1062512
1062512
مرايا

فندق برازيلي يقدم للنزلاء غرفا بأجواء الزنازين!

26 يوليو 2017
26 يوليو 2017

الطلب عليه في تزايد مستمر -

من شرفة جناح فندق أتلانتا، أحد أشهر فنادق العاصمة البرازيلية، يمكن مشاهدة وسط المدينة المعروف باسم “مخطط الطائرة الحضري”، من تصميم المعمارى العظيم لوشيو كوستا الذي صمم وسط المدينة على هيئة جناحي طائرة. كما يمكن أيضا التعرف من الشرف على ملامح الحي الإداري بمبانيه الحكومية، حيث يوجد ميدان السلطات الثلاثة، قصر بلان التو، وقبة الطبق المقلوب التي تزين سطح مبنى البرلمان. على العكس حينما يحل الليل، ويعم الظلام، يصبح من الصعب التعرف على أي مكان في وسط المدينة ومركز ثقل البرازيل السياسي.يقع فندق أتلانتا في حي سوبرادينيو، على ربوة بارتفاع 35 كيلومترا عن مستوى وسط المدينة. ويعتبر جناح الفندق الشهير “لافا جاتو” أشهر غرفة فندق في البرازيل نظرا لإقحامها في عالم السياسة، وفقا لما توضحه اللافتة الإرشادية الموضوعة في مدخل الفندق. الطريف في الأمر أن أتلانتا ليس فندقا بالمعنى الحرفي، بل مجرد نزل (موتيل) يقدم خدمة الاستضافة بالساعة، ويوجد به مرآب يتيح للنزلاء الدخول والخروج بسياراتهم بمنتهى الاحتشام والخصوصية. يقع النزل وسط منطقة صناعية، أقيم على أحد الطرق الجانبية، والتي لا توجد بها أعمدة إنارة، وعلى حافة هضبة، يمكن من أعلاها مشاهدة بحيرة بارانوا والحي الإداري بالعاصمة البرازيلية، ولقربه من وسط المدينة، في حالة عدم وجود مواصلات يمكن للراغبين الوصول إليه بحي سوبرادينيو (شمال شرق برازيليا) سيرا على الأقدام في غضون من 20 إلى 30 دقيقة.العمل رائج بالنزل، هذا ما يؤكده العاملون، وجناح “لافا جاتو” مشغول دائما، والطلب عليه في تزايد مستمر. تقول جوزيفا بريرا، إحدى العاملات بالنزل “يمكن أن يستقبل الجناح أكثر من ستة أزواج يوميا”. يدفع الزوجان 40 دولارا مقابل الإقامة لمدة ساعتين في الجناح المثير للجدل، على الرغم من وجود 63 حجرة بالنزل، تقدم أجواء أشبه برحلات السفاري التي تشتهر بها نزل تايلاند. أما صالة الاستقبال والمطعم فتزينها بوسترات ومناظر عن معالم كبرى العواصم الأوروبية مثل لندن، روما وباريس.وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) تقول مصممة الديكور كريستينا برتوتسي إنه كان الغرض من الجناح “لافا جاتو” منذ البداية تقديم خدمة غرفة للنزلاء تحاكي أجواء الزنازين الفاخرة. وقد راقت الفكرة للقائمين على نزل أتلانتا، فقاموا بافتتاح جناح “لافا جاتو”، وهو مقسم إلى عدة غرف على طابقين، ويمكن الدخول إليه عن طرق مرآب النزل، ومن هناك يتوزعون على الغرف حيث يحظون بالخصوصية التي ينشدونها.كما يوجد في المرآب جدار مغطى بصور ورسومات العديد من الشخصيات العامة المقيدة بالأغلال، يرتدي بعضها ملابس السجن والبعض الآخر ثيابا رسمية وفي هيئة رجال الأعمال. حول السلم توجد قصاصات جرائد ومجلات، تظهر وجوها بعينها: لولا، الذي يخضع للمحاكمة في الوقت الراهن، رجل الأعمال مارسيلو اوديبرشت، قاضي “مغسلة السيارات” سرجيو مورو، وكذلك توجد صورة الرئيسة السابقة ديلما روسيف، والتي تخضع للتحقيق منذ فترة وجيزة.يوجد بالجناح حمام مزود بجاكوزي، مقاعد جلدية وثيرة ذات لون أحمر صارخ، طاولة عامرة بزجاجات الشراب، بعض الألعاب والأدوات، وقائمة لطلب الطعام تضم أطباقا وأصنافا مختارة بعناية، يوجد أيضا فراش مريح يتسع لشخصين، بالإضافة إلى شاشة عاكسة تحاكي قضبان زنزانة السجن. تعكس الفنتازيا،خيال كل ما هو محرم وفاسد. تقول برتوتسي: “إن هذه الأجواء تروق لغالبية النزلاء، مع بعض الفروقات الطفيفة، إلا أنه ذات مرة انتقد أحد النزلاء الفكرة مدعيا أن “الغرض من تقديم هذه الخدمة التي بدأت عام 2016 هو التهوين من أثر فضيحة لافا جاتو”.

وفقا لـ برتوتسي “صمم النزل، بحيث تكون الممرات التي يتحرك فيها العمال الاثنا عشر في الجانب الخلفي من الحجرات والأجنحة والمرآب”. وبناء عليه عند السداد لا يضطر النزلاء لفتح الأبواب المطلة على هذه المناطق، يكفي تمرير النقود أو بطاقات الائتمان من أسفل طاقة صغيرة، مثل التي توجد في البنوك أو على نوافذ تذاكر السينما والقطارات، مع الفارق أنه في النزل لا يوجد عليها زجاج بل تغطى بالكامل، لكي لا يضطر النزيل للتعامل وجها لوجه مع الموظف الذي يقوم بخدمته، عملا بمبدأ الخصوصية والاحتشام.”ومع ذلك من آن لآخر يثير الفضول أحد النزلاء فيطلب من الموظف أن يرفع الحاجز لكي يراه أو لكي يشاهد الممرات”.