1089976
1089976
الرئيسية

التأكيد على الالتزام بالمعايير الشرعية وإنشاء هيئات رقابية عليا وتنقية الممارسات في التأمين التكافلي

21 أغسطس 2017
21 أغسطس 2017

برعاية عمان الإعلامية ملتقى صلالة للمالية يختتم أعماله -

كتب- بخيت كيرداس الشحري -

أوصى ملتقى صلالة الدولي الأول للمالية الإسلامية بإنشاء هيئات رقابية عليا والدعوة لمزيد من الالتزام بالمعايير الشرعية والعمل على تنقية الممارسات العملية في التأمين التكافلي واستكمال إصدار المنظومة التشريعية المؤطرة للصناعة المالية الإسلامية، كما أوصى المؤسسات المالية الإسلامية باختيار التحكيم كوسيلة لفض نزاعاتها بالإضافة إلى العمل من أجل تأهيل الكوادر التي تعمل في المؤسسات المالية الإسلامية وتأهيلهم التأهيل الجيد.

وبهذه التوصيات يسدل الستار على الأوراق العلمية في ملتقى صلالة الدولي الأول للمالية الإسلامية وتستمر حلقات العمل التدريبية في الصكوك الإسلامية وقضايا التأمين الإسلامي وفض نزاعات المالية الإسلامية وذلك بمنتجع روتانا صلالة.

أوراق عمل متنوعة

شهد اليوم الختامي للملتقى عددا من أوراق العمل العلمية التي قدمها عدد من الباحثين بحضور سعادة حمود بن سنجور الزدجالي الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني حيث بدأت الجلسة بمحور “البنوك الإسلامية بين تحدي الضوابط الشرعية وإشكالية التكيف مع البيئة القانونية والمتطلبات التنظيمية” تحدث فيها كل من أكرم حزي، ودراجي كريمو، وسليم موالدين من الجزائر وكما تحدث كل من إسلام لبصير وجنيدي مراد في محور حول “الوقف النقدي لتمكين مشاريع الفقراء”.

كما قدم غزازي عماد من الجزائر ورقة عمل عن دور الصكوك الإسلامية في تغطية وتمويل عجز الميزانية العامة للدولة وقدم كذلك الدكتور عبدالحنان محمد العيسى ورقة عمل حول التحكيم في عقود المقاولات(فيديك) فيما قدما كل من علي عبدالله المجبري والدكتورة أسماء أكلي الصوالي ورقة عمل حول التحكيم في قاعدة فض النزاعات وقدم مجتبي خالد من البحرين ورقة عمل التعلم الإلكتروني انموذجا في تقدم صناعة المالية الإسلامية مع برنامج التعلم الإلكتروني بين أيوفي ومعهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية. وكما قدم مغيث شوكت وبشرى شفيق ورقة عمل مشتركة بعنوان عقل وروح إطار العمل الإسلامي من أجل عدالة اقتصادية وتحدث الدكتور محمد عمران عن التمويل الإسلامي والاستدلالات من أجل التنويع الاقتصادي عمان أنموذجا. وقدم فيروز خان ورقة عمل عن قياس التنمية المالية للمصارف الإسلامية والالتزام بمقاصد الشريعة وكما قدمت فاتن الزدجالية ورقة عمل عن جمعيات تدوير القرض الحسن للادخار والائتمان في دول مجلس التعاون الخليجي وقدمت فائزة كيران أحمد ورقة عمل حول العامل المؤثر في تبني الصيرفة الإسلامية في عُمان وكما قدم الدكتور حبيب ورقة عمل بعنوان قضية المضاربة في سوق رأس المال الإسلامي.

دور هيئات الرقابة الشرعية

وقدم الدكتور فيصل عيسى الهادي من دولة الكويت ورقة عمل حول “دور هيئات الرقابة الشرعية” حيث بدأ ورقة عمله بتعريف مفهوم الرقابة الشرعية وهي “التحقق من مدى مطابقة أنشطة المصرف الإسلامي للشريعة الإسلامية” ثم استعرض فيها أهمية الرقابة الشرعية كضرورة حيوية للمصارف الإسلامية حيث أنها الجهة التي تراقب وترصد سير عمل المصارف الإسلامية والتزامها وتطبيقها في معاملاتها للأحكام الشرعية وخاصة أنه في الوقت الحاضر الذي تعقدت فيه الصور التجارية وانتشرت أنواع جديدة من المعاملات التجارية كبطاقات الائتمان والحسابات بأنواعها والتجارة الإلكترونية التي لا يوجد لها أحكام في المصادر الفقهية القديمة وإن وجدت الأحكام فإن المصرفيين القائمين على النشاط المصرفي غير مؤهلين للكشف عنها بأنفسهم. كما أن العمليات المصرفية في الاستثمار والتمويل بالذات تحتاج إلى رأي من هيئة الفتوى؛ نظرا لتميز هذه العمليات بالتغير وعدم التكرار مع كل حالة أو عملية أو مشروع يموله المصرف، ثم أن العاملين في النشاط الاستثماري يجب أن يكونوا على اتصال مستمر مع الرقابة الشرعية؛ لأنهم دائما بحاجة إلى الفتيا في نوازل وواقعات تواجههم أثناء العمل.

كما أشار الهادي أن الأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعمل فيها المصارف الإسلامية هي أنظمة وضعية بعيدة كل البعد عن الإسلام، مما يجعل الحاجة ماسة لوجود رقابة شرعية تعمل على إنقاذ هذه المصارف من الغرق في مستنقع المحرمات، كما أن وجود هيئة للفتوى والرقابة الشرعية في المؤسسة المالية الإسلامية أو المؤسسة التقليدية التي تقدم خدمات مالية إسلامية أمر بالغ الأهمية حيث تقوم بدراسة المنتجات الإسلامية المبتكرة أو البديلة، وثم الحكم بجوازها من عدمه كما تقوم بدراسة العقود والمستندات والنظر في مدى استيفائها للشروط الشرعية وإقرارها.

تحديات الرقابة الشرعية

كما تناول الدكتور فيصل الهادي في ورقة عمله أبرز تحديات الرقابة الشرعية والتي تتمثل في عدم وجود سلطة إشرافية في بعض المؤسسات الإسلامية، وعدم مركزية الفتوى ووحدة المرجعية الشرعية للمالية الإسلامية وتعدد الفتاوى من الهيئات الشرعية وكذلك الجمع بين الفتوى والتدقيق على مستوى الهيئات الشرعية بالإضافة إلى ضعف الرقابة الشرعية الداخلية على مستوى الأفراد وغياب الإطار القانوني والمهني للتدقيق الشرعي الخارجي وقصور مهمة التدقيق المالي على البنوك الإسلامية.

وفي نهاية ورقة عمله قدم عددا من التوصيات حيث أوصى بدعم الكفاءة المؤسسية وتأهيل القيادات والكوادر والاستفادة من الخبرات الأجنبية إلى الحد الذي يولد قيمة مضافة على مستوى الخبرات الوطنية وتأهيل الخبرات الوطنية عن طريق البعثات الداخلية والخارجية، والتدريب المتخصص، والتدريب على رأس العمل وتخفيض المخاطر التشغيلية إلى الحد الأدنى من خلال تطوير نظام الرقابة الداخلية آليا إلى الحد الأقصى الممكن.

المالية الإسلامية والابتكار

كما تحدث خلال اليوم الختامي في الملتقى منذر بن سالم الغزالي في موضوع الهندسة المالية الإسلامية والابتكار وقد أعد ورقة العمل بالتعاون مع مصطفى بن ناصر الناعبي حيث استعرض المنذري مفهوم الهندسة المالية في الإطار التقليدي والهندسة المالية من المنظور الشرعي والمفهوم الاصطلاحي لمفهوم الهندسة المالية وأهمية الهندسة المالية في الابتكار والأسس الواجب مراعاتها عند تطوير المنتج. حيث تعد الهندسة المالية ركيزة أساسية من ركائز تطوير المؤسسات المالية، كما أن مفهوم الهندسة المالية بوضعه الحالي يعتبر حديثا حتى في المؤسسات التقليدية. وقد عرف الهندسة المالية الإسلامية على أنها: المبادئ والأساليب التي تهدف إلى تصميم وتطوير وابتكار وتنميط حلول مالية لمشاكل قائمة أو منتجات جديدة، مع الالتزام بالأحكام والمقاصد الشرعية.

الهندسة المالية الإسلامية

أوضح المنذري خلال ورقة عمله أهمية الحاجة إلى الهندسة المالية الإسلامية في أن التطور أصبح يتم بصورة سريعة، وبالتالي فإن حاجات السوق أصبحت متغيرة بوتيرة أسرع، وكما قال بيتر دروكر: “إن لم تغير منتجك أو خدمتك فإن غيرك سوف يفعل”. فالهندسة المالية الإسلامية مطلوبة للبحث عن الحلول التي تلبي الاحتياجات الاقتصادية مع الاستيفاء بمتطلبات القواعد الشرعية، كما تكمن أهمية الهندسة المالية الإسلامية في أنها أداة مناسبة لإيجاد منتجات وأدوات مالية مبتكرة تجمع بين المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية، خاصة في ظل ترابط أسواق التمويل الدولية بفعل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وما يفرضه من ضغوط تنافسية حادة على المؤسسات المالية الإسلامية من قبل نظيرتها التقليدية، فالهندسة المالية تزيد من القدرة التمويلية للمؤسسات المالية الإسلامية، وبالتالي كنتيجة لذلك فإنه يزيد من قدراتها التنافسية في السوق.

دور الابتكار

يقوم الابتكار في الهندسة المالية الإسلامية على توفير المنتجات الإسلامية البديلة عن المنتجات التقليدية، والتي تتوافق مع الشريعة الغراء شكلا ومضمونا، ولا بد أن تحوي هذه البدائل وسائل تؤدي إلى تخفيض تكاليف المعاملات، والتي بدورها تؤدي إلى تسهيل التبادلات التجارية وتبادل السلع والخدمات. كما يعد الابتكار المالي في المنتجات المالية الإسلامية أهم الأولويات للحصول على الميزة التنافسية، وتُعنى الكفاءة الاقتصادية بتلبية حاجات السوق والمتعاملين بأقل تكلفة ممكنة، وأسرع وقت ممكن، وهنا يتوجب على المهندس المالي الإسلامي أن يدرس الحاجات التمويلية والاستثمارية بدقة متناهية، مع مراعاة الربط بين الاحتياج الحقيقي والتمويل النقدي مع التركيز على الإطار الشرعي الحاكم لأي منتج تمويلي.

كما أدار الدكتور محمد بن احمد جناشال الشحري المشرف العام على الملتقى جلسة نقاشية شارك فيها الدكتور سعيد بوهراوة والدكتور سامر مظهر قنطجي والدكتور يونس صوالحي والدكتور عبدالستار الخويلدي وسعود بن سيف البوسعيدي ناقش فيها المتحدثون عددا من المحاور حول التنمية المالية للمصارف الإسلامية والعمل من أجل تطورها والحلول الممكنة للتحديات التي تواجهها.

شراكة ماليزية عمانية

على هامش ملتقى صلالة الدولي الأول للمالية الإسلامية تم التوقيع على اتفاقية التعاون المهني بين كل من أسرا للاستشارات (ISRA) وتوافق للاستشارات بحضور سعادة حمود بن سنجور الزدجالي الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العُماني وقد وقع الاتفاقية من جانب توافق للاستشارت الدكتور محمد بن أحمد جناشال الشحري رئيس مجلس الإدارة ومن جانب شركة أسرا محمد أكرم لال الدين عضو مجلس إدارة أسرا. وتعد أسرا للاستشارات مؤسسة تابعة للبنك المركزي الماليزي والتي أسسها البنك في 2008م لتصبح أكبر مؤسسة بحثية أكاديمية في مجال المالية الإسلامية في العالم وتقوم أسرا للاستشارات بمهام رئيسية في دعم صناعة المالية الإسلامية محليا ودوليا فهي متخصصة في عدد من المجالات الحيوية مثل الاستشارات والبحث والتدريب والترجمة.

وقال الدكتور محمد الشحري: إن أهمية هذه الاتفاقية تكمن في أنه بموجبها ستصبح توافق للاستشارات (شراكة عمانية ماليزية) هي الممثل الحصري لـ ISRA في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى التعاون في العمل من أجل تطوير صناعة المالية الإسلامية في المنطقة.

وأضاف الشحري أن توافق للاستشارات هي مؤسسة عالمية مستقلة متخصصة في تقديم مختلف الخدمات الاستشارية المتعلقة بالمالية الإسلامية ومقرها ماليزيا في كوالالمبور وتعنى بتقديم حلول شاملة لزبائنها في جميع أنحاء العالم من خلال وجودها في ماليزيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.