1098437
1098437
العرب والعالم

واشنطن تستعرض قوتها في مواجهة بيونج يانج وترسل المزيد من طائرات الشبح إلى كوريا الجنوبية

31 أغسطس 2017
31 أغسطس 2017

موسكو تدعو إلى عدم استخدام القوة و بريطانيا واليابان تريدان تسريع وتيرة العقوبات -

عواصم-(وكالات):شاركت قاذفات ثقيلة ومطاردات شبح من سلاح الجو الأمريكي أمس في كوريا الجنوبية في تدريب بالذخيرة الحية، في استعراض امريكي للقوة بعد اطلاق كوريا الشمالية صاروخا حلق فوق اليابان.

وشكل تحليق الصاروخ المتوسط المدى فوق اليابان تصعيدا جديدا للأزمة في شبه الجزيرة الكورية بعد اطلاق بيونج يانج صاروخين عابرين للقارات تجعل على ما يبدو قسما مهما من الأراضي الأمريكية في مرمى اسلحة بيونج يانج.

ومع ان مجلس الامن الدولي ندد بالإجماع بإطلاق الصاروخ الكوري الشمالي فوق اليابان، فان أعضاءه منقسمون بشأن كيفية مواجهة كوريا الشمالية.

في الأثناء شاركت قاذفتان من نوع بي-1بي من منطقة جوام الأمريكية في المحيط الهادىء ومطاردتان من نوع شبح اف-35بي تابعة لبحرية قاعدة ايواكوني، مع اربع طائرات مقاتلة كورية جنوبية في تدريب بأراضي هذه الأخيرة.

وجاء في بيان لسلاح الجو الكوري الجنوبي «ان سلاحي الجو الكوري الجنوبي والأمريكي اجريا تمرينا لمنع دخول المجال الجوي بهدف مواجهة حازمة للإطلاق المتكرر لصواريخ باليستية من كوريا الشمالية وتطويرها لأسلحتها النووية».

وجرى التمرين في مقاطعة غانغوون الواقعة على بعد 150 كم جنوب المنطقة المنزوعة السلاح الحدودية بين الكوريتين.

وأوضح متحدث باسم سلاح الجو الكوري الجنوبي ان هذا التمرين لا علاقة له بالمناورات العسكرية السنوية مع الأمريكيين التي انتهت أمس.

وشارك عشرات آلاف الجنود الكوريين الجنوبيين والأمريكيين لنحو أسبوعين في المناورات السنوية التي يقوم معظمها على عمليات محاكاة بالحاسوب.

وقامت طائرات عسكرية أمريكية، أمس بمناورات مع طائرات أخرى من كوريا الجنوبية، بالقرب من الحدود الكورية الشمالية، في محاولة لإظهار الوحدة في أعقاب التهديدات المتزايدة من جانب بيونج يانج.

وأرسل الجيش الامريكي أربع طائرات شبح من طراز «إف35- بي»، وقاذفتين استراتيجيتين من طراز «بي1- بي»، للمشاركة في المناورات التي جرت في إقليم جانجوون الذي يقع على الحدود مع كوريا الشمالية.

وتأتي المناورات بعد يومين من إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا مر فوق اليابان، بحسب ما ذكرته وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب).ونقلت «يونهاب» عن القوات الجوية الكورية الجنوبية القول، إن الطائرات الامريكية قامت بالتدريب على ضربات دقيقة جو-أرض، مع طائرات مقاتلة من كوريا الجنوبية من طراز «إف15- كيه»، وطائرات من اليابان وجوام.

ونقل التقرير عن الليفتنانت جنرال وون ان تشول، قائد عمليات القوات الجوية الكورية الجنوبية، القول: «أيا كان التوقيت أو الطريقة أو المكان الذي سيقوم منه العدو بالاستفزاز، فإننا سننتقم تماما، لجعله يشعر بإحساس لا يمكن التغلب عليه من الخوف والندم الشديدين».وأضاف «أن قواتنا الجوية لديها القدرة على القيام بعمليات مشتركة مثالية».

ونددت بكين أمس بـ «الدور المدمر لبعض الدول» التي تتهمها بتخريب كل جهد تفاوض مع كوريا الشمالية مشيرة الى واشنطن وطوكيو ولندن بضرورة اتباع الحل الدبلوماسي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ أمس «من المؤسف ان بعض الدول تتجاهل بشكل انتقائي متطلبات الحوار ولا تتحدث الا عن العقوبات».وأضافت انه «في وقت تعمل الصين وآخرون من اجل مباحثات سلمية، يعرقلون عملنا ويجعلوننا نتعثر ويضعون العصي في العجلة ويطعنوننا» في الظهر في وقت ترغب فيه واشنطن وطوكيو ولندن على ما يبدو في استهداف مشتريات بيونج يانج من النفط.

وتابعت المتحدثة ان الأزمة بشأن الملف النووي الكوري الشمالي «ليست سيناريو (فيلم) ولا لعبة فيديو، انه وضع حقيقي يرخي بظلاله على الأمن الإقليمي».

وقالت كوريا الجنوبية إن قواتها الجوية أجرت تدريبات مع قاذفتين أمريكيتين نوويتين فوق شبه الجزيرة الكورية أمس بعد يومين من إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ فوق اليابان مما صعد بشدة حدة التوترات.

وجاءت التدريبات التي شملت القاذفتين الأمريكيتين الأسرع من الصوت من طراز بي-1بي وأربع طائرات شبح إف-35بي إضافة إلى مقاتلات كورية جنوبية في ختام مناورات عسكرية سنوية مشتركة بين أمريكا وكوريا الجنوبية تركزت بالأساس على المحاكاة بالكمبيوتر.

وتعترض كوريا الشمالية بشدة على المناورات التي تعتبرها تحضيرا لغزو وردت بسلسلة من التهديدات وإطلاق صواريخ في الأسابيع القليلة الماضية.

ويبدأ اليوم العمل بقرار منع سفر الأمريكيين إلى كوريا الشمالية مما يحد من أحد المصادر القليلة المتبقية لها للحصول على العملة الأجنبية.

وحثت الصين جارة كوريا الشمالية وحليفتها الرئيسية مرة أخرى جميع الأطراف على ضبط النفس.

وقال رن قوه تشيانغ المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية في إفادة شهرية إن الصين لن تسمح قط بنشوب حرب أو فوضى على أعتابها في شبه الجزيرة الكورية وإن الأساليب العسكرية ليست حلا مطروحا.

وأضاف «الصين تطالب بشدة جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس والتزام الهدوء وعدم القيام بأي شيء من شأنه زيادة حدة التوتر».

من جانبها دعت موسكو أمس واشنطن الى عدم استخدام القوة ضد كوريا الشمالية التي اطلقت صاروخا عبر اجواء اليابان، وذلك في اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين الليلة قبل الماضية.

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الاميركي ريكس تيلرسون «بضرورة الامتناع عن اي اجراء عسكري تكون تداعياته غير معروفة» بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية.

ووصف الوزير الروسي ايضا خلال المكالمة التي تمت بمبادرة من الامريكيين اي تشديد للعقوبات ضد بيونج يانج بأنه «خطير ويأتي بنتائج عكسية».وشدد لافروف «مجددا على عدم وجود بديل للبحث عن نهج سياسي دبلوماسي لتبديد التوتر في شبه الجزيرة الكورية».ومع تهديدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بـ«النار والغضب» ضد بيونج يانج وإطلاق الصاروخ الكوري الشمالي الثلاثاء تزايدت حدة التوتر في الشهر المنصرم.

وأدان لافروف وتيلرسون اطلاق الصاروخ الذي يشكل «انتهاكا فاضحا من جانب بيونج يانج لقرارات مجلس الامن الدولي» بحسب الخارجية الروسية.

من جهتها نددت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس خلال مؤتمر صحفي «بسباق لاستخدام القوة يدفع المنطقة الى حافة نزاع مسلح» ودعت «كل الدول» الى دعم خارطة الطريق التي اقترحتها موسكو وبكين لنزع فتيل الازمة.

وقد عرضت موسكو وبكين عدة مرات تجميدا مزدوجا للتحركات، اي وقف التجارب النووية وإطلاق الصواريخ البالستية الكورية لشمالية من جهة ووقف المناورات العسكرية المشتركة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة أخرى.

إلى ذلك أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن اليابان وبريطانيا تأملان في تسريع وتيرة العقوبات على كوريا الشمالية، بعد اطلاق صواريخ حلقت فوق الأراضي اليابانية.

وصرّحت ماي خلال زيارة الى طوكيو «ردا على هذه الخطوة غير الشرعية، اتفقت مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على العمل سويا ومع أعضاء آخرين في المجتمع الدولي لزيادة الضغوط على كوريا الشمالية، خصوصا من خلال تسريع وتيرة العقوبات».واعتبرت «اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي هذا الأسبوع استفزازا فاضحا وتهديدا غير مقبول للأمن الياباني» مضيفة «أننا ندين كوريا الشمالية بشدة لارتكابها خطوة متهورة تنتهك قرارات الأمم المتحدة».وأشارت ماي الى دور الصين، الداعم الدبلوماسي الرئيسي لبيونج يانج، في هذا الملف.

وندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي تشكل بكين عضوا دائما فيه، الثلاثاء بالإجماع بخطوة كوريا الشمالية، من دون تعزيز العقوبات المفروضة سابقا.

ورأت ماي أنه «يجب أن نتأكد من أن هناك خطوات ستتخذ والأمر ليس كلاما فقط وعلى الصين أن تلعب دورا خاصا، فهي تؤثر على كوريا الشمالية وأعتقد أننا يجب أن نشجعها لممارسة هذا التأثير».