صحافة

يجب ألا يكون لقاء أبو مازن ووفد حماس مجرد اجتماع عابر!!

04 أغسطس 2017
04 أغسطس 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: يجب ألا يكون لقاء أبو مازن ووفد حماس مجرد اجتماع عابر!!، جاء فيه:

كان لقاء الرئيس أبو مازن مع وفد من حماس برئاسة ناصر الدين الشاعر، مفاجئاً وسريعاً، ولكن دلالاته والتوقعات بعده كانت كبيرة. لم يتوقع أحد مثل هذا اللقاء في الوقت الذي يزداد فيه الانقسام حدة وتعمقاً وتجري تحركات في قطاع غزة تحديداً لتشكيل محور جديد ضد السلطة في الضفة وتتصاعد الاتهامات والانتقادات المتبادلة بين طرفي الانقسام ..

وقال الشاعر إن اللقاء كان دافئاً وصريحا وعملياً، وتم فيه بحث كل القضايا العالقة والمطالب المتناقضة لكل طرف ومن الذي يبدأ بالتحرك الفعلي وذلك بسبب غياب الثقة من جهة والمصالح المتضاربة من جهة أخرى.

وكما هو معروف فإن الانقسام قد أنهك القضية الوطنية والموقف السياسي لشعبنا، كما أضعف التأييد لنا على مستويات عربية وإسلامية مختلفة. ولاسيما ان الممارسات الإسرائيلية المدمرة لحقوقنا ومستقبلنا تتصاعد بالاستيطان والتهويد ومصادرة الأرض وإقامة الجدران والحواجز في كل أنحاء الضفة وتتعرض القدس عاصمتنا الموعودة والحرم القدسي الشريف لهجمة متزايدة كما رأينا حين اقتحم المئات ساحات المسجد الأقصى ووضعوا العراقيل أمام الوصول إلى رحابه واعتقلوا الكثيرين وواصلوا سياسات هدم البيوت او مصادرتها.

لكن اللقاء بين الرئيس ووفد حماس، جاء في وقت فلسطيني وطني وصل الذروة في الانتصار الكبير الذي تحقق في المسجد الأقصى حين ثار شعبنا والمقدسيون في المقدمة، ضد إجراءات الاحتلال وأجبروه على إزالة البوابات والكاميرات والجسور التي أقامها، وقد خلقت هذه المواقف الرائعة دعما معنويا يفوق الوصف وحرّكت كل المشاعر والرغبات في العمل الجدي ليس لحماية الأقصى فقط وإنما لتحرير الأرض وإزالة الاحتلال، وإقامة الدولة المستقلة.

وفي هذه الحالة أصبح الانقسام اكثر من حالة مرفوضة وصار تحقيق الوحدة المطلب الوطني الأول، وهذا مما زاد من أهمية اللقاء بين الرئيس ووفد حماس. وحتى لا نظل ندور في حلقة التمنيات والمطالبة اللفظية وحتى يبدأ العمل فعلا لتحقيق المصالحة لابد من التخلي أولاّ عن المصالح الفئوية لدى القيادات كلها وتغليب المصلحة الوطنية، ولا بد من استعادة الثقة بين الطرفين المنقسمين، وهذا كله لن يتحقق إلا من خلال رزمة واحدة من الإجراءات والخطوات وفي وقت واحد، سواء في ما يتعلق باللجنة الإدارية التي شكلتها حماس أو بعض العقوبات التي ردت بها السلطة على هذه الخطوات، وتشكيل حكومة وفاق أو وحدة وطنية تكون مهمتها الأساسية «الإشراف على انتخابات رئاسية وتشريعية لكي يقول الشعب كلمته ويختار من يريد للقيادة.

ونأمل من رئيس وفد حماس الذي قابل الرئيس ومن حركة فتح والرئاسة أيضا، التحرك المشترك لتحقيق هذا الطلب الوطني المصيري وألا يتحول اللقاء إلى مجرد لقاء عابر وألا تبقى التوقعات والأمنيات الوطنية، مجرد حبر على ورق كما هي حال اتفاقات كثيرة سابقة..!!.