1070686
1070686
العرب والعالم

«أنصار الله» يطلقون صواريخ في اتجاه السعودية والتحالف يشن غارات على صنعاء

28 يوليو 2017
28 يوليو 2017

«الصليب الأحمر» يتوقّع إصابة 600 ألف يمني بالكوليرا -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

أعلنت «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية» التابعة لجماعة «أنصار الله» عن إطلاق عدد من الصواريخ الباليستية متوسّطة المدى نوع «بركان1» على قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف بالمملكة العربية السعودية مساء أمس الأوّل.

وزعمت وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله» أن الصواريخ الباليستية «أصابت أهدافها مخلّفة خسائر كبيرة في القاعدة». وفي أعقاب إطلاق الصواريخ شنّت مقاتلات التحالف العربي في ساعات الصباح الأولى أمس سلسلة غارات عنيفة على العاصمة صنعاء سمع دويّها في أرجاء العاصمة بالتزامن مع تحليق مكثّف وفتح حاجز الصوت.

واستهدفت الغارات قاعدة الديلمي الجوية «المحاذية لمطار صنعاء الدولي»، ومدرسة الحرس الجمهوري بجولة الجمنة، وجبل عطّان من جهة شارع الستين بعصر، وجبل براش في نقم جهة سعوان، ومقرّ الفرقة الأولى مدرّع «المنحلة» من جهة الجامعة، ومعسكر النقل بجوار مجمّع« 22 مايو العسكري» في سواد حنش حيث تضرّرت المنازل المجاورة جرّاء تطاير الشظايا.

كما طالت الغارات مقرّ الأمن القومي في منطقة صرف، ومعسكر الخرافي بحولة آية، ومعسكر خشم البكرة ببني الحارث، ومعسكر الجميمة ببني حشيش، ومنطقة جربان في سنحان، ومعسكري السواد وضبوة باتجاه حزيز.

من جانبها أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن عن تمكّن قوات الدفاع الجوي في التحالف من اعتراض صاروخ باليستي أطلقه مسلّحو «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح «باتجاه منطقة مكة المكرّمة، في محاولة يائسة.

وقالت القيادة في بيان لها نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» إن قوات الدفاع الجوي تمكّنت مساء الأول من اعتراض صاروخ باليستي أطلقه المسلّحون «باتجاه مكة المكرّمة، حيث جرى اعتراضه فوق منطقة الواصلية بمحافظة الطائف التي تبعد 69 كلم عن مكة المكرّمة، دون وقوع أي أضرار». وأكدت قيادة التحالف، أن «استمرار تهريب الصواريخ إلى الأراضي اليمنية يأتي بسبب غياب الرقابة على ميناء الحديدة، وسوء استخدام التصاريح التي يمنحها التحالف للشحنات الإغاثية والبضائع.

في وقت يعجز المجتمع الدولي عن اتّخاذ قرار لمنع تلك الانتهاكات التي تطيل أمد الحرب وتعرّض حياة المدنيين للخطر». وجدّد التحالف تأييده لقرار الحكومة الشرعية اليمنية، لمسعى المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد للرقابة على هذا الميناء الحيوي.

من جانب آخر قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير إن تفشّي وباء الكوليرا لا يزال مثيراً للمخاوف، متوقّعاً تجاوز أعداد المصابين 600 ألف حالة بحلول نهاية العام مع بدء موسم الأمطار، في أمر غير مسبوق.

وأوضح ماورير في بيان صحفي بشأن زيارته لليمن «أغادر اليمن محمّلاً ببالغ الأسى إزاء محنة شعبه». وأكد أن «هذا التفشّي من صنع البشر. فهو نتيجة مباشرة لأكثر من عامين من الحرب، انهارت خلالهما منظومة الرعاية الصحية، فصار الناس يموتون نتيجة أمراض مزمنة يمكن علاجها بسهولة.

وتعطّلت الخدمات الرئيسية مثل التخلّص من القمامة، كما رأيت بصورة جلية في تعز». وحذّر من أنه «ما لم تبد الأطراف المتحاربة مزيداً من الاحترام لقوانين الحرب، أخشى ما أخشاه أن نتوقّع انتشار المزيد من الأوبئة في المستقبل». وأشار إلى أن «اليمنيين شعب قادر على الصمود، ولكن إلى متى؟ لقد شهدنا، في سوريا وغيرها، كيف يمتد عامان من النزاع إلى ستة، بل عشرة أعوام.

قد يكون مصير اليمن مختلفا، ولكني لا أرى الكثير من المؤشّرات التي تمنحنا هذا الأمل. فمعاناة شعب اليمن تزداد قسوة. لقد التقيت عائلات كانت تضّطر للوقوف أمام خيارات مستحيلة، بين شراء الخبز أو الماء أو الدواء لأطفالها». وجاء في البيان «آلاف الأشخاص المحتجزين من قبل أطراف النزاع يقبعون في غياهب السجون، لا اتصال بينهم وبين ذويهم.

بالأمس نظّم عدد من أهالي هؤلاء الأشخاص وقفة احتجاجية أمام مقرّنا في صنعاء يطلبون الحصول على إجابات شافية بشأن ذويهم.

ولا شك أن أولويتنا تخفيف آلام هؤلاء الأهالي، لكن لكي نساعدهم يجب أن يسمح لنا بزيارة المحتجزين». وأضاف «شاهدت بعيني هذا الأسبوع حجم الدمار الذي تلحقه الحرب بالمدن والمجتمعات المحلية والعائلات». ووجّه ماورير مناشدة عاجلة «بتغيير السلوك المتّبع في الحرب.

ودعا رئيس اللجنة الدولية الأطراف المتحاربة، بما فيها دول التحالف، إلى اتّخاذ خطوات ملموسة الآن للتخفيف من المعاناة.

وأوضح أن تلك الخطوات تتضمّن «التوقّف عن رهن العمل الإنساني بتحقق مآرب سياسية وتيسير تدفّق المساعدات والإمدادات الضرورية مثل الدواء إلى اليمن وعبر أراضيه، وضمان وصول الوكالات الإنسانية إلى السكان الأكثر استضعافًا، ومنح اللجنة الدولية حق الوصول إلى جميع المحتجزين على خلفية النزاع بصورة منتظمة.

وقد تلقّينا وعوداً مشجّعة بالتزامات من جبهتي النزاع هذا الأسبوع، ونأمل أن نلمس تطبيق ذلك في الأسابيع المقبلة، فضلاً عن تخفيف القيود المفروضة على الاستيراد حتى يستأنف النشاط الاقتصادي لليمن». وطالب من يقدّمون العون للأطراف المتحاربة في اليمن بضمان احترام قوانين الحرب.

ولفت إلى أن «ثمّة احتياجا للتمويل الإنساني الآن أكثر من أي وقت مضى.

غير أنه يجب على المجتمع الدولي أن يخطو خطوة إضافية.

إذ يجب عليه أن يسعى لإيجاد حلول لهذه الأزمة الضخمة، وأن يسعى إلى التأثير في سلوك الأطراف المتحاربة في أقرب وقت». وأكد ماورير «ضاعفت اللجنة الدولية ميزانيتها المرصودة لليمن هذا العام لتتجاوز 100 مليون دولار.

وسنواصل مكافحة الكوليرا وبذل أقصى جهودنا لمساعدة الفئات الأشد استضعافًا في اليمن.