421
421
المنوعات

جديد السينما الهوليوودية.. «البرج المظلم» تحقق حلم انطلاق سلسلة جديدة من «8» أجزاء

01 أغسطس 2017
01 أغسطس 2017

لوس أنجلوس- «د.ب.أ»: طوال سنوات ظلت رواية «البرج المظلم تنتظر على الطاولة مستجدية نظرة من أحد المتخصصين لتحويلها إلى معالجة سينمائية، إلا أن العديد من المشكلات حالت دون تحقق حلم ستيفن كينج بنقل روايته ذات الثمانية أجزاء إلى الشاشة الكبيرة. ولكن أخيرا حان الوقت ليصبح الحلم حقيقة على يد نجوم من العيار الثقيل أمثال نجم الأوسكار ماثيو ماكونهي، والبريطاني إدريس إلبا.

تصدى لإخراج المشروع، وبميزانية تقدر بنحو 60 مليون دولار، المخرج والسيناريست الدنماركي نيكولاج ارسيل، والذي ترشح فيلمه «غراميات ملكية» عام 2012 لنيل الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي. تدور أحداث الفيلم حول شخصية إلبا، ويلعب دور رجل السلاح العنيف رونالد دشيان، وهو أحد أعضاء جماعة « gunslingers « التي اشتهرت في الولايات المتحدة بخطورة أعضائها حيث يحملون السلاح.

تدور الأحداث في إطار من الفنتازيا وأفلام الويسترن. يقوم دشيان بمهمة حراسة «البرج المظلم»، وهو مبنى أسطوري تدور حوله شائعات وتكتنفه الكثير من الأسرار، نظرا للاعتقاد السائد بأنه يصل بين عوالم مختلفة.

في طريقه للبحث عن البرج، يلتقي دشيان بالساحر والتر باديك، ويجسد شخصيته ماثيو ماكونهي، حيث يجمعهما طموح الوصول إلى البرج المظلم من أجل السيطرة على العوالم اللانهائية التي تموج في أعماقه. وسط هذه الأحداث العنيفة، يكتشف الصبي المغامر جيك شامبرز (توم تايلور) علامات تقوده إلى عالم مواز يعرف باسم ميد وورلد.

مر المشروع بمشوار طويل جدا خلال عملية الانتاج، وطاف بقائمة طويلة من استديوهات هوليوود، وتنقل بين أياد كثير من المخرجين والمنتجين، منذ عام 2007، عندما بدأ الحديث حول تحويل سلسلة روايات كاتب الرعب المتميز ستيفن كينج، ليس فقط لسلسلة أفلام، بل وأعمال تليفزيونية أيضا.

ظل العمل لسنوات مطروحا على ج.ج. ابرامز، مسؤول إعادة إحياء سلسلة الفضاء والخيال العلمي، ستار تريك، لينتقل المشروع بعد ذلك إلى يد رون هاورد، مخرج «شيفرة دافنشي» بطولة توم هانكس، و»العقل الجميل» بطولة راسيل كرو.

في ذلك التوقيت رشح للبطولة نجمان من أصول إسبانية، هما فيجو مورتنسن «وعود الشرق» وخابيير بارديم، الذي لعب دور الشرير في آخر أفلام قراصنة الكاريبي. كما تم تداول أسماء مرشحين محتملين آخرين مثل بطل مسلسل الجريمة الأمريكي «التحول للشر» آرون بول، ونجم «جلاديتور» راسيل كرو، ونجم «المخطوفة» و»حرب النجوم» ليام نيسون، قبل أن يستقر رأي شركة سوني، التي تقرر بصورة نهائية قيامها بإنتاج الفيلم على كل من إدريس إلبا وماثيو ماكونهي لتقديم العمل على الشاشة برغم صعوبة المعالجة وكثرة مشاهد الأكشن والمغامرات والخيال الأسود. يذكر أنه كان مقترحا في البداية قيام استديوهات يونيفرسال بإنتاج المشروع مع خطط مستقبلية لتنفيذ ثلاثة أفلام ومسلسل تليفزيوني، ولكن الميزانية الضخمة المطلوبة كانت عائقا في أن تخرج هذه الأعمال للنور. علماً أن رون هوارد أحد منتجي النسخة الجديدة كان من المفترض أن يقوم بإخراج النسخة الأولى من السلسلة علي الأقل.

بعد فشل يونيفرسال اتجه المشروع لشركة عريقة أخرى وهي وارنر براذرز، لكن الشركة رفضت العرض. مرة أخرى، الميزانية الضخمة كانت من ضمن الأسباب الرئيسية للرفض.

يعتبر ارسيل سعيد الحظ لتعاونه مع اثنين من النجوم المميزين، نجحا في استيعاب معالجته وتقديم رؤيته بالصورة اللائقة. «ماكونهي ممثل رائع يمكنه تقديم جميع الأدوار»، يؤكد المخرج الدنماركي، أن هذا كان رأيه في أداء ماكونهي لشخصية والتر، التي يجسدها في الفيلم. ويوضح: «بصفتي من أشد المعجبين بكتابات وأعمال ستيفن كينج، قرأت السلسلة بتمعن، وتخيلت أكثر من ممثل مؤديا لشخصية والتر، وأخيرا اختمر في ذهني أن أفضل أداء لها سيكون على يد ماكونهي».

أما بالنسبة لأداء شخصية إلبا، فقد عقد المخرج معه أكثر من جلسة عمل، لكي يرى مدى استيعابه وفهمه لطبيعة شخصية رونالد دشيان. «وجدت أن بيننا توافقا تاما في الرؤى والأفكار»، يتابع المخرج الدنماركي، فيما يؤكد إلبا «لقد صنعنا فيلما عظيما»، معربا عن سعادته الغامرة بالعمل في فيلم تحمل قصته توقيع ستيفن كينج، مشيرا إلى أنه ملم بأعماله ومؤلفاته منذ زمن بعيد. «لديه قدرة فائقة على إبداع شخصيات بالغة التعقيد، مصممة بعناية فائقة ولديها عمق واضح»، أكد النجم البريطاني. ويتفق ماكونهي مع هذا الراي تماما، معربا عن سعادته لمشاركتهما في السلسلة من بداياتها، موضحا «أحببت العمل مع المخرج، وأعجبني تصوره الفني عن المشروع، وأجد نفسي بقوة في الشخصية التي صاغها عن رواية كينج».

كما هو واضح، يفتح الجزء الأول الباب أمام عملية مواصلة سبر أغوار عالم بالغ التعقيد، أبدعه قلم كينج وأودع سره بين صفحات أجزاء روايته الثمانية. ومن ثم، إذا حالف الحظ العمل ولاقى النجاح المتوقع في شباك التذاكر، فقد تكون هذه بداية سلسلة طويلة وممتدة لنوعية من الأعمال تتماشى مع الخط السائد في هوليوود هذه الأيام.