صحافة

البلغارية: حسن جوار مستجد بين مقدونيا وبلغاريا

05 أغسطس 2017
05 أغسطس 2017

في الأول من شهر أغسطس من العام الحالي2017 وقَّعت كل من بلغاريا ومقدونيا اتفاقاً لحسن الجوار. هذه المبادرة تهدف إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات بين بلدين أوروبيين طالما كانت العلاقات بينهما دقيقة وحذرة. عملياً، الاتفاق الجديد يلحظ إنشاء خط سكك حديد يربط البلدين كما يبيِّن الرغبة الثنائية بمعالجة الخلافات التاريخية التي باعدت بين البلدين. جريدة «ستاندارت» البلغارية تعتبر التقارب البلغاري المقدوني بمثابة وضع سينعكس ايجابيا على الوضع العام في كل دول منطقة البلقان حيث الدول تتخاصم دوماً مع جيرانها، كمثل الخلاف اليوناني مع مقدونيا حول الإسم الواجب اعتماده لهذه الدولة. وكمثل الخلاف على الحدود المشتركة بين كوسوفو ومونتينيجرو - الجبل الأسود. كما أنَّ لدول البلقان خلافات لا يتم تداولها بعناية إلَّا نادراً في الأوساط الرسمية الأوروبية، مما يزيدها تعقيداً ويعيق النمو الاقتصادي لهذه الدول. لذلك، فإنَّ اتفاق حسن الجوار بين مقدونيا وبلغاريا يجب أن يكون عبرة لكل دول البلقان فعندما تصبح النوايا السياسية حسنة تتحلحل الأمور بدل أن تتخلخل، وربما يكون هذا الاتفاق بمثابة تمهيد كي تتقبَّل الدولة اليونانية فكرة انضمام مستقبلي لمقدونيا إلى مجموعة دول حلف شمال الأطلسي. من جهتها، جريدة «دوما» البلغارية وصفت إنشاء الدولة المقدونية بأنه نتيجة لحدث تاريخي مؤسف. تضيف الجريدة بأنَّ الاتفاق البلغاري المقدوني ينص على اللجوء للجنة خبراء من أجل حل الخلاف الحدودي بينهما. لكن الجريدة لا ترى ضرورة لمثل هذه اللجنة فلا يوجد بلغاري واحد يقر بوجود مستمر منذ ما قبل عام 1945 للدولة المقدونية كما هي معروفة حالياً. فهذه الدولة المقدونية تسكنها، منذ أكثر من ألف عام، أغلبية بلغارية وكان الشعب المقدوني يتكلم اللغة المحكية البلغارية. المقدونيون ينتفضون عندما يحدثهم أحد عن جذورهم البلغارية فماذا سيحل بهم وكيف ستكون ردة فعلهم عندما يصدر تقرير عن لجان الخبراء وتكون نتيجته أنه قبل العام 1945 كان البلغاريون مقدونيين وكان المقدونيون بلغاريين والكل كان يعيش تحت سماء بلغارية وفي سياق تاريخ مصيري واحد قبل أن تتولى قوى خارجية عظمى إنشاء دولتين منفصلتين عن بعضهما البعض في نهاية الحرب العالمية الثانية.