1076489
1076489
المنوعات

برلين ومواقعها المهجورة جنة للاستكشاف الحضري

05 أغسطس 2017
05 أغسطس 2017

برلين ـ (أ ف ب): بمستشفياتها المهجورة وملاجئها المحصنة المتروكة تشكل برلين مركزا للاستكشاف الحضري وهو نشاط يجذب عددا متزايدا من الفضوليين المتشوقين الى التعرف على مخلفات ماض مضطرب.

ويقول المستكشف الحضري المخضرم سياران فاهي «امر لا يصدق، لم يسبق لي ان رأيت هذا العدد من الناس».

ويقوم نحو 20 المانيا وروسيا ولاتفيا بالتجول بين ما تبقى من عيادة توليد قديمة في برلين الشرقية سابقا.

وقد هجرت العيادة منذ عام 1991 وقد نال منها الزمن والطبيعة ولقبت بـ«مستشفى الزومبي» وهو اسم مستوحى من احد رسوم الجرافيتي التي تكسو الجدران.

خلال زياراته السابقة كان فاهي، وهو صاحب مدونة بعنوان «برلين المهجورة» في اشارة الى الاستكشاف الحضري في برلين، يلتقي عددا اقل من الناس. الا ان الاستكشاف الحضري (اوربن اكسبلوريشن) اصبح ينتشر في العالم بأسره.

وفي مؤشر الى هذا النجاح يعطي البحث عن هذه الكلمة عبر «جوجل» اكثر من سبعة ملايين نتيجة.

وولد هذا النشاط في الثمانينات ويقوم على الدخول الى مكان مهجور عام او خاص لاستكشافه بطريقة غير قانونية بشكل عام.

وقواعد هذا النشاط صارمة فلا يمكن الدخول الى المكان بالكسر ولا يمكن اخذ اي شيء منه مع امكانية التقاط الصور او اشرطة الفيديو.

ولا يمكن ابدا نشر عنوان المكان الذي تتم زيارته.

ولم يفلت «مستشفى الزومبي» شأنه في ذلك شأن مواقع اخرى في برلين من هذا الميل.

في احد الابنية يحاول ماكس وميلا وهما لاتفيان تحليل رسوم جرافيتي على الجدران.

ثمة شظايا زجاج تحت اقدامهما فيما تنتشر الحفر في الارض والسقف منهار.

وقد غطيت الجدران برسوم جرافيتي فيما انتزعت النوافذ والأبواب وباتت مطروحة على الأرض.

ويوضح ماكس (27 عاما) «بدأنا برؤية كيف كانت الامور سابقا وكيف ان الطبيعة تفرض نفسها مجددا على المكان».

وتزخر برلين بأماكن شبيهة بعيادة التوليد من ثكنات سوفييتية سابقة باتت مهجورة الى مراكز تجارية مهملة ومعهد تشريح خال وملاجئ محصنة منسية، وهي مخلفات من تاريخ برلين الذي طبع خلال القرن العشرين بالنازية والحرب العالمية الثانية والتقسيم بين الغرب والشرق ومن ثم سقوط جدار برلين وانهيار ألمانيا الشرقية التي اجتاحت الأشواك مبانيها التي بات لا نفع منها.

الا ان هذه الاماكن تثير اهتمام محبي سياحة الاماكن المهجورة وجعلت من برلين احد معاقل هذا النشاط على غرار ديترويت او ملبورن. ويؤكد سياران فاهي «الاهتمام زاد جدا في السنوات الاخيرة» إلا ان الطابع السري لجانب من هذا النشاط يجعل من المستحيل احصاء عدد الأشخاص الذين يمارسونه.

وأثار هذا النشاط شهية شركات خاصة باتت تقترح بالاتفاق مع المالكين زيارات في مقابل اجر للاماكن المهجورة ومن بينها خصوصا محطة الرصد الامريكية «توفلسبرغ» وكراتها الجيوديزية وهي من مخلفات الحرب الباردة.

وقد فرض رسم على دخول المحطة الان. اسس اندرياس بوتغر في عام 2010 وكالة «غو تو نو» التي تقترح زيارات مدفوعة الى «مواقع» عدة في برلين من بينها مركز بيليتس الاستشفائي الذي يحظى باهتمام كبير من قبل مستكشفي المدن.

وتوضح ايفا هنكل الناطقة باسم بلدية برلين التي تملك الكثير من الاماكن المهجورة ان بعض المواقع «خطرة لأنها متداعية». وتحذر «انهم يتحملون المسؤولية كاملة عندما يلجون مكانا متجاهلين لوحة كتب عليها ممنوع الدخول».