1068199
1068199
الاقتصادية

القرية التراثية تحتضن البيئات العمانية

25 يوليو 2017
25 يوليو 2017

كتب - عامر بن غانم الرواس -

حرصا من بلدية ظفارعلى إبراز التراث العماني للزوار من مختلف الجنسيات؛ فإنها تقدم كعادتها فرصة لا تعوض لزيارة القرية التراثية التي تحتضن في زواياها تراث عماننا من الجنوب إلى الشمال ومن البحر إلى الصحراء في قرية واحدة.القرية التراثية تخرج بين تراث عمان المتشعب لتضعه لك في جملة تراثية أصيلة تشعرك بالفخر والانتماء؛ فالقرية زراعية بحرية بدوية ريفية، وفي نفس الوقت شعبية لما تقدمه من تلك الألحان التي كاد غبار الزمان أن يسبلها منها.تبين هذه البيئات ما كان الآباء والأجداد يقومون به ومدى المشاق اليومية التي كانوا يتحملوها من أجل لقمة العيش، كم كانت هذه اللقمة صعبة في الحصول عليها فقد كان الذي يستطيع أن يوفر مطالب أسرته البسيطة التي لا تزيد عن الغذاء البسيط والملابس التقليدية، التي تبدل بعد فترة طويلة ومن يبدلها يعتبر مقتدرا وتزيد قيمته الاجتماعية، إن كان لديه وسيلة نقل بسيطة تتمثل في الخيول والجمال والحمير.عندما تدخل لأحد مقرات هذه البيئات تحس أنك بحاجة الى وقت طويل حتى ترى فعاليات كل قرية المستمرة يوميا من بداية المهرجان إلى نهايته، ترى أن هناك عملا دؤوبا في هذه البيئات وجهدا حقيقيا واقعيا ليس فيه تمثيل كم ترتاح النفس، عند سماع صوت الصياد وهو يشدو بصوته الدافئ وهو يخيط شباك الصيد ويردد الأغاني المحلية المعروفة لدى أهل الساحل.وبينما يتجول الزائر في هذه البيئات يسمع الصوت الريفي الذي يغرد باللهجة الجبلية العديد من الأغاني والفنون والتي تدخل القلب مباشرة دون استئذان حتى لو لم يفهم اللهجة. كما يتم تبادل الحديث وقت المساء الذي يحلو فيه السهر وتناول الحليب الساخن الذي يعتمد عليه أهل الريف ومشتقاته في غذائهم وكذلك في الاتجار به، خاصة السمن البلدي و السمن الخرفي أي السمن التي يتم تجهيزها في فصل الخريف يكون لها مذاق مختلف لتوفر المراعي، وينعكس ذلك على طعم حليب الأبقار ثم على الزبد الذي يسمى بالمحلية القطميم الذي يحصلون عليه بعد خض الحليب فترة طويلة في قربة خاصة به وهناك من يفضل استخدامه أفضل من السمن، التي تأتي بعد مرحلة تسخين القطميم التي تسمى محليا خمي القطميم الذي ينتج عنه السمن الصافي كصفاء الذهب.