Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

أكاديمية عُمان للطيران خطوة لأجل المستقبل

28 يوليو 2017
28 يوليو 2017

في الوقت الذي تتواصل فيه خطوات تحقيق هدف جعل السلطنة مركزا لوجستيا إقليميا متطورا، وقادرا على ربط منطقة الخليج بالعالم من حولها، على نحو أوسع وأعمق وأكثر كفاءة في خدمة حركة التجارة والنقل والترانزيت، بين المنطقة والعالم، فإنه ليس مصادفة أبدا أن تشهد عمليات تطوير شبكات النقل البري والبحري والجوي وفي مجال السكك الحديدية دفعة كبيرة، من أجل أن تتكامل جميعها لخدمة هدف توفير أفضل خدمات لوجستية ممكنة، وبما يحقق الاستفادة المثلى أيضا من الموقع الاستراتيجي الحيوي للسلطنة، ومن المشروعات العديدة الجاري تنفيذها، ليس فقط في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في محافظة الوسطى، ولكن أيضا في صلالة بمحافظة ظفار، وفي صحار بمحافظة شمال الباطنة، وفي محافظات مسندم وشمال الشرقية والداخلية وغيرها، والتي سيدخل عدد منها مجال الخدمة الفعلية خلال الفترة القادمة، حسب جداول وتوقيتات التشغيل المحددة لكل منها، وبينما يجري العمل، على قدم وساق للانتهاء من مشروع مبنى المسافرين في مطار مسقط الدولي الجديد، الذي يتسع في مرحلته الأولى لعشرين مليون مسافر سنويا، ترتفع بعد ذلك إلى 48 مليون مسافر سنويا، فإن العمل يتواصل، في المطارات الداخلية، ومنها مطار الدقم ومطار رأس الحد، على سبيل المثال، وذلك وفق خطط الإنجاز المحددة لكل مشروع، وفي هذا الإطار فإن مما له دلالة بالغة، أن يتم التوقيع على اتفاقية «مساهمي أكاديمية عُمان للطيران»، والتي بمقتضاها يتم إنشاء أكاديمية عُمان للطيران، لتشكل صرحا علميا وتدريبا متقدما ومتطورا، وقادرا ليس فقط على إعداد وتدريب الطيارين العمانيين، ولكن أيضا القيام بدور على الصعيد الإقليمي في تعليم وإعداد وتدريب الطيارين، وهو ما سيتوقف إلى حد كبير على ما ستملكه وما سيتوفر لهذه الأكاديمية من إمكانيات وتجهيزات فنية وتدريبية وأكاديمية متطورة، ووفق أحدث المعايير العالمية المعروفة، وهو ما تحرص عليه الهيئة العمانية للشراكة والجهات والأطراف المعنية الأخرى، وهو ما أشار إليه معالي الدكتور على بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، على هامش توقيع الاتفاقية، جدير بالذكر أن الأكاديمية ستستقبل في الربع الأخير من هذا العام الدفعة الأولى من الطلبة، بالسنة التأسيسية بجامعة السلطان قابوس، حيث استحدثت الجامعة منهجا تأسيسيا خاصا لطلبة أكاديمية عُمان للطيران، التي سيكون مقرها في صحار بمحافظة شمال الباطنة، والتي شهدت تشغيل مطار صحار بالفعل في الآونة الأخيرة، وهو ما يتوافق أيضا مع حركة اقتصادية وصناعية وتجارية نشطة تشهدها صحار، التي تعد واحدة من أهم الموانئ والمدن العمانية.

من جانب آخر فإن قيام أكاديمية عُمان للطيران بتدريب 48 طيارا سنويا من منتسبي الطيران العماني، إلى جانب استقطاب متدربين آخرين، من شأنه أن يجعل منها مركزا مرموقا لإعداد وتدريب الطيارين على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وهو ما يضيف في الواقع إلى مكانة السلطنة كمركز تعليمي وتدريبي متطور من ناحية، وإلى جهود تنشيط الاقتصاد والتنويع الاقتصادي فيها من ناحية أخرى.