مرايا

محمد علي كلاي.. أسطورة الملاكمة الذي أبهر العالم

02 أغسطس 2017
02 أغسطس 2017

محمد علي كلاي هو كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور ولد عام 17 يناير 1942، ملاكم أمريكي سابق، يعتبر أعظم ملاكم من فئة الوزن الثقيل في تاريخ هذه الرياضة.

وهو شخصية مثيرة للجدل وبرز اسمه للجماهير ووسائل الإعلام في وقت مبكر من مسيرته، وذلك لميزته بالدفاع عن الحرية الدينية والعدالة العرقية وانتصار المبدأ على النفعية.

وهو واحد من الشخصيات الرياضية الأكثر شهرة في السنوات الـ 100 الماضية، توج (رياضي القرن) من قبل المصور الرياضي و(الشخصية الرياضية للقرن) من قبل الـ “بي بي سي”.

محمد علي كلاي بطل العالم للملاكمة في وزن الثقيل ثلاث مرات.

خاض محمد علي 61 نزالا خلال مسيرته حقق الفوز في 56 نزالا منها 37 مرة بالضربة القاضية و19مرة بقرار الحكم وتعرض للخسارة خمس مرات مرة واحدة منها فقط بالضربة القاضية وأربع مرات بقرار الحكام.

وكان أول نزال لعلي عام 1960 عندما كان يبلغ من العمر 18 عاما فقط وآخر نزال كان في عام 1981 بسن 39 عاما و328 يوما.

وخطف علي الأنظار في عام 1964 عندما فاز على الملاكم سوني ليستون ليحقق لقب بطولة العالم للوزن الثقيل وكان عمره آنذاك 22 عاما فقط ليزيح ليستون عن عرش الملاكمة ويصبح الملاكم الأول في عصره.

وفي عام 1970 خاض محمد علي نزالا ضد الملاكم جو فريزير وقسم على ثلاثة لقاءات فاز علي مرتين مقابل مرة لفريزير، ووصف بنزال القرن لأن كلا الملاكمين لم يكونا قد تعرضا للخسارة من قبل. وفي عام 1974 خاض علي واحدة من أقوى المباريات في تاريخ الملاكمة استطاع من خلالها التفوق على الملاكم الأسطوري جورج فورمان في زائير في غابة لذلك سميت المواجهة بـ”لقاء الغابة” ليخطف كلاي اللقب مجددا وصنفت لحظة الانتصار سابع أعظم لحظة رياضية في التاريخ.

في عام 1978 واجه علي ليون سبينكس في نيو أورليانز التي كسرت سجلات الحضور، وفاز علي بقرار الإجماع في المعركة، مما جعل منه أول بطل للوزن الثقيل ثلاث مرات.

في ربيع العام 1965 وبعد تتويجه بلقب بطولة العالم وبين ضجيج هتافات المعجبين، وبريق فلاشات آلات التصوير فجر علي مفاجأة من العيار الثقيل للعالم بأسره، ووقف وأعلن أمام ملايين الشهود الذين تحلقوا حول الحلبة وأمام أجهزة التلفاز إسلامه، مرددا: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وغير اسمه إلى “محمد علي كلاي “، ليبدأ وسط دهشة المشاهدين معركة أخرى مع الباطل، الذي أزعجه بأن يعلن إسلامه بهذه السهولة والبساطة.

وقال حينها: إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمرا طبيعيا يتفق مع الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير المتمعن، كانت بدايته عام 1960م حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحا عن الإسلام، إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي، وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة، حقيقة الله والدين والخلق.

لقد استغرقت رحلتي الإيمانية سنوات من المقارنة بين الإسلام و“المسيحية”، وكانت رحلة شاقة، فالكل من حولي ما بين مثبت ومضلل، والمجتمع نفسه مجتمع يشيع فيه الفساد، ويختلط فيه الباطل بالحق، ثم إن الدعاية الكنسية تصور المسلمين في صورة همجية، وترجـع أسباب تخلفهم إلى الإسلام، إلا أني وقد هداني الله ونور بصيرتي عمدت إلى التمييز بين واقع المسلمين اليوم، وحقيقة الإسلام الخالدة، إذ وجدت في الإسلام دينا يحقق السعادة للبشر جميعا، ولا يميز بين لون وجنس وعرق، فالكل متساو أمام الله عز وجل، أفضلهم عند ربهم أتقاهم، فأدركت أني أمام حقيقة ربانية لا يمكن أن تصدر عن بشر.

في عام 1966 تم اختيار محمد علي كلاي ليخدم في الجيش الأمريكي خلال حرب فيتنام، لكن الأخير رفض واعتبر نفسه معارضا لهذه الحرب وقال: إن هذه الحرب ضد تعاليم القرآن الكريم وأنه لا يمكن خوض الحروب إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله الكريم. وفي العام التالي 1967 وبسبب رفضه الالتحاق بالجيش الأمريكي تم سحب اللقب منه وتم إيقافه عن الملاكمة لمدة ثلاث سنوات ليخسر أفضل فترة في مسيرة أي رياضي “فترة الشباب”، لكن الأخير لم يأبه بالقرار وكبر شأنه في أعين محبيه.

وعاد علي بعد فترة الإيقاف التي فرضتها عليه السلطات المسؤولة واستمر في مهنته لأعوام عديدة وحصد لقب بطولة العالم للملاكمة مرتين بعد ذلك.

توفى أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي صباح يوم السبت الموافق 4/‏‏6/‏‏2016 عن عمر ناهز الـ(74 عاما)، وذلك بعد ساعات من دخوله المستشفى بسبب مضاعفات في الجهاز التنفسي، وكان قد عانى من مرض الشلل الرعاش لسنوات عديدة.

جنازته لم تكن كغيرها. جنازة أسطورية لشخص استثنائي. احتضنتها مدينة لويزفيل الأمريكية مسقط رأسه بحضور حشد هائل أمام أنظار العالم بأسره. وحمل الممثل الأمريكي الشهير ويل سميث وبطل العالم السابق في الملاكمة لينوكس لويس مع ستة أشخاص آخرين نعش الرجل الذي ولد في هذه المدينة ومات فيها.

أقوال مأثورة لـ”محمد علي”

* ليست هناك متعة في القتال، ولكن المتعة تكمن في الفوز

* كرهت كل لحظة من التدريب ولكنني كنت أقول: لا تستسلم، اتعب الآن ثم عش بطلا بقية حياتك.

* أعرف طريقي وأعرف الحقيقة ولا أريد أن أكون كما تريده أنت .. أنا حر أن أكون كما أريد أن أكون.

* من لا يجد في نفسه الشجاعة الكافية للمخاطرة لن يحقق شيئا في حياته.

* ثمة أمور في الحياة أفضل من ضرب الآخرين.

* الشخص الذي لا يتحلى بالشجاعة الكافية لمواجهة الأخطار لن يحقق إنجازا في الحياة.

* السكوت من ذهب عندما لا تستطيع أن تفكر في إجابة جيدة.

* إن أسلوبي في المزاح هو أن أقول الحقيقة. فهي أطرف نكتة في العالم.

* الديك يصيح فقط عندما يرى النور. ضعه في الظلام وسوف لن يصيح أبدا. لقد رأيت النور وأنا أصيح.