tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :السوق الإلكتروني والسوق المحلي!

31 يوليو 2017
31 يوليو 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

أصبح السوق الإلكتروني منافسًا قويًا جدًا للسوق المحلي، وخاصة للعلامات التجارية المحلية. فقد اتسع السوق الالكتروني وتشعب، واتخذ أساليب وطرق جذب جعلت الإعلان عن منتجاته تحت سمعنا وبصرنا، ونحن نتصفح التطبيقات المختلفة في الجوال في سهولة ويسر نرى الإعلانات التي تغري المرأة كما تغري الرجل، مع كل أنواع البضائع التي نتخيلها، وفي أحدث إصداراتها، ومع خصم جيد وسرعة توصيل ولو كنت في بلاد الواق واق. كنا نشكو من سيطرة العلامات التجارية الخارجية على ذائقتنا، والآن أصبحت السيطرة أقوى وأكثر تحكمًا، فهي تغزونا في هواتفنا عبر جوجل. فجوجل بامبراطوريته الإلكترونية الضخمة أصبح يأتيك بالإعلان في الحاسوب والهاتف الجوال، ومن خلال أي برنامج أو تطبيق، حتى لو كان تطبيقًا لقراءة القرآن الكريم؟!والسوق الإلكتروني يحوي ما نحتاجه وما لا نحتاجه، بينما المحلي غارق في أسلوب طرح وإعلان رتيب، ويراوح مكانه، فلا خصومات مغرية جدا، ولا تطوير كما في السوق الإلكتروني.

لذا فالأسواق هادئة وحركة الشراء باردة، وتقفل محلات بسبب الخسارة، وتفتح أخرى بدون أي جديد، مع شعور باليأس لدى أصحابها. إن العماني في السوق المحلي - ولا أقصد الذي يديره الوافد، فالوافد له طرقه للجذب، وإنما أقصد الذي يديره الشباب العماني الطموح - إذا لم يتصرف بذكاء، ولم يتصرف بطرق أكثر فاعلية وحنكة فإنه سيخسر كثيرًا. ففي السابق كان أمام تحدي العلامات التجارية الخارجية المعروفة، أما الآن فهو أمام أسلوب إعلان وبيع وحسومات مغاير ومنافس له بقوة. وإذا استمر الحال هكذا ففي خلال سنوات لن يضطر الكثير من الناس للخروج من بيوتهم للتسوق.إنَّ أمام السوق المحلي العماني فرصة قوية للتجديد والابتكار، لأنه سوق واقعي وليس افتراضي، فإذا استخدم الأوعية الإلكترونية للإعلان والجذب وطرح الحسومات ونافس بطرق مبتكرة، أي استخدم أدوات السوق الافتراضي. فإنه مازال يملك مكامن القوة، فقط عليه أن يقوم بالفعل الضروري والمهم.