Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

الاستيطان الإسرائيلي والمستقبل الغامض !!

05 أغسطس 2017
05 أغسطس 2017

اذا كان من المعروف على نطاق واسع ان التمسك الإسرائيلي بالاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ، ورفض نتانياهو الاستجابة لطلب الرئاسة الفلسطينية بقيادة او مازن ، وقف عمليات الاستيطان كشرط لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات ، يشكل العقبة الأساسية أمام استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ، فان إقدام حكومة نتانياهو على البدء في إنشاء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية ، تتسع لأكثر من ألف وحدة سكنية ، يمثل في الواقع تحديا بالغ الدلالة ، ليس فقط للفلسطينيين ، ولكل القوى والأطراف الداعمة والمؤيدة لاستئناف عملية السلام مرة أخرى في الشرق الأوسط، ولكنه يمثل أيضا محاولة مفضوحة، لدفن حل الدولتين، وإنهاء أية فرص عملية له على ارض الواقع ، وهو ما ينبغي إدراكه والتفكير فيه بشكل عميق من جانب كل الأطراف.

ومع الوضع في الاعتبار ان تحرك نتانياهو لإنشاء هذا العدد الكبير من الوحدات الاستيطانية ، جاء بعد أيام قليلة مما حدث في المسجد الأقصى ، وكأنه نوع من الرد العملي على ارض الضفة الغربية بقضم المزيد منها، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية تباهى للأسف خلال وضعه حجر الأساس للمستوطنة الجديدة جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة بقوله ( نعمل بحماس من أجل الاستيطان ) ، وانه لم يسبق لحكومة إسرائيلية ان قامت بمثل ما تقوم به حكومته لصالح الاستيطان ، وهو كلام صحيح تماما ، فإن هذا التحدي السافر للفلسطينيين والعرب وللمجتمع الدولي ينبغي الرد القوي عليه ، على الأقل من جانب مجلس الأمن الدولي ، ومختلف المنظمات والهيئات الدولية والعربية ، بما في ذلك السعي الى التنديد بالموقف والممارسات الإسرائيلية على مستوى الرأي العام الدولي ، على أوسع نطاق ممكن . خاصة وانه مع تنفيذ بناء هذا الكم الكبير من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية ، وما تقوم به حكومة إسرائيل في القدس الشرقية المحتلة ، فإن الحديث عن حل الدولتين يصبح في الواقع مضيعة للوقت الى حد كبير .

غير ان السؤال الذي يفرض نفسه يدور حول المستقبل ، بعد تآكل حل الدولتين ، وما تريد إسرائيل الوصول إليه ، وهو أمر يتسم بالغموض الشديد ، وينطوي بالفعل على مخاطر كثيرة ، تمتد بالضرورة الى إسرائيل ذاتها ، لأن دفن حل الدولتين يجعل البدائل الأخرى اكثر صعوبة ، خاصة وان استمرار الوضع القائم ، كما تأمل إسرائيل فيما يبدو ، لن يكون ممكنا لأسباب كثيرة، فلسطينية واقليمية ودولية ، بل وإسرائيلية أيضا. ومن شأن ذلك ان يثير القلق والمخاوف مما تدفع إسرائيل المنطقة إليه غدا وبعد غد.

فهل تعي حكومة نتانياهو ذلك ؟ أم أن الحسابات الحزبية وتعقيدات الوضع الداخلي في إسرائيل تجعل حكومتها تهرب الى الأمام عبر إنشاء المزيد من المستوطنات للحفاظ على تأييد المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين لها، بغض النظر عن أي شيء آخر؟.