Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

نموذج لتكامل قطاع اللوجستيات

07 أغسطس 2017
07 أغسطس 2017

في الوقت الذي تبذل فيه حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – جهودا متواصلة من أجل استكمال عناصر تطوير القطاع اللوجستي في السلطنة، والانتهاء – في المواعيد المحددة – من عمليات مشروعات البنية الأساسية والمرافق الخدمية، والمشروعات الاستثمارية الأخرى في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وذلك في إطار خطة تحويل السلطنة الى أحد أهم المراكز اللوجستية في المنطقة، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي المتميز للسلطنة في هذا المجال، فإن ما تم الإعلان عنه من تعاون وتنسيق بين شركة النقل الوطنية العمانية « مواصلات » وبين الشركة الوطنية للعبارات لتشغيل ونقل المسافرين على خط « مسقط – شناص – خصب » والدمج بين النقل البري بحافلات شركة «مواصلات» وبين النقل البحري بالعبارات، في أسلوب جديد ومرن، يعد خطوة ونموذجا طيبا، ليس فقط في التعاون والتنسيق والسعي الى استخدام الإمكانات والأصول المتاحة على افضل نحو ممكن، وبأسلوب اقتصادي، ولكن أيضا على صعيد توفير تجربة جاذبة للسفر بين مسقط وخصب، باستخدام الحافلات حتى ميناء شناص، واستخدام العبارات من شناص الى خصب، وبالتالي تحقيق التكامل والمرونة بين وسائل النقل البري والبحري، وبما يخدم المواطنين والمسافرين من ناحية والعمل على ترشيد تكلفة التشغيل، والحد ولو نسبيا من الدعم الذي تقدمه الحكومة في هذا المجال من ناحية ثانية.

ومع الوضع في الاعتبار أن الجمع بين النقل البري والبحري، لنقل الأشخاص والبضائع، وكذلك النقل بالسكك الحديدية، هو أمر مألوف في العديد من الدول، يعد مجالا كبيرا وناجحا في الكثير من الدول الأخرى، فإن هناك آفاقا واعدة في هذا المجال بالنسبة للسلطنة، وبما يخدم ويعزز حركة التجارة والنقل، سواء على الصعيد الداخلي بين المحافظات، او على صعيد النقل بين السلطنة وشقيقاتها من دول مجلس التعاون والدول الصديقة الأخرى، وذلك بحكم تطور شبكة الطرق والنقل البري في السلطنة، وكفاءة النقل بالعبارات، وفاعلية النقل بالسكك الحديدية، وبحكم ما يمكن أن تسهم وتقوم به الموانئ العمانية، ووسائل النقل المختلفة في تنشيط وتوسيع نطاق حركة النقل والتجارة بين السلطنة والدول الشقيقة والصديقة، والتي ترتبط معها السلطنة باتفاقيات ومصالح عديدة ومتنامية.

من جانب آخر التكامل بين وسائل النقل البرية والبحرية، والسكك الحديدية بعد ذلك، يمكن أن تكون مجالا، أو وسيلة لتنشيط السياحة الداخلية بين محافظات السلطنة، إذا تم وضع برامج سياحية جذابة ومحددة المدة لزيارات مواقع سياحية مختارة، وهي عديدة ومتنوعة في محافظات السلطنة المختلفة وعلى امتداد العام، وهو ما يفيد المواطن والاقتصاد العماني أيضا، ولعل ما ستقوم به الشركة العمانية العالمية للوجستيات – أسياد - بالنسبة لخط مسقط – شناص – خصب، اعتبارا من الربع والعشرين من الشهر الجاري، يكون بداية لخطوات طيبة وابداعية ومفيدة سياحيا وتجاريا واقتصاديا للوطن والمواطن.