صحافة

آرمان: ماذا لو خرجت أمريكا من الاتفاق النووي؟

13 أغسطس 2017
13 أغسطس 2017

تحت هذا العنوان طالعتنا صحيفة «آرمان» بتحليل جاء فيه: بعد التهديدات المتكررة التي أطلقها الرئيس الأمريكي وعدد من مستشاريه ووزرائه حول إمكانية تمزيق الاتفاق النووي المبرم مع إيران والعقوبات الجديدة التي فرضها الكونجرس الأمريكي على طهران بذريعة التجارب الصاروخية البالستية، ورغم معارضة بعض الأطراف في الإدارة الأمريكية ومن بينهم وزارة الخارجية لهذه التوجهات ودعوتها للتريث بشأن مستقبل الاتفاق النووي، عاد ترامب ليجدد دعوته لإلغاء الاتفاق بحجة أن إيران لم تحترم تعهداتها النووية رغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران قد التزمت بهذه التعهدات وفي مقدمتها خفض مستوى تخصيب اليورانيوم وتقليص أعداد أجهزة الطرد المركزي في منشآتها النووية ووقف العمل بمفاعل «أراك» لإنتاج الماء الثقيل.

وقالت الصحيفة: إن احتمال خروج أمريكا من الاتفاق النووي بات قريبًا نتيجة الأسباب الآنفة الذكر، معربة عن اعتقادها بأن هذا الأمر في حال تحققه سيؤدي إلى إرباك هذا الاتفاق من جهة وسيلقي مسؤولية مضاعفة على بقية الأطراف التي وقعته وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا باعتبارها جزء من هذا الاتفاق الذي حصل على تأييد مجلس الأمن الدولي وفق قراره المرقم «2231».

وأشارت الصحيفة إلى أن نقض الاتفاق أو عدم الالتزام ببنوده من قبل أي طرف من أطرافه يعطي الحق للطرف الآخر العودة إلى الوضع السابق، أي أن بإمكان إيران العودة إلى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 بالمائة وزيادة أعداد أجهزة الطرد المركزي في منشآتها النووية وتفعيل عدد من هذه المنشآت لإنتاج الماء الثقيل.

واعتبرت الصحيفة عدم رفع الحظر بشكل كامل عن إيران بأنه يمثل سببًا آخر يتيح لطهران العودة إلى الوضع السابق، أي قبل توقيع الاتفاق النووي في يوليو 2015، باعتبار أن هذا البند يمثل شرطًا ينبغي أن تلتزم به بقية الأطراف مقابل التزام طهران بتعهداتها التي وردت في الاتفاق.

واستدركت الصحيفة مقالها بالقول إن العودة إلى الوضع السابق ليس سهلاً؛ لأنه يتطلب موافقة الأطراف الأخرى وطي مراحل قانونية معقدة إلى حد ما، ولهذا ليس من الصحيح الاستعجال باتخاذ خطوات وردود أفعال مقابل الموقف الأمريكي حتى وإن أدى هذا الموقف إلى خروج واشنطن من الاتفاق.

ودعت الصحيفة الخارجية الإيرانية إلى التحرك من أجل التنسيق مع باقي أطراف الاتفاق النووي خصوصًا روسيا والصين لمنع انهيار هذا الاتفاق الذي يمثل مكسبًا مهمًا ليس لإيران فحسب، بل لجميع الدول باعتباره يمهد السبيل لتسوية أزمات أخرى في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن روسيا والصين لا يمكنهما وحدهما التحرك من أجل إبقاء الاتفاق النووي ما لم تستجب بريطانيا وفرنسا وألمانيا لهذا التحرك باعتبار أن هذه الدول قريبة في مواقفها من الموقف الأمريكي حتى وإن أبدت رغبة في الحفاظ على الاتفاق، خصوصًا وإن الدول الأوروبية تربطها علاقات وثيقة مع أمريكا، وهذا يرجح احتمال تعرض الاتفاق النووي إلى هزة كبيرة قد تطيح به ما لم تطرأ أمور أخرى تجعل واشنطن تعيد النظر في مواقفها التي قد تفضي إلى انتكاسة تهدد الاتفاق برمته، وهذا يعتمد إلى حد كبير على مواقف روسيا والصين بالدرجة الأولى إزاء هذا الاتفاق وإزاء التغييرات التي حصلت في الفترة الماضية وتحديدًا بعد تسلم الرئيس الأمريكي لمهام عمله في 20 يناير 2017.