omair-222
omair-222
أعمدة

ذكرى يوم النهضة .. وفاعلية تكريم أبناء الوطن المجيدين ..!

11 يوليو 2017
11 يوليو 2017

عمير بن الماس العشيت/ كاتب وباحث -

[email protected] -

تحتفل السلطنة خلال قادم الأيام بذكرى يوم النهضة المباركة الذي يصادف 23 يوليو 1970، وهو اليوم الذي انبلج فيه الضياء والنور على ارض عمان الطيبة، وكان فاتحة عهد جديد لميلاد دولة عصرية متطورة فاقت كل التوقعات والنظريات، وذلك من خلال مسيرة عمل وطني تنموي متكامل شاركت فيه كل القوى الوطنية بالنهوض بكافة قطاعات الدولة ومنها الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية وكذلك العسكرية والأمنية لتصبح عمان مزدهرة تنعم بالرخاء والأمن والاستقرار وترتقي مصاف الدول المتقدمة.. ومما لا ريب فيه أن المواطنين يحملون الكثير من مشاعر الفخر والاعتزاز والحب والوفاء والولاء والعرفان لقائد نهضة عمان السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه - والذي استطاع بحنكته الفذة وبصيرته الثاقبة أن يبني عمان المجد وفق خطى ثابتة وقواعد راسخة تنعم بالإنجازات المتواصلة، ويعيش أبناؤها حياة كريمة مسالمة .. ومن ناحية أخرى فقد حظيت عمان بشعب أصيل محب لوطنه وقائده ومتسم بروح العمل والعطاء والكرم والطيب والتسامح وله مواقف وطنية عديدة ومنها مساندة الحكومة الرشيدة في تجاوز كل الأزمات الاقتصادية والعالمية دون تقهقر لتبقى عمان شامخة بقائدها وشعبها.

لقد أنجبت عمان أجيالا مجيدة ضحت وتفانت من أجل الوطن وبذلت كل ما لديها لكي تساهم في بناء عمان المجد والحضارة .. منهم من رحل عن الدنيا ومنهم من تقاعد وبات يداعب نفسه بذكريات الماضي والآخرون ما زالوا يعملون.. بيد أنهم تركوا بصمات وطنية خالدة تكتب بماء الذهب، والغريب أنهم جنود مجهولون لا احد يعلم عن إنجازاتهم الوطنية إلا القليل من الناس ولم يشملهم التكريم منذ بداية حياتهم العملية.. إن هؤلاء المجيدين يستحقون التكريم والتفاخر والتباهي بهم بصفتهم ثروة قومية لا تعوض، وهم بحاجة إلى هذه المبادرة الإنسانية من قبل الجهات المعنية لتثمين جهودهم وتخليدها وتقديمهم للمجتمع والعالم، وذلك من خلال إقامة حفل تكريم شامل وليس على مستوى المؤسسات يسمى اليوم الوطني للتكريم تسلط عليه الأضواء الإعلامية، ويحبذ أن يكون سنويا ويتزامن مع ذكرى يوم النهضة المباركة بحيث يعم كافة أبناء الوطن وفي مختلف التخصصات: العالم والأديب والتربوي والمعلم والموظف والفقيه والمؤلف والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والطيار والمهندس والطبيب والممرض والمخترع والفنان والرياضي والحرفي والمهني وغيرهم كثير بحيث يتم اختيار وتكريم مجموعة معينة كل عام من قبل لجان متخصصة في هذا المجال.. إن مثل هذه المبادرة ستحفز الأجيال القادمة للمضي قدما على خطى أسلافهم والاقتداء بهم وستزرع في قلوبهم حب الوطن فالعبرة من التكريم ليس الجانب المادي فحسب وإنما الشعور الوطني والإنساني والمعنوي.