1069720
1069720
عمان اليوم

«البيئة»: استصلاح الأراضي باستقطاب الضباب و استزراع النباتات البرية لمواجهة التصحر

29 يوليو 2017
29 يوليو 2017

1408 عدد أنواع الأشجار والنباتات البرية العمانية بمختلف المحافظات -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

اعتمدت وزارة البيئة والشؤون المناخية عددا من المشاريع لمكافحة التصحر من بينها مشروع إعادة استصلاح الأراضي ومكافحة التصحر باستخدام تقنيات استقطاب الضباب بمحافظة ظفار، كما تقوم حاليا بتنفيذ مشروع إعداد الخرائط ورصد وتخفيف تدهور الأراضي في السلطنة في كل من محافظة ظفار ومحافظة جنوب الشرقية ونيابة الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية وذلك بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، كما فعّلت الوزارة جانب التثقيف البيئي من خلال إقامة فعاليات وأنشطة توعوية لمختلف شرائح المجتمع حول مكافحة التصحر، بالإضافة إلى استزراع الأشجار البرية المحلية، ونفذت عدد المبادرات والحملات للمحافظة على النباتات البرية واستزراعها في البيئات الطبيعية بمشاركة المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

مخاطر المسكيت

وواجهت وزارة البيئة والشؤون المناخية مخاطر شجرة المسكيت بمشاركتها في الحملة الوطنية لإزالة أشجار المسكيت التي تديرها وزارة الزراعة والثروة السمكية من خلال اللجان وفرق العمل الخاصة بإدارة الحملة وتنفيذ برامج الإزالة، ومشاركة الوزارة في اختيار المواقع الملائمة للتخلص من مخلفات هذه الأشجار وضمان عدم الإضرار بالحياة الفطرية أو البيئة الطبيعية، كونها من الأنواع الغازية في البيئة العمانية والتي تتسبب في عدد من التأثيرات السلبية والمخاطر على البيئة الطبيعية والحياة الفطرية في السلطنة كالقضاء على النباتات المحلية والتنافس معها، والذي بدوره يؤدي إلى تناقص الأشجار المحلية في البيئة وسيادة شجرة المسكيت وانتشارها بشكل واسع في المراعي الطبيعية والمساحات الزراعية، حسبما أشار المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي، مدير عام صون الطبيعة بوزارة البيئة والشؤون المناخية.

وأوضح الأخزمي تأثير شجرة المسكيت على الحيوانات التي تتغذى على ثمارها والذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى نفوق الحيوان، وقال إنها تستهلك الكثير من المياه الجوفية وتوثر على التربة الزراعية وتقوم بإفراز مواد مثبطة تقلل من قدرة الأنواع الأخرى على النمو في المواقع التي تنمو فيها تلك الأشجار.

وأكد الأخزمي على أثر استزراع الأشجار البرية في محاربة تحديات التصحر، كمصدات طبيعية لمنع انجراف التربة وزحف الرمال على تلك المواقع الحيوية، لما للأشجار من دور رئيسي في التخفيف من ظاهرة التصحر حيث باعتبارها أحد اهم الحلول لمجابهة هذه الظاهرة من خلال الاهتمام بالمحافظة عليها والتوسع في زراعتها لتكوين أحزمة خضراء حول المباني والطرق ومداخل المدن والمزارع والأراضي الرعوية للعمل، وأشار الشكيلي الى أن تواجد الأشجار في أي نظام بيئي من أهم دعائم تنوع الكائنات والعلاقات البيئية في ذلك النظام، وقال إن المناطق الصحراوية والجافة لا تتوفر بها مصادر كافية للمياه، وبالتالي تصبح أكثر عرضة لمشكلة التصحر، وأوضح أهمية مراعاة مواقيت السنة المختلفة تزامنا مع الزراعة، حيث إن بعض الأشجار تنمو في درجة حرارة عالية ويتم زراعتها في الصيف والآخر يفضل زراعته في فصل الشتاء، فمتى توفرت مقومات نمو الأشجار أسهم ذلك في تكوين بيئة طبيعية تضمن عدم تعرضها لظاهرة التصحر.

وأشار الأخزمي إلى «مبادرة أشجار» التي أطلقتها وزارة البيئة والشؤون المناخية من أجل المحافظة على النباتات البرية من خلال إكثارها والتوسع في زراعتها، نظرا للأهمية البيئية والاقتصادية والثقافية للنباتات البرية كونها مصدرا كبيرا للصناعات الغذائية والدوائية بالإضافة إلى دعمها لحياة الكثير من الكائنات الحية وتحافظ على توازن الأنظمة البيئية. وأشار إلى أهمية زيادة الرقعة الخضراء وسعي الوزارة إلى توحيد الجهود وتوسيع الشراكة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص للمحافظة على البيئة الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة، وأكد أن الوزارة تلقت العديد من ردود الأفعال والتفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة خلال العام الماضي، حيث سعى القائمون بالمبادرة إلى إعداد استمارة إلكترونية للمشاركة في المبادرة لتسهيل عملية التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، والتواصل مع الإدارات المسؤولة عن إدارة مشاتل النباتات البرية التابعة للوزارة للتأكد من جاهزيتها وتعيين نقاط تواصل للتنسيق معها، وأكد أن الوزارة توفر مشاتل النباتات البرية لجميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد للمشاركة في المبادرة وتحمل المسؤولية في حماية البيئة وتنمية مواردها الطبيعية.

مشاتل نباتات برية

وقال إن السلطنة أنشأت ثلاثة مشاتل لإنبات النباتات البرية وهي مشتل مركز تأهيل وإكثار الحياة الفطرية في ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، ومشتل مركز إكثار النباتات البرية بمحمية حديقة السليل الطبيعية بولاية الكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية ومشتل مركز إكثار النباتات البرية بقيرون حيريتي في محافظة ظفار، نظرا لما تزخر به السلطنة من تنوع في النباتات البرية المختلفة التي تنتشر على أرجاء السلطنة، حيث أشار الأخزمي إلى توفر 1408 أنواع من الأشجار و النباتات البرية العمانية بمختلف محافظات السلطنة، ويأتي تنوع النباتات في البيئة العمانية إلى أسباب متعددة أبرزها طبيعة التربة ونسبة المياه وكذلك درجة الحرارة، فالنباتات البرية التي تنمو في السلطنة تختلف باختلاف المنطقة التي تتواجد فيها، ولذلك طبيعة النباتات التي تنمو في شمال عمان تختلف عن النباتات التي تنمو في جنوب عمان بسبب اختلاف المناخ وخاصة في فصل الصيف، كما أن لهذه النباتات فوائد مختلفة فبعضها لها فوائد اقتصادية وبعضها الآخر فوائد طبية وعلاجية كمصدر جيد لتغذية الحيوانات، وقال إن ما يميز النباتات البرية العمانية هو قدرتها على تحمل درجات الحرارة العالية ونقص المياه.

إجراءات قانونية

وأشار الأخزمي إلى أن الوزارة قامت باتخاذ عدة إجراءات قانونية لمنع الإضرار بالموائل الطبيعية وحماية الحياة الفطرية من خلال سن القوانين والتشريعات لصون الطبيعة ومنها قانون حماية البيئة ومكافحة التلوث المرسوم السلطاني (114/‏‏‏2001) وقانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (6/‏‏‏2003) وإنشاء وحدات حماية الحياة الفطرية في مختلف محافظات السلطنة وإدراج بعض المناطق كمناطق صون وتشديد الرقابة عليها لمنع قطع الأشجار البرية.

كما أكد الأخزمي على زيادة الوعي العام بأهمية الأشجار البرية خلال الأعوام الأخيرة، ويعبر عنه من خلال التفاعل المجتمعي الكبير للمشاركة في برامج الاستزراع وحماية المواقع الطبيعية، وأوضح أن البلاغات أو التعديات على الأشجار البرية تعد تشكل مهددات كبيرة ضد الأشجار البرية، ولكن التشديد على تطبيق القوانين والرقابة الدورية بالإضافة إلى استمرارية التوعية يعتبر مطلبا أساسيا لضمان المحافظة على الأشجار والحياة البرية في البيئة العمانية.

تدهور الأراضي

كما قامت الوزارة بوضع آليات لمتابعة طلبات قطع الأشجار البرية والوقوف على الأضرار عليها واقتراح الحلول المناسبة للتعامل مع كل طلب لضمان استدامة هذه الأنواع وتقليل الأضرار إلى الحد الأدنى، وكما قامت بتنظيم عملية إصدار تصاريح جمع ونقل الحطب اليابس (الاحتطاب) لمنع التعدي على الأشجار الخضراء واستدامتها.

وفي إطار الجهود التي تبذلها الوزارة للحد من ظاهرة التصحر وتدهور الأراضي، فقد عقدت العديد من الندوات وحلقات العمل الوطنية للوقوف على مسببات وآثار ظاهرة التصحر، واقتراح الحلول الكفيلة للتخفيف من هذه الظاهرة، كما تحتفل الوزارة مع دول العالم باليوم العالمي لمكافحة التصحر والذي يصادف 17 يونيو من كل عام والذي يأتي هذا العام تحت شعار «أرضنا.. بيتنا.. مستقبلنا» وذلك لزيادة تسليط الضوء على هذه المشكلة العالمية ورفع الوعي المحلي بأهمية المساهمة في التخفيف من التأثيرات على البيئة العمانية.