Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

آفاق واسعة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم

04 سبتمبر 2017
04 سبتمبر 2017

ليس من المبالغة في شيئ القول إن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في محافظة الوسطى لن تغير واقع الحياة في تلك المحافظة فقط بحكم ما تمثله وما ستحققه على الأرض من تغيرات، ولكنها ستعطي أيضا دفعة قوية ومؤثرة للاقتصاد العماني ككل، بل وأيضا لموقع السلطنة كمركز لوجستي إقليمي متطور وقادر على تعزيز حركة النقل والتجارة بين منطقة الخليج والعالم من حولها.

وفي الوقت الذي تتوفر فيه للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كل المقومات، والعناصر الضرورية لتحقيق قيمة مضافة كبيرة للاقتصاد العماني عبر ما يقام فيها من مشروعات استثمارية، ومن خلال الآفاق الرحبة التي تنتظرها على الصعيدين اللوجستي والتجاري والنفطي أيضا فإن عملية التنسيق والتكامل التي تتم بين الموانئ العمانية خاصة موانئ صلالة والدقم وصور وصحار وخصب إلى جانب الدور الذي يقوم به ميناء السلطان قابوس في مطرح باعتباره ميناء مخصصا للنشاط السياحي من شأنها أن تحقق دفعة كبيرة للنشاط الاقتصادي والتجاري بوجه عام وحركة النقل البحري والترانزيت بوجه خاص، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار شبكة الطرق والنقل البري المتطورة في السلطنة، وما ستضيفه إليها شبكة السكك الحديدية عند الانتهاء منها.

في ظل هذه الرؤية الشاملة فإن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ستكون بعد اكتمال البنية الأساسية فيها، وتشغيل المشروعات العديدة، والكبيرة فيها أيضا، وهو ما يتم تباعا، بمثابة واحدة من أهم المراكز الاقتصادية والتجارية والصناعية في السلطنة، وذلك بحكم نوعية وطبيعة وحجم المشروعات الجاري تنفيذها من ناحية، وبحكم الاهتمام الإقليمي والدولي الواسع بهذه المنطقة التي توفر اتصالا مباشرا وسريعا مع خطوط الملاحة العالمية بين جنوب وشرق آسيا وبين أوروبا وإفريقيا أيضا، ومن هنا فإن من أهم الخطوات التي تم إنجازها في الأيام الأخيرة توقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء رصيف المواد السائلة والسائبة بميناء الدقم، وذلك بتكلفة مائتي مليون ريال عماني تقريبا (199،1 مليون ريال عماني) أي ما يعادل نحو 520 مليون دولار أمريكي، ومن المقرر أن يكون الرصيف جاهزا خلال 32 شهرا من تاريخ الإسناد، ولعل ما يزيد من أهمية هذا المشروع أنه يعزز من قيمة وتنوع الخدمات التي يوفرها ميناء الدقم، والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، خاصة أن المنطقة تضم مصفاة نفط، وسيضم الرصيف بعد الانتهاء منه خزانات نفط ومواد سائبة خاصة بمصفاة الدقم، كما أن مواقع تخزين النفط في رأس مدركة تقع أيضا بالقرب منها، ومن ثم فإن أهمية هذا الرصيف ستكون كبيرة ومفيدة بالنسبة للخدمات التي يوفرها ميناء الدقم للاقتصاد العماني وللآفاق الواسعة التي تنتظر المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، خاصة على صعيد الإسهام في عمليات تنويع الاقتصاد التي حث عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وتعمل الحكومة على تنفيذها عبر الخطط والبرامج المختلفة الخاصة بذلك.