1070652
1070652
العرب والعالم

الأمم المتحدة : الوضع الإنساني في سوريا «صعب» ومئات الآلاف من المدنيين يحتاجون مساعدات

28 يوليو 2017
28 يوليو 2017

الجيش السوري يتقدم في ريف الرقة والتحالف الدولي يقصف دير الزور -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:-

وصفت الأمم المتحدة، الوضع الإنساني في سوريا بأنه «صعب»، مشيرة إلى أن مئات الآلاف من المدنيين لا زالوا يحتاجون إلى المساعدات، رغم التوصل لاتفاق «خفض التوتر» متهمة الحكومة السورية والمعارضة بعرقلة إدخال المعونات.

ونقلت وكالات أنباء عن مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ارسولا مولر قولها، أمام مجلس الأمن، أنه «لم يتم السماح لأي قافلة مساعدات بالوصول إلى المدنيين في 11 منطقة محاصرة».

وأضافت ان «الحماية والوضع الإنساني لا يزالان صعبين تماماً بالنسبة للمدنيين في العديد من أنحاء سوريا، رغم انخفاض حدة القتال في محافظة درعا وغيرها من المناطق»

واتهمت مولر «الحكومة السورية بمنع قوافل المساعدات من الدخول»، إلا أنها قالت ان «الجماعات المسلحة تعرقل كذلك دخول تلك القوافل خصوصاً في إدلب ومحافظات سوريا الشرقية». وجا ذلك في وقت أعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن العوائق الحقيقية أمام عمليات الوصول الإنساني في سوريا هي إرهاب تنظيمي «داعش» و«النصرة» والمجموعات المرتبطة بهما والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري واستمرار بعض الأطراف الإقليمية والدولية في التدخل السلبي بالشأن السوري.

وقال الجعفري «إن العوائق الحقيقية التي تعترض فعلا عمليات الوصول الإنساني هي أولا..الأوضاع الأمنية الحرجة الناجمة عن إرهاب داعش وجبهة النصرة وما يرتبط بهما من مجموعات وكيانات وأفراد هذا إلى جانب الاقتتال الدائم فيما بين المجموعات الإرهابية المسلحة منذ مدة وعدم سماحها بدخول القوافل أو إزالة الألغام من طريقها أو عدم اتفاقها على إدارة المعابر».

وأضاف الجعفري «ثانيا..التدابير الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على الشعب السوري والتي نتج عنها تداعيات سلبية خطيرة على الوضع الإنساني في سوريا بما في ذلك قطاعات الخدمات الأساسية من صحة ومياه وكهرباء وتعليم وخلقت هذه التدابير صعوبات لوجستية تعيق تنفيذ الخطط الإنسانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر محدودية عدد الشاحنات التي يستطيع الهلال الأحمر العربي السوري تسييرها إلى جانب نقص الوقود اللازم لتسييرها أضف إلى ذلك استهداف الطائرات الحربية الأمريكية لمحطات الطاقة ومحطات المياه والبنى الأساسية.

وتابع الجعفري «ثالثا..تراجع الحكومات المانحة عن التعهدات التي تعلن عنها بخيلاء في مؤتمرات دولية استعراضية تعقد في ظل تغييب كامل للحكومة السورية وهي المعني الأول بالأمر ما جعل نسبة تمويل خطط الاستجابة الإنسانية لا تتجاوز حتى اليوم 12 بالمائة فقط وهو عائق جوهري يتجاهل معدو التقرير حتى اليوم ذكره».

وقال الجعفري «رابعا..استمرار بعض الأطراف الإقليمية والدولية في التدخل السلبي بالشأن السوري بهدف تحقيق أجنداتها الهدامة وإطالة أمد الأزمة وعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي من خلال عملية سياسية وبقيادة سورية دون تدخل خارجي». وأكد الكرملين أن موسكو راضية بشكل عام عن عملية إنشاء مناطق خفض التوتر في سوريا، مشيرا إلى وجود ديناميكية إيجابية هناك.

وأوضح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن موسكو تقدر بشكل إيجابي سير تنفيذ الاتفاقيات بشأن إنشاء مناطق خفض التوتر في سوريا، مضيفا أن العمل في هذا الشأن يجري، ولكن، «ليس من دون صعوبات». وأكد بيسكوف على ضرورة استمرار الجهود الرامية إلى إنشاء منطقتين أخريين لخفض التوتر، من دون الإشارة إلى تفاصيل أخرى.

ميدانيا، أكد مصدر عسكري لـ(عمان) أن الجيش السوري وحلفاءه يتابعون عملياتهم في عمق البادية السورية على محور حقل «الهيل - السخنة» ويسيطرون على تل «أم خصم وجبل القليلات» جنوب غرب مدينة السخنة شمال شرق تدمر في ريف حمص الشرقي ويوقعون قتلى وجرحى في صفوف تنظيم داعش.

وأكد المرصد السوري «المعارض» إنَّ الجيشَ السوري حقق تقدماً في ريف الرقة الجنوبي الشرقي وأصبح على بعدِ نحو 4 كم عن بلدة «معدان» التي تُعدُّ آخرَ بلدةٍ يسيطرُ عليها تنظيم داعش في محافظة الرقة.

كما أضاف «المرصد» أنَّ الجيش السوري دخلَ الحدودَ الإدارية الغربية لمحافظة دير الزور، متقدماً من ريف الرقة الجنوبي الشرقي. واستهدف الجيش السوري مواقع تنظيم «جبهة النصرة» في جوبر وزملكا بعدة ضربات مدفعية.

وطالت غارات جوية مواقع لمسلحي تنظيم داعش في عقيربات وقليب الثور بريف حماه الشرقي. واستهدفت المجموعات المسلحة مواقع للجيش السوري على جبهات قطاع المرج في الغوطة الشرقية بقذائف الهاون.

وتمكنت وحدة من الجيش السوري من إسقاط طائرة استطلاع مسيرة ومحملة بالقنابل تابعة لمسلحي «داعش» في حي هرابش المحاصر بمدينة ديرالزور، ونفذ سلاح الجو الحربي السوري والروسي المشترك سلسلة غارات جوية على مقرات وتجمعات ونقاط تحصين تنظيم داعش في البانوراما ومحيط الفوج 137 والمقابر وجسر الرقة ومخفر عين أبو جمعة وبادية حقل كونيكو ويدمر تحصينات للمسلحين ويقضي على أعداد منهم في دير الزور وريفها.

واستهدف طيران التحالف الدولي البنى الأساسية والأهالي في منطقة المجاودة بريف البوكمال وحقل الورد النفطي ومنطقة الصالحية ومدينة الميادين حيث قتل 5 مدنيين وإصابة ما يقارب 20 آخرين جراءَ القصفِ صباح أمس على مدينة الميادين بريف دير الزور.

وحسب مواقع إعلامية، مقتل وإصابة العشرات من عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» إثرَ هجومٍ شنَّه داعش على معسكرٍ تابعٍ لـ«القوات» شرق بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي.

ووسط هدوء نسبي في جنوب غرب سوريا منذ التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوائل يوليو الحالي، حولت أجهزة الدفاع المدني في درعا التي تسيطر عليها المعارضة تركيزها إلى إزالة قنابل عنقودية غير منفجرة خلفتها الضربات الجوية.

ويضع رجال يرتدون سترات باللون الأزرق الفاتح شريطا أصفر حول أسطوانات صغيرة فضية مجنحة وإلى جوارها لافتات حمراء عليها رسم لهيكل عظمي وعبارة «خطر! أسلحة غير منفجرة».

وقال عضو بفريق متخصص من الدفاع المدني تلقى تدريبا العام الماضي في الأردن على إزالة الألغام إن الفريق تعامل مع نحو 100 قنبلة عنقودية في درعا وقرى قريبة الأسبوع الحالي وحده.

وبعد وضع الشريط واللافتات يكوم أفراد الدفاع المدني أجولة مملوءة بالتراب حول القنبلة العنقودية ثم يضعون أسطوانة متفجرات تحمل اللونين الأبيض والأزرق ويتدلى منها سلك أحمر.

يختبئ أعضاء الفريق الذين يرتدون زيا واقيا خلف أكوام التراب أو خلف مبان. ويحذر رجل يحمل جهاز تفجير متصلا بالسلك الأحمر زملاءه باللاسلكي. ثم يتصاعد التراب والحطام ويقل عدد القنابل غير المنفجرة في شوارع درعا.

وقال حسن الفشتكي عضو الفريق بالهاتف لرويترز «واجهنا صعوبات كثيرة من القصف والطيران والقذائف والأماكن المكشوفة. فقط حاليا بسبب الهدنة وهدوء سوريا، نحن حاليا نشتغل براحتنا».

تقع درعا في إحدى «مناطق عدم التصعيد» التي اتفقت الولايات المتحدة وروسيا والأردن عليها ضمن أول جهود تبذلها واشنطن لتحقيق السلام في سوريا بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة وعقب مرور ست سنوات على بدء الحرب.