1086622
1086622
عمان اليوم

السلطنة تمتلك ثروة هائلة وغير مستغلة من الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية

17 أغسطس 2017
17 أغسطس 2017

ندرة في الدراسات والمعرفة المختصة بهذا المجال -

كتبت- عهود الجيلانية -

أوضح مصدر بمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بمجلس البحث العلمي أنه ما زالت مواردنا الوراثية المختلفة بحاجة إلى اكتشاف وتقييم ودراسة وصون وتصنيف كما أن هناك حاجة ملحة للتنسيق والتعاون بين الجهات المختلفة وإيجاد وتطوير القدرات والخبرات الوطنية التي لا تزال قليلة في القطاع، وبالرغم من هذا فإن السلطنة لديها خبرة ليست بالقليلة في مجال الموارد الوراثية قادرة على تحويل القطاع إلى قطاع ذي إنتاجية مستدامة.

وقد سلط العديد من المختصين والعلماء الضوء على أهمية الموارد الوراثية العمانية حيث تعتبر هذه الموارد أساس التنوع البيولوجي على المستوى الوراثي والتي لها قيمة وأهمية في المستقبل، وبفضل ظروف السلطنة الفريدة ومناخها المتنوع وحجمها وموقعها الجغرافي تميزت بتنوع بيولوجي كبير في الأنواع الحيوانية والنباتية وهذا التنوع الفريد للموارد الوراثية يشمل الحيوانات والنباتات المستأنسة والبرية وكذلك الكائنات الحية الدقيقة.

والسلطنة تمتلك ثروة هائلة وغير مستغلة من الموارد الوراثية من بينها أكثر من 1200 نوع من النباتات، وأكثر من 1200 نوع من الأسماك، و 10 أنواع من الماشية و527 نوعا من الطيور، وأكثر من 130 نوعا من الشعاب المرجانية، و5 أنواع من السلاحف. ومما لا شك فيه أن هذه الموارد الوراثية المحلية الغنية تحمل أهمية ثقافية وتاريخية واجتماعية وصحية وتجارية للسلطنة، بل للمنطقة والعالم بأسره.

وعلى الرغم من المناخ شبه الجاف فقد توجد وفرة في التنوع الوراثي للحيوانات الأليفة والمحاصيل وأسهمت الظروف الجغرافية الفريدة في إيجاد تنوع لمجموعة واسعة من الموارد الوراثية النباتية يوجد من بينها موارد وراثية نادرة من نوعها في شبه الجزيرة العربية، كما يوجد بعمان العديد من الأنواع البرية ولكن البعض منها مهدد بالانقراض. كما يوجد أيضا تنوع بحري فريد على شواطئ عمان الممتدة يعرفها العلماء في جميع أنحاء العالم كذلك ساعدت الظروف المناخية وتعدد النظم على وفرة التنوع الفطري والميكروبي في السلطنة. وبالرغم من أن الكثير من النظم البيئية وتنوع السلالات العمانية قد تمت دراستها إلا أنه توجد ندرة في الدراسات والمعرفة حول الثروة الوراثية العمانية بالرغم من أهميتها العالمية نظرا للظروف التي نشأت عليها خلال آلاف السنين. ومن جانب آخر فإن ما تتميز به السلطنة يحتم عليها أن يكون لديها التزام أخلاقي وعلمي نحو صون الموارد الوراثية القيمة حتى تكون الموارد الوراثية إرثا للأجيال القادمة وبالتالي يجب حماية الموارد الوراثية من الأخطار التي تهددها والانقراض من أجل رفاهية الأجيال القادمة. وبغض النظر عن الأهمية العلمية فإن موارد عمان الوراثية لها قيمة ذات صلة مباشرة بالإنسانية، إذ أن التنوع الوراثي هو أساس الأمن الغذائي ومكون للثروة ورفاهية الإنسان. والموارد الوراثية المحلية هي المواد الخام لجميع أصناف المحاصيل المحسنة وتطوير سلالات الحيوانات بالإضافة إلى العديد من الفوائد الدوائية، ويمكن الاستفادة من الاستخدامات الدوائية للمواد الوراثية من خلال حصرها وإيجاد توصيف علمي لها. كما أن عوائد الفوائد الدوائية لها قيمة من أجل رفاهية المجتمع بشكل مباشر وكذلك الأنشطة التجارية المرتبطة بها وإمكانية تطوير استخدامها وزيادة عوائد الموارد الوراثية.

وتدخل الموارد الوراثية في كثير من الأحيان في صناعة وإنتاج بعض المنتجات والسلع الاستهلاكية وأن الاستخدام المستدام للموارد الوراثية يقدم فرصا لظهور مشاريع جديدة، وبالتالي زيادة الاستثمار والتوظيف كما أن إصدار حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالاستخدام وتبادل الموارد الوراثية سوف يحمي ويعزز حقوق الاستثمار لهذه الموارد. لذا فإن وجود استراتيجية مناسبة لإدارة الموارد الوراثية سيكون لها فوائد اجتماعية وثقافية غير منظورة.

وتترجم استراتيجية المركز 28 برنامجا أساسيا وتكميليا تم وضعها على أساس تحقيق أهداف المركز وتتضمن هذه البرامج البحث، وجمع وحفظ البيانات، والتوعية وإشراك المجتمع. كما يساهم المركز بضمان مشاركة الخبراء العمانيين في الشبكات والمبادرات العلمية المتعلقة بالموارد الوراثية كالمؤتمرات وورش وحلقات العمل والدورات التدريبية إقليميا ودوليا.

ويؤكد المركز على ما تتميز به السلطنة من تنوع إحيائي فريد يعزى ذلك إلى ما تتمتع به من مساحات شاسعة مع التباين في الظروف المناخية، والطبيعة الجغرافية انعكس بالتالي على تنوع الموارد الوراثية ليشمل الحيوانات والنباتات المستأنسة والبرية والكائنات البحرية وكذلك الكائنات الحية الدقيقة.

لذا يعمل المركز على استعراض الفرص المتاحة لحماية الموارد الوراثية ذات الأهمية العالمية منذ تأسيسه تحت مظلة مجلس البحث العلمي، وتهدف مهمة المركز إلى تعزيز الاستخدام المستدام والوعي بأهمية التنوع الوراثي المتأصل في الحيوانات والنباتات والكائنات الحية الدقيقة في سلطنة عمان باعتبارها موردا طبيعيا وتراثيا. كما يقوم المركز بالعمل على تعزيز الاستخدام المستدام للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية من خلال التعليم والبحث والابتكار ويهدف هذا العمل المهم لخدمة وإفادة الشعب العماني إضافة إلى المجتمع الدولي الأوسع نطاقا والأجيال المستقبلية. وقد تطور المركز كمؤسسة إقليمية تعاونية لجميع أنشطة الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ليعمل على تشجيع الاستخدام المستدام للمعرفة عبر القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وإيجاد قيمة مضافة من البحوث ذات المستوى العالمي والابتكار العلمي.

ويسعى مركز الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية إلى تحقيق رؤية مستقبلية بجعل المركز في العقد القادم مركزا تعاونيا يضم جميع أنشطة الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، وسيعزز الاستخدام المستدام للمعرفة في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وكذلك الرقي بالبحوث والابتكار العلمي للمستويات العالمية. وهذا الجهد الوطني المتكامل سوف يسهم في تمكين الانفتاح على أحدث مجالات العلوم دوليا وستكون أحد أهم أولوياته بناء القدرات الوطنية في مجالات الموارد الوراثية المختلفة.