1058700
1058700
المنوعات

استخدام الدببة في العلاجات الشعبية الآسيوية قضية مثيرة للجدل

14 يوليو 2017
14 يوليو 2017

هانوي- «د.ب.أ»: توجد بإحدى مزارع نباتات الزينة، بمدينة نينة بنة الفيتنامية، أربعة أقفاص حديدية ضيقة، متروكة بإهمال في كوخ بأحد أركان المزرعة، يعيش بكل واحد منها دب أسود آسيوي، يعرف أيضا باسم دب التبت، وتتميز بالغرة الكبيرة التي تتوسط صدورها، إلا أنها لا تحظى بمساحة كافية لكي تتحرك فيها بحرية تتيح لها حك فرائها. وتقبع الدببة الرقيقة في هذا المكان المهمل منذ سنوات، ولا تصدر عنها أية حركة سوى التأرجح، وهو سلوك انفعالي ينم عن الإصابة باكتئاب حاد. كانت نية مالك المزرعة في البداية الإبقاء عليها في الأسر لحين استخراج خلاصة العصارة الصفراوية من جسمها، حيث تسود اعتقادات أنه يمكن استخراج عقاقير طبية منها تستخدم في الطب التقليدي الصيني على نطاق واسع. وقد حظرت فيتنام هذه الممارسات منذ 2005، ومن ثم اضطر مالك المزرعة للتوقف عن استخراج الصفراء من الدببة، إلا أن آخر ضحاياه ظلت محبوسة هناك حتى الآن .«لقد أصبحت مشكلة من الماضي»، يؤكد دنه تاي توان، مدير إدارة حماية الطبيعة بهيئة الغابات الحكومية، مضيفا في الوقت نفسه : «هذا لا يعني أنه لم يعد هناك من يربي دببة بصورة غير شرعية»، فيما يعرب عن اعتقاده بوجود نحو 1200 من دببة التبت قيد الحبس بهدف استغلالها في استخراج الصفراء لأغراض الطب الشعبي، مقارنة بخمسة آلاف دب وفقا لإحصائيات عام 2009، للغرض ذاته. وتستخدم صفراء الدببة في شرق آسيا منذ آلاف السنين في استخراج علاجات لكثير من الأمراض والآلام، أما ظاهرة تربية الدببة لاستغلال الصفراء في نفس الغرض فقد انطلقت من كوريا الشمالية في ثمانينات القرن الماضي، حيث استخدمت لأول مرة الموجات فوق الصوتية لتحديد مكان المادة المراد استخراجها من جسم الدب، حيث يتم تخديره مسبقا واستخراجها منه بواسطة المحاقن. في الصين اكتشفت حالات لدببة حبست لسنوات في أماكن ضيقة بصورة لا تتمكن معها من الحركة فيما دأب مربوها على استغلالها في استخراج الصفراء من أجسادها باستمرار بواسطة قسطرة. يرجع ذيوع الاهتمام بهذه المادة لما تحتويه من أحماض عضوية (UDCA) تستعيد سوائل الجسم وتعمل على تخفيض معدلات الكوليسترول، وهي مادة ما زالت مستخدمة في الطب الحديث، ولكن بصورة مخلقة لتفتيت حصوات المرارة، وبعض أمراض الكبد والحويصلة المرارية. أطلقت مؤخرا منظمة فير فوتن، للدفاع عن الحيوان، ومقرها فيينا، حملة عالمية لحماية الدببة تحت شعار «الدببة الحزينة»، للتوعية بالمشكلة وتبعاتها. يقول كيران هاركين، مسؤول إدارة الحيوانات في البرية بالمنظمة إن استخراج سائل الصفراء من الدببة، تعد ممارسة عنيفة، وغير ضرورية على الإطلاق، مشيرا إلى أن فيتنام ألغت هذه الممارسة، على العكس من الصين التي توجد بها صناعة تقوم على هذه الممارسة التى تقننها الدولة.يضيف هاركين: «تؤكد حكومة فيتنام أنه تتوافر لديها إرادة حقيقية للتغيير والتصدي لهذه الممارسة العنيفة»، لكن القانون به ثغرات، فعلى الرغم من أنه يمنع استخراج الصفراء، لا يمنع تقييد حرية الدببة بدافع تربية حيوان أليف، طالما تغرس بها شريحة تساعد على تحديد موقعها، كما يؤكد المنتقدون أن القانون لا يطبق بصورة حاسمة. من ناحية أخرى لا يزال هناك جدل قائم حول استخدام سائل الصفراء الخاص بالدببة، حيث يؤكد رئيس الجمعية الفيتنامية للطب التقليدي، نجوين شيوان هوونج أن هذه المادة قد تسبب الوفاة نظرا لوجود عناصر سامة بين محتوياتها. ويضيف هوونج أن «لقد شهدت مصرع ثلاث حالات من المرضى بسبب تناول صفراء الدببة، فضلا عن أن أحد أصدقائي كان من بين ضحاياها»، معربا عن اعتقاده أن هذه عادة تقليدية مستوردة من الصين، مؤكدا أنه لا توجد في فيتنام أية عقاقير طبية تحتوي على مستخلصات من صفراء الدببة. بالرغم من ذلك هذا النشاط في ازدهار وعائداته مثيرة للاهتمام، لدرجة أن هناك مواقع على الأنترنت تتعهد للزبائن بتزويدهم بخلاصة صفراء الدببة خلال نصف ساعة داخل العاصمة الفيتنامية هانوي، مقابل 80 ألف دونج/‏‏ 20ر3 دولار لكل ملليمتر. لهذا يطالب هاركين بالقضاء على الثغرات القانونية وملاحقة تجار هذه المادة بكل صرامة، كما يطالب بإقامة مقر تنقل إليه الدببة المريضة بصورة شرعية لتلقي العلاج المناسب.

والملاحظ أن أعداد الدببة في تناقص مستمر، والإقبال على تناول صفراء الدببة في تراجع مستمر، ولكن النسبة لا تزال مرتفعة، بحسب ما يؤكده هاركين.