1092057
1092057
تقارير

تقرير: خلاف «أنصارالله» وصالح يهدد بتعميق النزاع اليمني

23 أغسطس 2017
23 أغسطس 2017

دبي- (أ ف ب): بدأ الحلف المسيطر على العاصمة اليمنية بين «أنصار الله» ومعسكر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالتصدع، وسط اتهامات بـ«الغدر» تنذر بتعميق نزاع قتل وأصيب فيه آلاف المدنيين.

وتتفاقم المخاوف من مخاطر اندلاع العنف في صنعاء مع عزم أنصار صالح الخروج في مسيرة اليوم لإحياء الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه «المؤتمر الشعبي العام»، في ظل تصاعد حدة التوتر مع تكثيف أنصار الطرفين وجودهم في محيط المدينة، بحسب شهود.

ويخوض الحلف بين الطرفين حربا ضارية ضد المملكة العربية السعودية لدعمها حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، قتل وأصيب فيها آلاف المدنيين ووضعت اليمن على حافة المجاعة.

والتوتر الحالي بين الحوثيين الشيعة وصالح غير مسبوق ويندرج في إطار تصعيد متواصل بين الطرفين أصبح يدفع الحلف الذي لطالما اعتبره الخبراء مجرد تقارب تكتيكي، نحو نهاية قد تكون دامية.

وتبادل الطرفان الاتهامات ب«الغدر» و«الخيانة» على مدى الأسبوع الماضي، ووصل الأربعاء إلى حد توجيه الحوثيين تهديدا علنيا للرئيس السابق الذي حكم اليمن لعقود بيد من حديد قبل أن تطيح بحكمه حركة احتجاج شعبية.

حكم صالح اليمن من عام توحيد اليمن في 1990، وحتى 2012 حين تنازل عن الحكم لمصلحة الرئيس هادي على خلفية الاحتجاجات.

وخلال فترة حكمه، شن صالح (75 عامًا) ست حملات عسكرية ضد المتمردين الحوثيين الذين اتخذوا من منطقة صعدة شمال العاصمة معقلا لهم. في 2014، عاد صالح إلى الواجهة في محاولة لانتزاع الحكم.

فتحالف مع «أنصار الله» ضد سلطة هادي، ونجح هذا الحلف غير المألوف في السيطرة على العاصمة صنعاء وعلى مناطق شاسعة في اليمن قبل أن تبدأ السعودية حملتها العسكرية في مارس 2015.

ولعب الطرفان أدوارًا متكاملة في العاصمة: «أنصار الله» وفروا القوة العسكرية، وصالح السلطة السياسية التي حافظت على حضورها رغم خروجه من الحكم.

ويقول آدم بارون المحلل في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «بالنسبة للطرفين، كان هناك عدو مشترك: الحكومة» المعترف بها دوليا بقيادة هادي.

وتزامن ظهور بوادر الانشقاق بين «أنصار الله» وصالح مع الخلافات التي عصفت بحكومة هادي في أبريل الماضي على خلفية إقالة الرئيس المعترف به لمحافظ عدن عيدروس الزبيدي، ما دفع بالأخير إلى الإعلان عن إقامة مجلس انتقالي جنوبي يعمل على الدفع نحو استقلال الجنوب اليمني، مجددًا.

وتشكل مسيرة اليوم الاختبار الأكبر لهذا التحالف، وقد تكون مؤشرًا عما يمكن أن يتسبب به انهيار التقارب بينهما في شوارع صنعاء.

يرى خبراء في الشأن اليمني أن صالح لم يعد مرتاحًا لنفوذ «أنصار الله» في صنعاء بعدما بات هؤلاء يسيطرون على وزارة الدفاع في حكومة المسلحين وعلى جهاز الاستخبارات العسكرية.

ويقول ماجد المذججي المدير التنفيذي في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: إن «الناس لن تخرج بالضرورة تأييدا لصالح، بل للاحتجاج ضد «أنصار الله». ويضيف ان «أنصار الله» أدركوا أن صالح بحاجة اليهم، ولذا قاموا على مدى الأشهر الـ18 الماضية بالعمل على تطوير الخدمات العسكرية والسياسية والاجتماعية من اجل كسب بعض الشعبية التي يتمتع بها صالح». وفي بيان اصدروه اعتبر «أنصار الله» أن ما قاله صالح عن كونهم ميليشيا في خطاب وجهه الأحد الماضي «تجاوز لخط أحمر»، مؤكدين أن «عليه تحمل ما قال، والبادئ أظلم». ويؤكد مسؤول في حزب صالح فضل عدم الكشف عن اسمه ان محاولات التوسط بين صالح و«أنصار الله» الأسبوع الماضي باءت بالفشل، مضيفا ان الرياض سترحب بالانفصال بين الحليفين الا انها ليست مستعدة بعد لإعادة الرئيس السابق إلى كنفها.

ويصف بارون التقارب بين صالح و«أنصار الله» بـ«حلف المصلحة»، مضيفًا: إن «كل شيء ممكن في اليمن».