1076472
1076472
المنوعات

القهوة وأنواع الشاي الجديدة تزاحم تناول الشاي التقليدي في بريطانيا

05 أغسطس 2017
05 أغسطس 2017

لندن ـ (د ب ا): وقت تناول الشاي والفكاهة السوداء التي تدور حول مواضيع تعتبر عمومًا تابوهات أو أمورا «محرم الخوض فيها»، والطقس المتغير، هي في الغالب الأمور التي ترد على الذهن عند التفكير في بريطانيا.

ولكن الفكرة الراسخة حول اعتبار بريطانيا أمة شاربي الشاي بدأت تتراجع بالنسبة للشباب.

حتى مع اللبن والسكر، ينظر الشباب بصورة متزايدة لشاي الإفطار التقليدي على أنه ممل، في حين يعتبر شاي الأعشاب والفواكه أكثر صحة.

وعلى الرغم من أن شاربي الشاي مازالوا يمثلون أغلبية في بريطانيا، تشق القهوة طريقها سريعا بين المواطنين.

وقطاع الشاي على علم بصورته المتداعية، حيث إن معدل تناول الشاي يشهد تراجعا منذ فترة طويلة.

وفي الفترة مابين 1974 و 2014، تراجع معدل ما تناوله البريطانيون من الشاي بأكثر من النصف، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.

وتشير أحدث الاستطلاعات إلى توجه مماثل.

ويقول ريتشارد كانيس من شركة مينتيل لأبحاث السوق « ما زال الاستهلاك يشهد تراجعا».وفي الفترة ما بين 2013 و2015، تراجعت مبيعات أكياس شاي الإفطار بنسبة 14 %.

وتراجع الاستهلاك بنسبة 6 % أخرى.

وفي نفس الوقت، يتجه البريطانيون بصورة أكبر لتناول القهوة.

وبالنسبة للكثير من المواطنين، أصبح تناول كوب من القهوة فى الطريق للعمل من الطقوس اليومية.

وبمجرد وصولهم لمكاتبهم يبدأون في تناول الشاي، المشروبان ليسا متنافرين، ويقول باحثون في السوق إن الكثير من البريطانيين يتناولون المشروبين.

ولكن عندما يتعلق الامر بالشاي، فإن هناك فجوة متزايدة بين الأجيال.

فالبريطانيون ممن يبلغون من العمر أكثر من 50 عاما يحبون تناول كوب من الشاي، وهو جزء يومي من حياتهم، وهم يتناولون من خمسة لستة أكواب في المتوسط يوميا.

الشباب ليسوا بمثل هذا الحرص الشديد على تناول الشاي.

تقول اليس هينز، التي تنتمي للفئة العمرية من 25 إلى 34 « لا أحب مذاق هذا الشيء ».

ومثل الكثيرين في جيلها، تفضل اليس الشاي الأخضر.

ويقول كانيس « مبيعات الشاي الأخضر زادت بنسبة 39% في الفترة ما بين 2013 و 2015 ».

كما ارتفعت مبيعات شاي الأعشاب والفواكه.

وأضاف كانيس « بالإضافة لذلك، يتناول الشباب المزيد من المياه».

ويتوقع المحللون استمرار تراجع مبيعات شاي الإفطار الانجليزي، مع تزايد استهلاك القهوة.

وخلال العام الماضي، تم بيع 90 ألف طن من الشاي في بريطانيا، في حين تم بيع 78 ألف طن من القهوة، وذلك بحسب ما قالته شركة يورومونتر الدولية لأبحاث السوق.

وتقول فيوليتا سكولا من شركة يورومونتر إنترناشونال إنه من المتوقع أن تضيق هذه الفجوة على مدار الأعوام القليلة المقبلة.

ويمثل التراجع البطيء للشاي مصدر أسى للكثير من كبار السن البريطانيين.

والآن اصبح الحفاظ على كوب شاي بعد الظهر التقليدي أمرا تهتم به الفنادق الفاخرة، بينما كانت كل أسرة من الطبقة المتوسطة أوالراقية في الماضي تجتمع بصورة روتينية لتناول الساندوتشات والكعك والشاي بعد الظهر.

ويقول ريتشارد موريس 72 عاما « الجميع يريد أن يأكل بصورة صحية هذه الأيام» مذكرا بـ« سيدات الشاي» اللاتي كن يدفعن عربات الشاي في أنحاء المكاتب في سبعينات القرن الماضي.

ولكن محبي الشاي لن يتخلوا عن ذلك بسهولة.

فبعض المطاعم في لندن تقدم قوائم طعام خاصة مصحوبة بالشاي، كما يوظف مطعمان اشخاصا مهمتهم تقديم الشاي، وذلك بحسب رابطة الشاي ومنقوع الأعشاب في انجلترا.

وفي حي توتينج بلندن، افتتح اليكس هولاند أول « حانة للشاي» في العاصمة البريطانية.

ويقول هولاند « هناك جو حانة ولكن بدلا من زجاجات البيرة نقدم الشاي». وتقدم قائمة الطعام كوكتيلات شاي مثل ايرل جراي وتونيك، ويبدو أن المستهلكين متحمسون لهذه الفكرة، ويقول سائح إيطالي « إنها فكرة رائعة».ومنذ عدة أعوام الآن، هناك مزرعتان للشاي ناجحتان في بريطانيا.

ففي مناخ كورنوول المعتدل، جنوب غرب انجلترا، تقوم مزرعة تريجوثنان بزراعة شجيرات شاي مستوردة من الصين.

كما أن الشاي الوارد من مزرعة في اسكتلندا يتم تقديمه في بالمورال، مقر إقامة الملكة إليزابيث الصيفي.

ويقول جيمي راسل من شركة ووي تي، التي تدير مزرعة دالريوش في بيرثشاير « قطاع الشاي مثل قطاع النبيذ، له علاقة بالارض والارتفاعات».ولكن الشاي الذي تتم زراعته في بريطانيا أكثر تكلفة بالمقارنة بالشاي الذي يتم استيراده من الصين والهند.

وتتكلف عشرة أكياس من شاي بعد الظهر من تريجوثان 20ر4 جنيه استرليني ( 50ر5 دولار)، أي نحو عشرة أضعاف ثمن علبة أكياس شاي عادية.