العرب والعالم

الاحتلال يواصل استيطانه في الأراضي الفلسطينية «دون رادع»

07 يوليو 2017
07 يوليو 2017

رام الله -عمان:-

بعد مصادقة بلدية الاحتلال في القدس، على الدفع بمخطط بناء استيطاني، خارج الخط الأخضر، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الليلة قبل الماضية، إنه يعارض «البناء الإسرائيلي غير المنضبط في المستوطنات».

ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس، عن مصدر في البيت الأبيض قوله إن «ترامب عبر علانية وفي محادثات خاصة عن قلقه بشأن المستوطنات، وإن إدارته قد أوضحت أن البناء غير المنضبط في المستوطنات لا يعزز الآمال بالسلام، على حد تعبيره.

وجاء أيضا أن «إدارة ترامب ملتزمة بهدف القيام بكل ما يمكن القيام به من أجل تعزيز الآمال بتحقيق سلام تاريخي ينهي الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وأضاف المصدر «نحن نتقدم باتجاه هذا الهدف، وتتواصل المحادثات المجدية بهذا الشأن».

وتابع المصدر أن «إدارة ترامب تقر بحقيقة أن المحاولات السابقة لفرض تجميد مطلق على البناء الاستيطاني لم تساعد في الدفع بمحادثات السلام».

وتجدر الإشارة إلى أن المواقف الرسمية للإدارات الأمريكية كانت تعارض الاستيطان كل الوقت، لكن دون أن يكون لهذا الموقف أية مفاعيل عملية على أرض الواقع.

يشار في هذا السياق إلى أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هذر نويرت، قد تلقت سؤالا، خلال التصريحات اليومية للصحفيين، حول ما إذا كان الإدارة الأمريكية تميز بين البناء في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية وبين البناء خارج الخط الأخضر في القدس، وأجابت بأنها «ستقوم بفحص هذه المسألة».

وكررت نويرت موقف الإدارة الأمريكية الذي ينص على البناء في المستوطنات لا يساعد في «عملية السلام».

وأكدت مجددا التزام الإدارة الأمريكية بتحقيق اتفاق، وأنه في هذا الإطار زار مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية، الشهر الماضي، وكذلك المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات.

يذكر في هذا السياق، أن إدارة ترامب كانت قد صرحت، في فبراير الماضي، أن المستوطنات القائمة ليست بالضرورة عقبة أمام السلام، وأن البناء غير المراقب في المستوطنات قد يمس باحتمالات التوصل لاتفاق سلام.

وشدد في حينه على أنه يتوقع أن «يتصرف الإسرائيليون والفلسطينيون بشكل مسؤول، وأن يتبنوا سياسات تتيح خلق أجواء إيجابية، تدعم الدفع بعملية السلام».

وكانت بلدية الاحتلال في القدس، صادقت على بناء 800 وحدة استيطانية في الأحياء الاستيطانية التي تقع خارج الخط الأخضر.

وأعلنت بلدية الاحتلال، أنها صادقت، على مخططين استيطانيين بعد تجميد للمخططات الاستيطانية التي تقع خارج الخط الأخضر، بحيث تتطلع بلدية الاحتلال أيضا لتوسعة المستوطنات المتاخمة للبلدات الفلسطينية في محافظة القدس.

وأفادت صحيفة ‹هآرتس› بأنه من المتوقع أن يتم المصادقة في غضون الأيام القريبة على مخططات استيطانية كانت مجمدة لدى لجنة التنظيم والبناء بإيعاز من المستوى السياسي في الحكومة الإسرائيلية في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بحيث يأتي ذلك في أعقاب الضوء الأخضر الذي حصلت عليه حكومة، بنيامين نتانياهو، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يسمح بالشروع بالبناء الاستيطاني بالقدس.

وسيتم عرض المخططات على لجنة التنظيم خلال الأيام القريبة للمصادقة النهائية على البناء في مستوطنات بسجات زئيف، رموت، جيلو ونفي يعقوب، كما ويشمل المخطط بناء وحدات استيطانية داخل التجمعات السكنية الفلسطينية، علما أن البناء داخل الأحياء الفلسطينية مبادرة ليست حكومية وهي لجهات استيطانية خاصة، على أن يتم عرضت المخططات لاعتراضات الجمهور.

ومن المتوقع أن تصادق اللجنة المحلية للتخطيط والبناء حتى نهاية الشهر الجاري على بناء نحو 6 آلاف وحدة سكنية استيطانية. وصادقت لجنة التخطيط والبناء المحلية في القدس، برئاسة نائب رئيس بلدية الاحتلال، مئير ترجمان، على البناء في الأحياء التي تقع خارج الخط الأخضر، بينها 196 وحدة سكنية للمستوطنين. وجاء أنه تمت المصادقة على بناء 98 وحدة سكنية في ‹رمات شلومو›، و18 وحدة سكنية للمستوطنين في بيت حنينا، و80 وحدة سكنية في ‹راموت›. في المقابل، صادقت اللجنة على بناء عدد أقل من الوحدات السكنية للفلسطينيين المقدسيين، بينها 17 وحدة في بيت حنينا، و12 وحدة في عرب السواحرة، و12 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح، و6 وحدات سكنية في جبل المكبر، و6 وحدات سكنية في صور باهر.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ترجمان قوله إن: ‹رئيس الحكومة التزم بتعهداته بشأن مخططات البناء التي كانت مجمدة، وقرر الدفع بالبناء في القدس، حيث ستتم المصادقة حتى نهاية الشهر الجاري على بناء 6 آلاف وحدة سكنية›.

وأضاف أنه ينوي عقد اجتماعات للجنة المحلية عدة مرات أسبوعيا، بالتنسيق مع اللجنة اللوائية، وذلك من أجل ‹تنفيذ تعليمات رئيس الحكومة ورئيس البلدية›. على حد تعبيره.

ولفت إلى أن عملية البناء من شأنها أن تبث رسالة إلى العالم، من الناحية الاقتصادية والسياسية، مفادها أن ‹القدس موحدة في تطوير المدينة الخاصة والأهم في العالم›، بحسبه.