صحافة

الألمانية: إفريقيا والسياسة التجارية الأوروبية

02 سبتمبر 2017
02 سبتمبر 2017

كتبت يومية «دوتشلاند» الألمانية أنَّ قادة بلدان ورؤساء حكومات من أوروبا و إفريقيا اجتمعوا في باريس من أجل بحث سبل تخفيف توارد اللاجئين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

في إطار هذه القمة الإفريقية الأوروبية جرى بحث أيضاً في إمكانية دراسة طلبات اللجوء من قِبَل حكومات بلدان إفريقيا المحلية، مباشرة في بلدانها التي يتوافد أو ينطلق منها اللاجئون.

يومية «دوتشلاند» الألمانية هي من اليوميات التي انتقدت هذه القمة و وصفتها بقمة تحاول نقلَ المشكلة من الشمال إلى الجنوب لأنَّ الاتحاد الأوروبي يتَّبع سياسة خارجية تجارية كارثية، وهذه السياسة التجارية بالذات يجب أن تتغيَّر.

إنَّ العالم الغربي، بواسطة ضخ الأموال والمساعدات المالية إلى بلدان إفريقيا، هو يحاول اليوم حث اللاجئين على البقاء في بلدانهم، لكن السياسة التجارية المتبعة تجاه هذه الدول، لا تواكب المساعدات بل تؤذيها وتدمِّر الأسس التي لأجلها أقِرَّت. بالواقع، إن أطر الشراكة الاقتصادية المطروحة تفرض على دول إفريقيا أن تفتح أسواقها أكثر فأكثر على التجارة مع أوروبا و على التزوُّد بالبضائع الأوروبية في مقابل التمكُّن الإفريقي من متابعة التصدير باتجاه بلدان أوروبا بشروط أفضل.

في الوقت ذاته، يطلب الاتحاد الأوروبي أيضاً بأن تكون له منافذ على الثروات الطبيعية الإفريقية الضرورية جداً لتصنيع القطع والصفائح الإلكترونية.

هنا تلفت اليومية الألمانية إلى أن هذه السياسة تستفيد منها أوروبا فقط.

فطالما أنَّ الاتحاد الأوروبي ينظر إلى دول إفريقيا على أنَّها مقر جغرافي يسهل فيه الحصول على المواد الأولية وفي الوقت ذاته يسهل إرسال المواد الغذائية الفائضة، فإنَّ كلَّ يورو يُستخدم لمكافحة الهجرة من إفريقيا هو يورو ضائع في بحر من الخسائر الدائمة.