مرايا

أهرامات «مروي» بالسودان.. أكبر تجمع للأهرامات بالعالم

23 أغسطس 2017
23 أغسطس 2017

من المعلومات التي لا يعرفها الكثيرون أن السودان به أكثر من 220 هرما، وهو ضعف عدد الإهرامات في مصر أثريا، ومن بينها أهرامات “مروي” المصنفة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني العالمي، وتعرف هذه الأهرام اليوم باسم “أهرام البجراوية” نسبة لقرية البجراوية، وهي من آثار مملكة نوبية تدعى (مملكة كوش)، ويبلغ عدد الأهرامات 57 هرما من جملة أهرامات أخرى، وتشكل هذه الأهرامات أكبر تجمع للأهرامات في العالم كله.

وكانت مملكة كوش سيطرت على الجزء الجنوبي من حوض النيل إلى الجنوب من مصر الفرعونية، ونشأت قبل ألف سنة من الميلاد تقريباً، وقبل 1500 عام من الميلاد أمر الفرعون تحتمس الثالث ببناء مدينة نبتة (بفتح الباء) عقب احتلاله لأراضي النوبة لتكون مركزاً للإقليم الجنوبي من مصر، وبقي شمال السودان (الذي عرف بكوش فيما بعد) تابعاً للحكم الفرعوني لخمسة قرون كاملة خلفت خلالها العديد من الآثار كمعبد الإله آمون.

وفي عام 1070 قبل الميلاد أعلن نائب الفرعون عن منطقة كوش استقلال الاقليم عن الإدارة الفرعونية واتخذ من نبتة عاصمة له، واحتفظ ملوك كوش بالعادة الفرعونية المتمثلة في دفن ملوكهم في مقابر ملكية فارهة على شكل أهرامات، وكان بناؤهم قريباً من النموذج المصري، وداخل الهرم توجد غرفة أو أكثر ليرتاح فيها الملك في “العالم الآخر” حسب اعتقادهم، أيضاً ترك الكوشيون العديد من الآثار الأخرى حول عاصمتهم كالمعابد والهياكل والنقوش.

في القرن السادس قبل الميلاد -وعقب الغزو الفارسي لمصر- انهارت التجارة بينها وبين مدينة نبتة خصوصاً تجارة الذهب، وفقدت نبتة مركزها الحيوي وخسرت دورها لمصلحة مدينة أكثر فتوة في ذلك الوقت هي مدينة مروي، التي أصبحت بدورها العاصمة الجديدة لمملكة كوش.

في مروي الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل أصبح الطراز المعماري لأهرامات مملكة كوش أكثر تميزاً من نظيره الفرعوني، فهي أقصر طولاً وذات قاعدة أضيق بحيث أن نسبة ارتفاع الهرم إلى مساحة قاعدته أكبر من تلك الموجودة في الأهرامات المصرية:

يقسم علماء الآثار منطقة مروي إلى ثلاث مقابر رئيسية: شمالية وجنوبية وغربية، تضم في مجملها 34 ملكاً و11 ملكة ومئات غيرهم من أفراد العوائل المالكة والحاشية مدفونين في خمسين هرماً في هذه المنطقة بنيت خلال فترة امتدت لأكثر من ألف سنة من عام 720 قبل الميلاد إلى عام 350 ميلادية.

وقد اكتشف أهرامات مروي من قبل عالم المعادن الفرنسي فريدريك كايو في عام 1821، ومع أن موقعها في قلب الصحراء وفر لها نوعاً من الأمان من النهب على مدى آلاف السنين، إلا أنها لم تسلم من يد صائد الكنوز الإيطالي جيوسيبي فيرليني الذي كان يعمل جراحاً مع الجيش المصري، حيث قام هذا المخرب بتفجير قمم 40 هرماً ليتمكن من الدخول إليها والحصول على ما تحتويه من ذهب ومجوهرات، ولذلك من السهولة ملاحظة أن اغلب الأهرام تفتقد لقمتها، وتُعرض اليوم الكثير من الحلي والآثار المنهوبة في عدد من المتاحف الأوروبية.