1054880
1054880
عمان اليوم

جامعة السلطان قابوس تُطلق مركز أبحاث تقنية النانو أكتوبر المقبل

09 يوليو 2017
09 يوليو 2017

توطيد وجود الجامعة إقليميا ودوليا في مجالات التقنية -

كتب - محمد الصبحي -

1054881

أكد الدكتور محمد بن زاهر العبري مساعد رئيس كرسي تقنية النانو في مجال تحلية المياه أن أعمال مركز أبحاث تقنية النانو في جامعة السلطان قابوس وذلك فور انتهاء فترة كرسي تقنية النانو في مجال تحلية المياه في بداية أكتوبر من هذا العام، ويجري حاليا التحول التدريجي إلى العمل بالمركز من خلال إعداد المقترحات البحثية والتواصل مع المعنيين والخبراء لتشكيل المجلس الاستشاري واللجنة التوجيهية للمركز.

وأكد العبري أن المركز بني على ثلاث ركائز هي الشؤون الأكاديمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع، ولهذا فإن المركز سيسعى لإخراج كفاءات في هذا المجال يحملون شهادات الدكتوراة والماجستير ولتدريب الباحثين والموظفين ولإعداد الأبحاث والدراسات الاستشارية.

وأوضح أن المركز يعد مركزا بحثيا في المقام الأول، ويعنى المركز بتأهيل الباحثين والطلاب في المجال وسيسعى إلى تخريج خبراء مؤهلين مما سيمكنهم من مواصلة أبحاثهم أو التحاقهم بسوق العمل الخاص أو تأسيس شركاتهم الخاصة كون أن التقنية ما زالت تستقطب العديد من رواد الأعمال، كما سيقدم المركز الأبحاث الاستشارية للقطاعين الحكومي والخاص.

وأضاف العبري أن كرسي تقنية النانو في مجال تحلية المياه ركز في الستة أعوام السابقة على أبحاث تقنية النانو في مجال معالجة المياه، سيواصل المركز الأبحاث في هذا المجال ولكن سيقوم أيضا بإجراء أبحاث في 3 برامج أخرى هي الطاقة المتجددة والنفط والغاز والتطبيقات الصناعية والتصنيع، ويجري حاليا التعاون ودراسة مشاريع مرتبطة بهذه البرامج الأربعة مع خبراء في جامعة السلطان قابوس والجامعات المحلية والدولية.

وأكد أن المركز يسعى إلى تحقيق التميز في الأوساط الأكاديمية والبحثية والمشاركة الاجتماعية بتعزيز التنمية المعرفية لتطبيقات تقنية النانو من خلال الأبحاث وبناء القدرات ونشر المعرفة، وسيقوم المركز بالعمل كمركز وطني رئيس يعنى بتقنية النانو وتطبيقاته وسيقوم بتوفير القيادة البحثية وبناء القدرات البشرية في هذا المجال وسيشمل ذلك التخطيط الاستراتيجي، ووضع المشاريع والتخطيط لها وإدارتها والإشراف على الباحثين في المجال وطلاب الدراسات العليا. كما سيقوم بتعزيز التعاون بين جامعات وكليات السلطنة والمؤسسات والمنظمات البحثية الوطنية والدولية الأخرى، مما سيمكن من جعل عمان رائد إقليمي في مجال تقنية النانو، كما سيسعى المركز إلى تثقيف وتدريب الباحثين والموظفين من خلال إجراء البرامج والدورات القصيرة والإسهام في التنمية المستدامة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.

وأوضح أن المركز يتميز كونه امتدادا لمشروع قائم أثبت نجاحه في هذا المجال، ويمتلك كرسي تقنية النانو مختبرا متكاملا يحتوي على معظم الأجهزة المرتبط بأبحاث النانو، كل هذه الأجهزة والخبراء القائمين عليها سيكونون اللبنة المؤسسة للمركز، كما أن المركز سيواصل العمل في الأبحاث الحالية مما سيسهل عليه مرحلة الانتقال والتجهيز للمشاريع الأخرى كمشاريع أبحاث الطاقة المتجددة وأبحاث النفط والغاز.

وأكد أن الكرسي قام بالتعاون مع عدد كبير من الجامعات والمنظمات والمعاهد والشركات الوطنية والدولية، وأن الكرسي حاليا مرتبط بأبحاث مشتركة مع أكثر من عشر جامعات ومنظمات وطنية وعالمية من ضمنها المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا والسويد وأستراليا وماليزيا وروسيا وإيران وجنوب إفريقيا وغيرها. وسيعمل المركز على تكملة وتعزيز هذه التعاونات، كما سييسر التعاون الداخلي بين جامعات السلطنة والهيئات الحكومية والمراكز البحثية الأخرى.

وأضاف العبري أن ما تحقق في الأعوام الستة السابقة في كرسي تقنية النانو ما هو إلا نتاج التعاون والتكاتف بين الباحثين من مجالات مختلفة الهندسة والعلوم الزراعية وغيرها وهذا لأن تقنية النانو مجال متعدد التخصصات، وتطبيقات تقنية النانو شملت جميع الجوانب ولا يوجد حاليا مجال من مجال العلوم لم ترتبط به تقنية النانو. ولهذا فإن من المنطقي أن يرتقي في هذا المجال من سعى للتكامل من خلال التعاون والاشتراك مع باحثين من جميع التخصصات، ونحن ندعو من خلال الكرسي ومستقبلا من خلال المركز الجميع لمشاركتنا والتعاون معنا لإثراء البحث في هذا المجال.

وأوضح «أن المركز يسعى ليصبح مركزا دوليا معتمدا في هذا المجال، وذلك من خلال السعي لتحقيق التميز في الأوساط الأكاديمية والصناعة والاقتصاد والمشاركة الاجتماعية وتعزيز تطبيق تقنية النانو من خلال البحوث وبناء القدرات ونشر المعرفة الميدانية، وتشمل أهداف المركز توفير القيادة البحثية وبناء القدرات البشرية في مجال تقنية النانو، بما في ذلك في مجالات التخطيط الاستراتيجي، وتطوير المشاريع، وإدارة المشاريع والإشراف على أعضاء الفرق البحثية وطلاب الدراسات العليا، وتعزيز الفرص التعاونية مع المؤسسات الوطنية والدولية والمنظمات البحثية الأخرى؛ ودعم والبرامج التعليمية المختلفة التي تشجع على تنفيذ تكنولوجيا النانو في المنظمات الحكومية والصناعة؛ والمساهمة في التنمية المستدامة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية».

وسيعمل المركز البحثي لتقنية النانو كمركز تنسيق للجهود البحثية للجامعة في مجال تقنية النانو في جميع أنحاء سلطنة عمان، وبالتالي تعزيز الكفاءة والإنتاجية وسيساعد المركز أيضا على توطيد وجود الجامعة إقليميا ودوليا في مجالات تقنية النانو وعلى الصعيد الوطني، وسيضطلع بدور نشط في المشاركة في تطبيقات تكنولوجيا النانو في الصناعة، ومن ثم سيكون بمثابة بيت خبرة في مجال تكنولوجيا النانو في السلطنة.

يذكر أن مركز أبحاث تقنية النانو يعد امتدادا للكرسي البحثي لتقنية النانو في مجال تحلية المياه والذي أسس في أكتوير 2011 بتمويل من مجلس البحث العلمي بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس. وقدد تأسس الكرسي من أجل تلبية الاحتياجات المتغيرة للتنمية في السلطنة والاستفادة من القدرات الحالية والمستقبلية في مجال تقنية النانو مع التركيز بشكل خاص على تقنيات تحلية المياه. ومع اقتراب فترة الكرسي على الانتهاء بحلول أكتوبر 2017 فقد ارتأى مجلس الجامعة تطوير الكرسي إلى مركز بحثي متكامل لأبحاث النانو. هذا التحويل سيمكن الباحثين في الجامعة بشكل خاص والسلطنة بشكل عام من إجراء أبحاثهم في مجالات مختلفة من تقنية النانو غير مرتبطة بتحلية المياه وهذا يعتبر خلاف جذري مع الكرسي.

وحقق الكرسي منذ 2011 الكثير من الإنجازات من أهمها تخريج طالب دكتوراة وخمسة طلاب ماجستير وحاليا يشرف على أربعة طلاب دكتوراة وخمسة طلاب ماجستير ونشره لـ 87 ورقة علمية في دوريات محكمة دوليا ومشاركته في أكثر من 50 مؤتمرا دوليا يعنى بتقنية النانو وتحلية المياه. علاوة على ذلك فقد درب الكرسي أكثر من 70 متدربا عمانيا ومن دول أخرى، كما أنه نظم مؤتمرين دوليين وساهم في تنظيم العديد غيرها داخل السلطنة وخارجها وقدم العديد من الخدمات للمؤسسات الحكومية والخاصة. في 2017 حصل الكرسي على براءتي اختراع أحدها في معالجة المياه المصاحبة للنفط والأخرى في تحلية المياه المتوسطة الملوحة (مياه الآبار المالحة)، مع إنجازات الكرسي العديدة والاهتمام الشديد والمتزايد على تطبيقات تقنية النانو من قبل الباحثين في السلطنة وخارجها فإنه من الطبيعي تحويل الكرسي إلى مركز.