وشعار سلسلة المتاجر هو الأخضر العميق ،أي اتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على البيئة ، ويرتدي العاملون سترات خضراء من الصوف . و المتاجر، التي تتراوح في مساحتها من 80 إلى 220 متر مربع ، أصغر من مساحات منافسيها . والتعبئة والتغليف بسيط، حيث لا يحمل صورا ملونة، ويحتوي على معلومات أساسية فقط. والرسالة المختصرة هي أن: المظاهر غير مهمة - ولكن المهم هو المحتوي الذي بالداخل. ويتم الاحتفاء بالمؤسس والرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر فكوسفيل ،أندري كريفينكو، 42 عاما، مثل نجم موسيقى الروك في الإعلانات التجارية. وهو شخص لا يهتم بملبسه ليؤكد على شبابه النسبي، ويشعر بالارتياح عندما يتم اجراء مقابلات معه.

بدأ كريفينكو، الذي درس الفيزياء والمحاسبة، أول نشاط له، وهو سلسلة منتجات الألبان التي تسمى إزبنكا، مع رأس مال صغير لبدء التشغيل في عام 2009 . وسرعان ما حققت انطلاقة كبيرة ، وبعد ثلاث سنوات أسس فكوسفيل . والتزم الصمت ازاء عائدات وأرباح شركته ، ولكن صحيفة « فيدوموسيتي» الاقتصادية الروسية اليومية قدرت ،نقلا عن خبراء ، حجم العائدات بـ 6ر5 مليار روبل في عام 2015 و 15 مليارا في عام 2016 و 28 مليار روبل هذا العام (الدولار يساوي 63ر58روبل) . وتضم سلسلة متاجر فوكسفيل الآن 500 مورد. وعلى الرغم من العقوبات الغربية والركود الذي دام ثلاث سنوات تقريبا، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط وتضاؤل الاستثمار الأجنبي أيضا - تمكنت سلسلة متاجر فكوسفيل من فتح ما يصل إلى خمسة متاجر جديدة أسبوعيا في بعض الأحيان. ويوجد الآن حوالي 360 متجرا منهم، ومن المستهدف فتح ألف متجر أخر في غضون ثلاث سنوات. ومع ذلك، تخطط سلسلة متاجر فكوسفيل للحفاظ على طابعها الإقليمي من خلال حصر نشاطها في منطقة موسكو الكبرى. وفي الوقت نفسه، فإن المزيد والمزيد من رجال الأعمال الروس يسعون للحصول على المنتجات الإقليمية . ويستخدم مطعم همبرجر شعبي في وسط موسكو اللحوم المحلية ويبيع أيضا شرائح اللحم من مبردات للقلي في المنزل . وهناك محل جزارة صغير له عدد من الأفرع تبيع اللحوم من منطقة تفير شمال موسكو بأسعار مرتفعة ، على النقيض من سلسلة متاجر فكوسفيل . وتعتمد جمعية رجال الأعمال الروس « أوبورا روس» على استمرار العقوبات لفترة طويلة قادمة. وتساءل يوري سافيلوف ،عضو اللجنة التنفيذية للرابطة ، قائلا لمحطة الإذاعة الروسية : كومرسانت أف أم «لماذا نحتاج إلى استيراد التفاح البولندي باهظ الثمن عندما يكون لدينا التفاح الروسي؟» وأضاف أنه إذا عادت الواردات الغربية إلى السوق الروسية ، سوف يواجه معظم المنتجين الروس كما هائلا من المشاكل.