المنوعات

باسكيا يؤثر في الثقافة الشعبية أكثر من المتاحف

27 يوليو 2017
27 يوليو 2017

نيويورك- (أ ف ب): بات جان ميشال باسكيا مؤخرا الرسام الأمريكي الذي تباع أعماله بأغلى الأسعار وأصبح نفوذه الفني أوسع من أي وقت مضى بعد حوالي 30 عاما على وفاته، غير أن تأثير هذا الفنان يُلمس في الشارع الأمريكي أكثر منه في المتاحف.

لم يخلف باسكيا المولود في بروكلين والذي توفي في 12 أغسطس 1988 عن 27 عاما إثر جرعة زائدة آثارا كثيرة في نيويورك التي أمضى فيها الجزء الأكبر من حياته والتي شكلت مصدر إلهام كبير له.

ولم توضع سوى لوحة لا تلفت الانتباه على واجهة مشغله السابق البعيد عن الأنظار في حي نوهو لإحياء ذكرى هذا الفنان المولود لأب من هايتي وأم من بورتوريكو الذي بيع عمل له في 18 مايو بسعر قياسي بلغ 110,5 مليون دولار عند «سوذبيز» في نيويورك.

ولم يشيد أي نصب تذكاري له ولم يطلق اسمه على أي موقع عام واختفت آثار رسوم الجرافيتي التي تحمل توقيع «سامو» ولم يبق لمحبيه سوى زيارة قبره في غرين-وود لإحياء ذكره.

فجان، كما كان يحلو لأصدقائه تسميته، هو مع المؤلف ليونارد برنشتاين، أشهر الأشخاص المدفونين في هذه المقبرة الكبيرة في بروكلين حيث يرقد رفات 570 ألف شخص، بحسب ليزا ألبرت الرئيسة المعاونة لتنمية الموقع.

وهي تخبر أن بعض الزوار «يتركون تذكارت على قبره» بموافقة الإدارة.

وكما هي الحال في الشوارع حيث يكاد ينعدم أثر الرسام، لا تزخر متاحف نيويورك بأعماله ويقتصر وجوده على 10 أعمال في «موما» و6 في «ويتني» وعملين اثنين في «بروكلين ميوزيوم» وقطعة واحدة في «غوغنهايم ميوزيوم»، علما أن الرسام قد خلف أكثر من ألفي عمل.

ويقول الفنان مايكل هولمان صديق الرسام الذي أسس معه فرقة «غراي» إنه «لأمر مخز بالفعل ألا تضم متاحف نيويورك عددا أكبر من لوحات باسكيا».

ويذكر بأن الزوجين ليونور وهيربرت شور، وهما من هواة التجميع، اقترحا التبرع بلوحات للرسام عندما كان لا يزال على قيد الحياة لمتحفي «موما» و«ويتني» اللذين رفضا عرضهما.

وبالنسبة إلى هولمان، «هناك شيء من العنصرية» في قلة الاهتمام بأعمال باسكيا الأسود، حيا أو ميتا، من جانب المؤسسات الفنية الكبرى في نيويورك.

ويعزى نقص الاهتمام هذا أيضا إلى النجاح الذي لقيه باسكيا، الذي لم يتعلم الرسم، في أوساط هواة التجميع، في نظر جوردانا مور ساجيس الأستاذة المحاضرة في تاريخ الفن المعاصر في «كاليفورنيا كولدج أوف ذي آرتس» وصاحبة الكتاب الوحيد المخصص لدراسة أعمال باسكيا.

وتوضح ساجيس «في السبعينيات والثمانينيات، كان النقاد والمؤرخون منقسمين جدا حول إشكالية إن كان في وسع الفنان تحقيق النجاح عينه على الصعيد التجاري وفي أوساط المختصين بالفنون»، كما هي الحال مع باسكيا.

وحتى اليوم، لا تزال 85 إلى 90% من أعمال الشاب الكاريزماتي الذي أدى بطولة فيلم «دوانتاون 81» عن مسيرته عندما كان في العشرين من العمر، بين أيدي أفراد يهوون التجميع، بحسب الخبيرة.

من ليوناردو دي كابريو إلى بونو، مرورا بجاي زي وجوني ديب وتومي هلفيغر، كثيرون هم المشاهير الذين يملكون قطعة من صنع باسكيا والقائمة آخذة في التوسع.

وحتى لو رغبت المتاحف في اقتناء أعماله اليوم، فإن أسعارها تعد باهظة جدا.

وبالرغم من الانتشار المحدود لأعمال باسكيا في المتاحف، يلقي الرسام بظلاله على الثقافة الشعبية عبر قنوات أخرى.

وتقول ساجيس «توضع رسماته على قمصان وأحذية وساعات وحقائب يدوية.فقد باتت أعماله بطريقة ما في متناول الجمهور أكثر من أي وقت مضى».

ومنذ عام 2014، تصدر مجموعة الألبسة اليابانية «يونيكلو» عدة مجموعات تستعيد فيها تصاميم باسكيا، وذلك بالتعاون مع متحف «موما».

وقد ألف الكاتب الأسود جافاكا ستيبتو كتابا للأطفال حول باسكيا يحمل اسم «ذي ريديينت تشايلد».

ويقول الكاتب «الأولاد يعشقونه لأن فنه يشبه أعمالهم».

وبالنسبة إلى مايكل هولمان، يمكن جس نفوذ باسكيا في الشارع «حيث اعتمد الكثير من الأشخاص أسلوبه وتسريحة شعره».

وترك باسكيا بصمته أيضا في مجال الراب، ملهما كبار المغنين من أمثال كانييه ويست وجاي زي.