1060297
1060297
العرب والعالم

تركيا تحيي ذكرى مرور عام على «فشل الانقلاب» ضد أردوغان

15 يوليو 2017
15 يوليو 2017

مقتل وإصابة 30 جنديًا في هجوم مسلح -

عواصم - (وكالات ): أحيت تركيا أمس ذكرى مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي هز رده القاسي بلدا بات يعيش على وقع حملات التطهير التي كان آخرها الإعلان عن إقالة آلاف الموظفين الحكوميين قبل ساعات على انطلاق الفعاليات.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم خلال جلسة طارئة للبرلمان في أنقرة حضرها أردوغان، هي المحطة الأولى في برنامج إحياء الذكرى، «لقد مضى عام على ملحمة كتبت خلال ليلة ظلماء».

وأعلنت السلطات الخامس عشر من يوليو(أمس) إجازة وطنية سنوية للاحتفال بـ«الديموقراطية والوحدة»، معتبرة أن إفشال الانقلاب يمثل نصرا تاريخيا للديمقراطية التركية.

وقتل 249 شخصا عندما أرسل فصيل متمرد من الجيش دبابات إلى الشوارع واستخدم الطائرات الحربية في محاولة للإطاحة بأردوغان بالقوة بعدما أمضى الأخير عقدا ونصف عقد في السلطة.

إلا أنه تم إحباط المحاولة في غضون ساعات بعدما أعادت السلطات تجميع صفوفها، ونزل الناس إلى الشوارع دعما لأردوغان الذي اتهم أتباع حليفه السابق -الذي بات حاليا بين ألد أعدائه- فتح الله جولن بتدبير المحاولة.

ولم تتردد السلطات لاحقا في شن حملة تطهير اعتبرت الأوسع في تاريخ تركيا حيث اعتقلت خمسين ألف شخص وأقالت مائة ألف آخرين من وظائفهم. أما أردوغان، فقد عزز موقفه بعد فوزه في استفتاء جرى في 16 أبريل الماضي لتعزيز سلطاته الرئاسية.

وقبل ساعات على انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة، أعلنت السلطات تسريح 7563 جنديا وشرطيا وموظفا حكوميا إضافيا، بناء على حالة الطوارئ التي فرضت منذ 20 يوليو الماضي.

وأفاد بيان صدر أمس الأول، أن المستهدفين «على صلة بمنظمات إرهابية أو مجموعات تم التأكد بأنها تصرفت بشكل يتعارض مع أمن الدولة الوطني». وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعتقلت السلطات التركية مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في تركيا مع عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان بتهم انتمائهم إلى مجموعة إرهابية.

ولطالما نفى جولن أي علاقة له بالمحاولة الانقلابية، وهو ما عاد التأكيد عليه في بيان أمس الأول اعتبر فيه أن الاتهامات الموجهة إليه «لا أساس لها، وافتراءات مدفوعة سياسيا» منتقدا «حملة الملاحقة» ضد معارضي أردوغان.

«ملحمة 15 يوليو»

وتهدف الاحتفالات الواسعة التي جرت أمس إلى حفر تاريخ 15 يوليو 2016 في ذاكرة الأتراك كيوم أساسي في تاريخ الدولة الحديثة التي ولدت عام 1923 على أنقاض السلطنة العثمانية.

وفي خطاب الخميس الماضي قال أردوغان «من الآن فصاعدا، لن يكون هناك شيء كما كان قبل 15 يوليو،» واصفا التاريخ بـ«نقطة تحول» في تاريخ بلاده.

وشبه فشل الانقلاب بـمعركة غاليبولي التي وقعت في 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى عندما صمد الجيش العثماني في وجه هجوم شنه جنود من دول التحالف في ما أصبحت إحدى أهم روايات المعارك التي أسست عليها الدولة التركية الحديثة.

وبهذه المناسبة، امتلأت شوارع إسطنبول بلافتات ضخمة صممتها الرئاسة تضم لوحات تعكس الأحداث الرئيسية التي وقعت ليلة المحاولة الانقلابية، بما في ذلك استسلام الجنود الانقلابيين، تحت شعار «ملحمة 15 يوليو». إلا أن البعض انتقد اللافتات التي رأوا فيها تقليلا من شأن الجيش التركي.

مسيرة «العدالة»

وليلة المحاولة الانقلابية، وضعت المعارضة التركية الخلافات السياسية جانبا وتضامنت مع أردوغان.إلا أن موقفها هذا تغير منذ استفتاء 16 أبريل، اذ اتهم معارضو أردوغان الرئيس بالسعي إلى إقامة حكم الرجل الواحد واعتقال أي شخص يعبر عن معارضته له.وتأتي الذكرى في وقت مناسب بالنسبة للرئيس للرد على مسيرة ضخمة للمعارضة اعتبرت الأكبر منذ سنوات.

وقد قادها زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو الذي اختتم مسيرة على الأقدام قام بها من أنقرة إلى إسطنبول دفاعا عن «العدالة» في تركيا.

وقال كيليتشدار اوغلو أمس في البرلمان «خلال العام الفائت .. تجاوزت الملاحقات إطار القانون وتم القضاء على العدالة».

وعادة تكون المواصلات العامة مجانية في إسطنبول خلال إجازة نهاية الأسبوع، فيما أرسل مشغل الهواتف المحمولة «توركسيل» رسائل نصية للمشتركين واعدا إياهم بغيغابايت إضافية مجانية لاستخدام الإنترنت من تاريخ 15 يوليو.

وفي هذه الأثناء، علقت لافتات مضيئة ضد الانقلاب بين مآذن بعض أكبر مساجد إسطنبول.

«جسر الشهداء»

وتوجه أردوغان، الذي كان في قلب الأحداث، إلى إسطنبول للمشاركة في مسيرة شعبية على الجسر الذي يعبر فوق مضيق البوسفور وشهد معارك دامية قبل عام وبات يسمى «جسر شهداء 15 يوليو».

ومع حلول منتصف الليل في التوقيت المحلي (21,00 ت غ) نظمت مسيرات داعمة «للديمقراطية» للتذكير بتدفق الناس على الشوارع قبل عام.وعاد أردوغان إلى أنقرة في الساعة 23.00 ت ج لإلقاء كلمة في البرلمان في الوقت نفسه الذي تعرض فيه لهجوم.وسيتم لاحقا رفع الستار عن نصب تذكاري يكرم القتلى أقيم خارج القصر الرئاسي في العاصمة قبيل آذان الفجر.من جهته قال السفير التركي لدى الولايات المتحدة إن على السلطات الأمريكية البحث في أي اتصالات تم اعتراضها لفتح الله جولن للحصول على أدلة تدعم اتهام تركيا لرجل الدين المقيم في الولايات المتحدة بأنه دبر محاولة انقلاب العام الماضي.وفي مقابلة مع رويترز بعد مرور عام على محاولة الانقلاب عبر السفير سردار كيليج عن خيبة أمله إزاء الرد الأمريكي على طلب تسليم كولن وحث واشنطن على استخدام قدراتها على جمع المعلومات للمساعدة في إثبات الاتهامات التي توجهها أنقرة ضده.وقال في مقر السفارة التركية «عليهم مساعدتنا في هذا الصدد.ليس لدينا جهاز مخابرات وطنية في الولايات المتحدة». وفي مؤتمر صحفي بعد المقابلة قال كيليج إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتعامل مع طلب تركيا تسليم كولن «بجدية أكبر» من باراك أوباما سلف ترامب لكنه لم يخض في تفاصيل. وقال كيليج إن الولايات المتحدة لم تعط أي إشارة عن متى ستقرر ما ستفعله مع كولن الذي ينفي تورطه في محاولة الانقلاب التي جرت في 15 يوليو 2016.ميدانيا قُتِل 16 جنديا تركيا وأصيب 14 آخرون قرب الحدود العراقية في هجوم مسلح ضد دورية للجيش التركي، حسبما أفاد حزب العمال الكردستاني أمس.

وقال الحزب في بيان له إن قوات الدفاع الشعبي شنت هجوما مسلحا على سيارتين عسكريتين في منطقة جلي وجولميرك على الشريط الحدودي العراقي التركي، وتسبب بمقتل 16 جنديا تركيا وإصابة 14 آخرين بجروح.