1092941
1092941
العرب والعالم

صالح يؤكد استعداده لإرسال آلاف المقاتلين إلى الجبهات ويطالب بحوار مع السعودية

24 أغسطس 2017
24 أغسطس 2017

ناشد مجلس الأمن وقف الحرب ورفض أن تكون شراكته مع أنصار الله «مجرد ديكور»

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد - (أ ف ب) -

أكد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح استعداده لإرسال عشرات الآلاف من المقاتلين بسلاحهم إلى الجبهات للقتال ضد القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، مشترطا توفير «حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا» للعتاد والمرتبات، معتبرا أن من قاتلوا حتى الآن إلى جانب جماعة «أنصار الله» هم من المتطوعين.

وظهر صالح أمس «الخميس» محاطا بحراسة أمنية مشددة أمام مئات الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في ميدان السبعين «المجاور لدار الرئاسة» والشوارع المحيطة به، قادمين من مختلف المحافظات، بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه، فيما حلقت مقاتلات التحالف العربي بكثافة في أجواء العاصمة.

وتزامن المهرجان الجماهيري الحاشد للمؤتمر مع احتشاد آلاف المقاتلين الموالين لجماعة «أنصار الله» في مداخل العاصمة الأربعة، بدعوة من رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي. وكان صالح طالب مجلس الأمن الدولي بإصدار «قرار حاسم» لإيقاف الحرب المتواصلة على اليمن، مثلما أصدر قراره 2216 الذي وصفه بالمشؤوم وقرار الحرب.

وقال صالح في اجتماع مع اللجنة العامة «المكتب السياسي» لحزب «المؤتمر الشعبي العام»، «نتطلع بكل الأمل أن تحترم الجماهير المحتشدة في السبعين من أمهات الشهداء وزوجاتهم وآبائهم وإخوانهم والجرحى والمعوقين، وأن تجد أذانا صاغية لدى مجلس الأمن بالذات بإصدار قرار حكيم لإيقاف الحرب .. الشعب اليمني يعاني معاناة كبيرة، وباعتراف الأمم المتحدة فإن اليمن يعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم».

وأضاف: «نحن على استعداد للحوار مع دول التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية، فهي التي تقود التحالف فنحن على استعداد للحوار الشجاع في إطار لا ضرر ولا ضرار ونتفاهم مع الأشقاء في السعودية مثلما تفاهمنا معهم عام 70 بعد 8 سنوات من الحرب على الثورة اليمنية 26 سبتمبر من عام 62 ، حتى وضعنا حدا لتلك الحرب باتفاق عام 70، فلنبدأ الحوار»، مشترطا إلغاء القرار 2216 ورفع اسم اليمن من تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأكد «نحن على استعداد للحوار مع دول التحالف بقيادة السعودية، وأما بالنسبة للأزمة مع الموجودين في الرياض وفي غير الرياض مما يسمى بحكومة الشرعية، فهذه نحن كفيلون بحلها، لا أحد يتدخل بيننا، أوقفوا الحرب وأوقفوا طلعات طيرانكم على اليمن وارتكاب المجازر».

وأبدى الرئيس السابق استعداده لبحث ما إذا كان اليمن يشكل خطرا على السلم الإقليمي والدولي من خلال لجنة من الأمم المتحدة مشكلة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مؤكدا أن اليمن لا يشكل خطرا على جيرانه وليس له ارتباط خارجي بأي دولة.

وقال سعيد العبيدي المشارك في التظاهرة لوكالة فرانس برس: «حضرنا اليوم إلى ميدان السبعين للتعبير عن ثقتنا بحزب المؤتمر وبالزعيم علي عبدالله صالح». وأضاف «اليوم المؤتمر الشعبي العام أثبت أنه حزب دولة، وأن الحوثيين غير قادرين على قيادة الدولة كما يقودها الحزب». وباستثناء مواجهات محدودة بالأيدي بين عدد من المشاركين في المهرجان وعناصر من (أنصار الله) وإطلاق نار في الهواء لتفريقهم، لم يشهد التجمع حوادث أمنية كبرى، بحسب ما أفاد مراسلو فرانس برس.

ووسط هتافات «بالروح بالدم نفديك يا يمن»، سار صالح بين الشخصيات المحتشدة في المنصة الرئيسية، حتى وصل إلى موقع إلقاء كلمته خلف الزجاج المضاد للرصاص، وإلى جانبه مسلحون ملثمون ارتدوا الزي العسكري. وتجنب الرئيس السابق (75 عاما) في كلمته انتقاد حلفائه، وتناول شعبية الحزب الذي يقوده في محاولة لإظهار نفوذه الكبير والمستمر في الحياة السياسية. ووضع النزاع مدن اليمن وبينها صنعاء على حافة المجاعة، خصوصا في ظل الحصار المفروض على المطارات الخاضعة لسيطرة (أنصار الله)، ونقل المصرف المركزي إلى عدن، وعجز (أنصار الله) عن دفع رواتب الموظفين.

ودفعت الأوضاع في العاصمة اليمنية آلاف الأشخاص إلى المشاركة في التظاهرة احتجاجا على الظروف المعيشية. وهتف بعض هؤلاء «لا حوثي بعد اليوم»، بحسب ما أفاد مراسلو فرانس برس.

وبينما ابتعد صالح عن توجيه الانتقادات المباشرة، بدا عارف الزوكا الأمين العام لحزب «المؤتمر»، أكثر وضوحا عندما هاجم في كلمته «الفساد» والعجز عن تحصيل الإيرادات والخلل في النظام المالي العام. ودعا في كلمة مع الحشد حكومة (أنصار الله) إلى «تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها»، مشددا على أن حزبه يرفض أن تكون شراكته مع (أنصار الله) «مجرد ديكور». من جهته، حاول وزير المواصلات في حكومة (أنصار الله) عضو حزب المؤتمر جليدان محمود جليدان، التقليل من أهمية الخلاف بين الطرفين.

وقال لفرانس برس «خلافات عادية، دائما (بين) الإخوة توجد خلافات بسيطة تتلاشى بمرور الأيام».

وقالت قناة «اليمن اليوم» المتحدثة باسم حزب صالح التي نقلت التظاهرة مباشرة على الهواء: إن طائرات التحالف العربي حلقت أمس في سماء صنعاء فوق رؤوس المحتشدين في ساحة السبعين.

من ناحية أخرى أفادت وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله» أن دائرة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع كشفت عن وحدة تصنيع وتطوير القناصات متعددة المدى والوظائف والمهام «بأياد وخبرات يمنية خالصة».

وأوضحت الوكالة أن القناصات الجديدة تتكون من سبع قناصات تمت صناعتها وهي « قاسم، وخاطف، واشتر، وحاسم، وذو الفقار1، وذو الفقار2، وسرمد، والثامنة تم تعديلها وهي صارم، وتأتي في إطار مواجهة التصعيد بالتصعيد ونظرا لما تقتضيه ظروف المعركة في إنجاز نوعي وتطور دراماتيكي للتصنيع العسكري».