1059624
1059624
الرياضية

عصام البارحي هداف الدوري يحكي سيناريو النجاح وحسرة الأبعاد عن قائمة المنتخب الوطني

15 يوليو 2017
15 يوليو 2017

قصة قناص كسب التحدي .. وتجاهله الهولندي -

الموهبة تبلورت في السيب وتفجرت في الرستاق .. وللأحلام بقية بظفار -

أجرى الحوار: ياسر المنا -

برز اللاعب عصام البارحي بشكل ملفت للأنظار في ملاعب الموسم الكروي الماضي وقدم نفسه بصورة رائعة وهو يصطاد الكرات ويستفيد من الفرص ليسجل الأهداف حتى نجح في اعتلاء الصدارة بجدارة واستحقاق.

لم يكن الأمر سهلا على لاعب كان حتى وقت قريب خارج دائرة النجومية وبعيدا عن الأنظار وهو ينافس أسماء كبيرة وذات خبرات تراكمية وقدرات كبيرة تشاركه في وظيفة المهاجم وبينها لاعبون أجانب استقدمتهم الأندية ليشكلوا الفارق الفني الذي يساعدها في كسب المباريات وتحقيق النتائج الإيجابية عبر تسجيل الأهداف.

لعب عصام لفريق الرستاق الذي كان وقتها للآن صاعدا لدوري الأضواء بعد النجاحات الكبيرة التي حققها بدوري الدرجة الأولى وما بين الأولى ودوري الكبار ثمة اختلافات كبيرة ومنافسة اشد قوة وهو ما شكل تحد كبير للاعب قبل فريقه.

شعر عصام بأن ثمة مهمة صعبة تنتظره في دوري الأضواء وعليه أن يكون على قدر التحدي والمسؤولية ويقود فريقه مع زملائه اللاعبين للبروز بشكل لافت يعبّر عن الطموحات الكبيرة والإصرار والحماس والروح القتالية والرغبة في حجز مقعد دائم مع الكبار وتحطيم نظرية الصاعد هابط.

منذ المباراة الأولى قدم مهاجم الرستاق السابق نفسه بصورة طيبة وهو يشكل خطورة واضحة على المدافعين ويبحث باجتهاد كبير وحركة مستمرة ونشاط كبير من اجل استغلال أي فرصة ووضع الكرة بين الثلاث خشبات.

نجح المهاجم الشاب في البدايات وبدأ رصيده من الأهداف يزداد وفي فترة مبكرة كان ضمن قائمة الهدافين ومع استمرار المنافسة استمر يحافظ على وجوده في القمة ويتقدم بقوة ليعلن عن مشروع مهاجم جديد قادم بقوة.

تعرض الرستاق لعدة نكسات خلال دوران مباريات الموسم الا أن مهاجمه الشاب ظل محافظا على الإيقاع ذاته ولم تنقطع العلاقة بينه والشباك ليؤكد أنه مهاجم موهوب يملك موهبة رائعة ويجيد اقتناص الأهداف من كل الزوايا وبالقدم أو الرأس.

استمر عصام البارحي في تحقيق النجاحات في وقت كان فريقه يترنح ومهدد بالهبوط والعودة من جديد للدرجة الأولى إلا أن هذا لم يؤثر في عزيمته أو يحبط طموحاته ويؤثر سلبا على جهوده ورغبته في أن يتوج هدافا للدوري.

ظهرت قوة الإرادة عند المهاجم الشاب ومضى بقوة يزيد من أهدافه ما بين مباراة وأخرى حتى أطلق الدوري صافرته معلنا عن تتويجه بلقب الهداف رغم هبوط الرستاق ليقدم اللاعب سابقة جديدة نادرة الحدوث في عالم المستديرة.

رغم النجاح الواضح الذي حققه اللاعب وصدارته لقائمة الهدافين يوجد اليوم خارج قائمة المنتخب الوطني الأول وهو ما ترك سؤالا لا يزال الشارع الرياضي يبحث عن إجابات مقنعة له لتكون السلوى بالنسبة في الفرصة التي منحها له فريق ظفار بطل الدوري بالتعاقد معه تقديرا لموهبته وقدرته على التسجيل من أنصاف الفرص.

التقى (عمان الرياضي) عصام البارحي في حوار تكريمي له ولتقرأ ما في دواخله وتتعرف على قصة اللاعب الذي قهر الظروف الصعبة وحقق هذا النجاح الباهر.

■ كيف كانت مسيرتك الكروية وأهم المراحل التي مررت بها حتى أصبحت من بين أبرز لاعبي الدوري العماني؟

- بدايتي لا تختلف عن بدايات جميع لاعبي الكرة والتي تبدأ بلعب الكرة في الحي وفي المدرسة وظهرت موهبتي في الفرق السنية بنادي السيب حيث وجدت الرعاية والدعم وكانت القفزة الأولى بالانتقال إلى نادي الشباب ثم كانت المحطة الماضية في الرستاق والتي تبلورت فيها طموحاتي وأهدافي وبرزت قدراتي بشكل كبير في الرستاق حيث صقلت مواهبي ووجدت الدعم الكامل من الإدارة واللاعبين والأجهزة الفنية وبصورة خاصة عندما تأهل الفريق إلى دوري الأضواء.

■ هل شعرت برهبة مقارعة الفرق الكبيرة وما هي طموحاتك وقتها مع فريق صاعد ومطالب بالنجاح في مهمته؟

- لا لم أشعر بالرهبة وكذلك جميع إخواني في الفريق بل تعاملنا مع الأمر كونه تحد يجب أن نكسبه عبر التعاون والتلاحم وبذل أقصى مجهود لدينا وأن نكون ندا قويا للفرق الكبيرة صاحبة التجربة والخبرة.

ولا أخفى عليكم أن قلت إن طموحي منذ البداية كان المنافسة على لقب الدوري رغم إيماني بأن الأمر لن يكون سهلا في وجود بعض الأسماء التي تمتاز بالقدرات الهجومية ولها خبرات كبيرة وظلت تنافس على الألقاب في المواسم الماضية ولكن كان لا بد أن أقبل التحدي وأرفع شعار التفوق في كل مباراة.

■ كيف كنت ترى تقدمك في قائمة الهدافين وبماذا شعرت وأنت تقدم نفسك بصورة طيبة كهداف يشار له بالبنان في الدوري؟

- الطبيعي أن كل نجاح يبث في المرء القوة ويمنحه الثقة ويضاعف معنوياته وهذا ما حدث لي وشعرت بضرورة أن اغتنم الفرصة وأسعى جاهدا لزيادة رصيدي من الأهداف في كل مباراة أشارك فيها مع فريقي السابق الرستاق والحمد لله الذي وفقني كثيرا وهيأ لي فرصة أن استمر في المقدمة مع استمرار المباريات واحتدام المنافسة بيني ومهاجمي الفرق الأخرى.

ولا أذيع سرا إن قلت إني في بعض الأوقات شعرت بمخاوف من ضياع اللقب وهذا ما جعلني أضاعف من جهدي وتركيزي حتى لا أهدر أي فرصة ممكنة لتسجيل هدف في أي من المباريات المتبقية خاصة في الجولات الأخيرة.

وسارت الأمور كما تمنيت ونجحت في تسجيل أهداف حاسمة ساعدتني في أن أحافظ على الصدارة.

■ رغم نجاحك في تسجيل عدد كبير من الأهداف إلا أن هذا لم يساعد الرستاق في الاستمرارية بدوري الأضواء وهبط مبكرا لدوري الأولى.

- الأمر لم يكن لسوء في الفريق أو نقص في اللاعبين أصحاب القدرات الجيدة أو ما تقدمه الإدارة من دعم وما يجده الفريق من تشجيع جماهيري ولكنه يرجع لعدم التوفيق وسوء الحظ والمتابع يعرف أن الرستاق لعب مباريات قوية وكان يملك فرصة البقاء بدوري الأضواء ولكنه لم يوفق في العديد من المباريات والتي يخسر فيها نقاط كانت في متناول يده وهو ربما يعود لأسباب تتعلق بالخبرة والتمرس في بطولة قوية ويشتد فيها الصراع من أجل كسب النقاط.

■ هل كان للفرق بين مستوى المنافسة بين الدرجة الأولى ودوري الكبار دور في أن تصبح مهمة الرستاق صعبة مع العلم أن هناك أندية صعدت وثبت أقدامها حتى اليوم في المنافسة الكروية الأولى؟

بكل تأكيد الفوارق الفنية موجودة بين دوري الأولى ودوري الكبار وأي لاعب يشارك بدوري الأولى عندما يصعد مع فريقه أو ينتقل لفريق في أكبر مسابقة بالكرة العمانية يشعر بالفرق بل جملة من الفوارق في مقدمتها اللعب الضاغط والقوي والحاجة للياقة بدنية عالية وحضور ذهني جيد في المباريات ولكن فيما يتعلق بتجربتي مع الرستاق فإن الفوارق لم تكن هي السبب الوحيد في هبوط الفريق لأننا قدمنا موسما جيدا وكنا ننافس الأندية بقوة ولا نفقد النقاط بسهولة ويرجع الأمر في الغالب لعدم التوفيق وحدوث بعض الأخطاء في الملعب.

■ كانت المنافسة قوية بينك وبين محمد الغساني ومحترف لاعب النهضة وأي منهما كان يملك فرصة إبعادك عن صدارة الهدافين خاصة في الأسابيع الأخيرة كيف كنت ترى هذه المنافسة الثلاثية وأن تكسبها؟

- صحيح كانت المنافسة صعبة مع تقارب عدد الأهداف بيننا نحن الثلاثة وهذا الأمر حفزني كثيرا لكيلا أخرج من أي مباراة من المباريات الأخيرة من دون أن أسجل هدفا ولذلك أقول إن هدفي في آخر مباراة جمعت الرستاق وجعلان كان هو الذي قادني للصدارة بعد أن كانت الكفة متساوية بيني وبين الغساني ومهاجم النهضة الأجنبي ورفعت رصيدي إلى 16 هدفا فيما تجمد رصيد الثنائي في 15 هدفا.

وهذه المنافسة القوية جعلتني أشعر بسعادة كبيرة عندما انتهى الدوري وفزت بلقب هداف الدوري.

وهنا أسجل تقديري وإعجابي بقدرات زملائي المهاجمين في الفرق الأخرى والذين لم يحالفهم الحظ وأتمنى أن يبرز أكثر من هداف في الدوري لأن هذا ينعكس إيجابا على المنافسة ويدعم المنتخب الوطني.

■ بذكرك للمنتخب الوطني هناك أصوات تبدي الاستغراب عن عدم اختيارك ضمن القائمة الحالية بالرغم ما حققته من إنجاز بصدارتك لقائمة الهدافين في وجود أسماء كانت منافسة لك وحجزت مكانها في القائمة ما هو تعليقك؟

- ليس لدي أي تعليق غير أنني احترم وجهة نظر الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة الهولندي بم فبريك وبكل تأكيد هو يرى ما لا يراه المشجعون او المتابعون باعتباره يتعامل مع خياراته وفق رؤية فنية واحتياجات الفريق ولذلك احترم قراره رغم شعوري بالإحباط لأنني كنت حريصا للغاية أن يقودني تفوقي لقائمة المنتخب وأحظى بالفرصة لكي أدافع عن الكرة العمانية في المحافل الإقليمية والقارية والدولية. وكنت أتوقع أن لا استبعد من القائمة بعد استدعائي في وقت سابق خلال أحد التجمعات ومشاركتي في التدريبات خلال الاستعداد للتصفيات الآسيوية وتفاجأت بخلو القائمة من اسمي عندما أعلنت قائمة التصفيات وفي النهاية القرار فني وعليّ أن احترمه.

أقوال من الحوار -

- بقدر سعادتي بنجاحي وحصولي على لقب هداف الدوري حزنت لهبوط الرستاق الذي تعامل إدارة وجماهير مع فرصة الوجود في دوري الأضواء بمسؤولية وعمل كبير والكل سعى لدعم الفريق إلا أنه هذا حال المستديرة.

- عدم اختياري في قائمة المنتخب رغم ما تركه من حزن داخلي لكنه سيكون في الوقت ذاته حافزا ودافعا لي لمواصلة النجاح وأن استمر في تقديم الأفضل وتسجيل المزيد من الأهداف حتى أحصل على الفرصة واحقق حلمي بارتداء شعار الوطن.

- تحقيق النجاح ليس صعبا ولكن الأمر هو المحافظة عليه ولذلك سيكون الموسم المقبل بالنسبة لي مليئا بالتحديات ولن ادخر جهدا حتى أواصل تسجيل الأهداف.

- تلقيت العديد من العروض بعد انتهاء عقدي مع الرستاق واخترت ظفار لأنني كنت أتمنى ارتداء شعاره الأحمر فهو فريق كبير وعريق ويكفي بأنه بطل الدوري وطموحاته كبيرة ودائما ما يفكر في الألقاب. - هناك أكثر من لاعب محلي ودولي يمثل قدوتي في الملعب وأتمنى أن أكون عند حسن ظن كل من شجعني ودعمني وأواصل النجاحات في مسيرتي الكروية وأن لا يكون لقب هداف الدوري هو آخر الألقاب في مشواري.