1100788
1100788
العرب والعالم

87 ألف لاجئ روهينجي دخلوا إلى بنجلاديش هربا من أعمال العنف ضدهم

04 سبتمبر 2017
04 سبتمبر 2017

إندونيسيا ترسل وزيرة خارجيتها إلى ميانمار لبحث الأزمة -

كوكس بازار، (بنجلاديش) - (أ ف ب): أعلنت الأمم المتحدة أمس أن 87 ألف شخص معظمهم من الروهينجا المسلمين هربوا من أعمال العنف في راخين المجاورة تمكنوا من العبور إلى بنجلاديش في حين ينتظر عشرون ألفا آخرين العبور، مع اشتداد الانتقادات الدولية لحائزة جائزة نوبل أونغ سان سو تشي التي تدير شؤون بورما.

وأعلن مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة أن 87 ألفا من هذه الأقلية المسلمة المضطهدة وغير المعترف بها في بورما حيث الأكثرية بوذية، وصلوا إلى بنجلاديش منذ اندلاع جولة العنف الأخيرة في 25 أغسطس.

وأثار تدفق اللاجئين مخاوف من اتساع الأزمة الإنسانية إذ تكافح منظمات الإغاثة لتقديم العون للقادمين الجدد ومعظمهم من النساء والأطفال.

وشنّ الجيش البورمي عملية واسعة في ولاية راخين الفقيرة، ما دفع عشرات آلاف الأشخاص للفرار من أعمال العنف التي أودت بحياة 400 شخص من الروهينجا.

وفي هذه الأثناء يتجمع حوالي 20 ألف لاجئ آخرين وفق الأمم المتحدة على الحدود مع بنجلاديش محاولين العبور إليها.

ورحّلت السلطات البنجلاديشية أكثر من ألفين من اللاجئين الذين حاولوا عبور الحدود بعدما كانوا يختبئون على بعد بضعة كيلومترات عن الشاطئ.

وقال مسؤول في بنجلاديش يدعى فريد أحمد لمراسل وكالة فرانس برس «قالوا لنا -إلى أين نذهب؟ إنهم يقتلوننا هناك ويحرقون منازلنا-».

وقال حارس حدود بنجلاديشي لوكالة فرانس برس: إن عدد اللاجئين الهائل يحول دون وقف تدفقهم.

وأضاف: «إذا استمر الأمر على هذا المنوال فسنواجه مشاكل خطيرة. لكن وقف تدفق اللاجئين مستحيل، إنهم في كل مكان».

وتحدثت الأمم المتحدة عن إقامة أغلبية الوافدين الجدد في مخيمات عشوائية. ويعيش أصلا قرب الحدود داخل بنجلاديش مئات الآلاف من لاجئي الروهينجا في محيط بلدة كوكس بازار الساحلية التي وصلوها على دفعات خلال موجات العنف السابقة.

وفيما تنهمر على سكان الخيام الأمطار الغزيرة تحدث مراسل لوكالة فرانس برس في المكان عن هيكليات متداعية أنشئت في الأيام الأخيرة كيفما اتفق في محيط المخيمات المكتظة.

وقالت آمنة بيغوم التي وصلت مؤخرا مع أطفالها الخمسة: «إنها تمطر بغزارة منذ الأسبوع الفائت، ونحن نخشى على أطفالنا من المرض».

وشهدت راخين أعمال عنف طائفية منذ 2012 قتلت خلالها أعداد كبيرة من الروهينجا وشرد عشرات الآلاف معظمهم من هذه الأقلية المسلمة.

وقال مكتب رئيسة الحكومة البورمية اونغ سان سو تشي أمس: إن الجيش خاض 90 مواجهة منفصلة مع مقاتلي الروهينجا منذ عشرة أيام، وأضاف في بيان أن اكثر من 2600 منزل دمرت في قرى الروهينجا و138 منزلا في قرى غير مسلمة ملقيا باللوم في إشعال الحرائق والأضرار الأخرى على المقاتلين المسلمين بشكل كامل.

وتتعرض المعارضة السابقة التي أخضعتها السلطة العسكرية السابقة للإقامة الجبرية طوال سنوات، لانتقادات متزايدة بسبب امتناعها عن إدانة طريقة التعامل مع الروهينجا أو انتقاد الجيش.

ولم تدل سو تشي التي منحت جائزة نوبل للسلام في 1991، بأي تصريح منذ اندلاع المواجهات الأخيرة.

في المقابل صرحت الناشطة الباكستانية والحائزة أيضا على نوبل السلام ملالا يوسفزاي: «في السنوات الأخيرة كررت إدانتي لهذه المعاملة المأساوية والمخزية» للروهينجا، في بيان نشرته بهذا الشأن على موقع تويتر، وقالت «ما زالت أنتظر من زميلتي اونغ سان سو تشي فعل المثل».

وتهدد الأزمة علاقات بورما الدبلوماسية خصوصًا مع الدول ذات الأكثرية المسلمة في جنوب شرق آسيا حيث يتضاعف الغضب الشعبي إزاء طريقة التعامل مع الروهينجا.

وأمس التقى وزير خارجية إندونيسيا ريتنو مرصودي قائد الجيش البورمي الجنرال مين اونغ هلينغ في نايبيداو لمحاولة الضغط على الحكومة لضبط هذه الأزمة.

كما ألغت قرغيزستان ذات الغالبية المسلمة امس مباراة كانت مقررة في إطار تصفيات كأس آسيا لكرة القدم مع بورما، تخوفا من «عمل إرهابي محتمل» وسط قلق متزايد بشأن أقلية الروهينجا.

وفي الشيشان، تجمع آلاف المتظاهرين أمس في العاصمة جروزني بدعوة من رئيس الجمهورية الروسية في القوقاز رمضان قديروف، للاحتجاج على اضطهاد أقلية الروهينجا.

وقال قديروف أمام الحشد: «أوقفوا حمام الدم. نطالب بمعاقبة الجناة وفتح تحقيق في جرائم ضد الإنسانية».

على صعيد آخر، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية «بي بي سي» أمس عن وقف خدمتها باللغة البورمية للتلفزيون البورمي منددة بفرض «رقابة» عليها.

وتنتج خدمة البي بي سي منذ إبريل 2014 من مقرها في رانجون نشرة إخبارية يومية لقناة «ميانمار تي في» التي يتابعها حوالي 3.7 مليون مشاهد.

وأفاد مسؤول في التلفزيون البورمي رفض الكشف عن هويته ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس بأن المشكلة تكمن في «أنهم ما زالوا يستخدمون كلمة روهينجا التي لا تتلاءم وسياستنا».

ومنذ بداية موجة العنف الأخيرة، يوجّه مستخدمون بورميون انتقادات لوسائل الإعلام الأجنبية والمنظمات غير الحكومية، ويتهمونها بأنها مؤيدة للروهينجا.