صحافة

.. والنواب يتحررون من ربطات العنق

03 يوليو 2017
03 يوليو 2017

فيما يشبه الثورة على التقاليد والأعراف الموروثة، صار بإمكان نواب البرلمان البريطاني الآن التحرر من ارتداء رباط العنق خلال جلسات مجلس العموم، بحسب ما ورد في صحيفة «الغارديان» التي نشرت تقريرا كتبه مايف كينيدي أشار فيه إلى أن تقاليد البرلمان المتوارثة منذ سنوات والخاصة بـ«قواعد التصرف واللياقة» بدأت تتداعى شيئا فشيئا، وكانت الملكة إليزابيث أول من صوب معوله نحو هذه التقاليد العريقة بارتدائها قبعة زرقاء بدلا من التاج الملوكي التقليدي عند إلقائها لخطاب العرش بمناسبة الافتتاح الرسمي للسنة البرلمانية.

ويبدو أن معقلا آخر من التقاليد الموروثة لعقود مضت في طريقه إلى الانهيار حيث قرر جون بيركو، رئيس مجلس العموم البريطاني، بأنه يمكن لنواب البرلمان من الرجال حضور جلسات المجلس من دون ارتداء رباط العنق.

وقال المكتب الصحفى لمجلس العموم: «إن ارتداء السترات وروابط العنق في مجلس النواب اتفاقية حديثة نسبيا، ومن ثم فإنها تقع ضمن سلطة رئيس البرلمان في الحكم على ارتدائها من عدمه، كما أن المبادئ التوجيهية التي يصدرها رئيس البرلمان إلى الأعضاء بشأن سلوكهم في الملبس توضح أن ارتداء رباط العنق هو مجرد عرف، ولم يكن إلزاميا حيث لا يوجد قانون رسمي يحكم اللباس، لكن النواب يرتدون رباط العنق تطبيقا لما ورد في مدونة «قواعد التصرف واللياقة» التي تنص على أنه ليس هناك شروط فيما يتعلق باللباس، لكن جرت العادة أن يرتدي الرجال السترة (الجاكيت) وربطة العنق، فيما تعتمد النساء المستوى نفسه من اللباس الرسمي»، ويقوم رئيس المجلس بالحفاظ على هذا التقليد مع صلاحية إصدار قواعد جديدة في هذا المجال.

ونشرت صحيفة «الديلي تلجراف» تقريرا كتبته لورا هوجيس حول الموضوع ذاته بعنوان « إن السماح للبرلمانيين بعدم ارتداء رباط العنق يقلل من التقدير البرلمان»، نقلت فيه اعتراض أحد نواب حزب المحافظين على قرار رئيس مجلس النواب بالسماح للنواب بحضور الجلسات من دون ارتداء رباط العنق، حيث قال النائب: إن الاشتراك في النقاشات دون ارتداء رباط العنق «يقلل من تقدير البرلمان» ويجعله يبدو «مثل مجلس المحافظة».

وتقول الصحيفة إن الخروج على هذا التقليد بدأ فجأة وبدون مقدمات عندما حضر النائب توم برايك من حزب الأحرار الديمقراطيين جلسة الأربعاء الماضي من دون ارتداء رباط العنق، وخلال جلسة يوم الخميس الماضي أثار النائب المحافظ بيتر بون هذا الأمر بقوله: «لست بصدد مناقشة شؤون الموضة لكني لاحظت أمس (الأربعاء) أنه سمح لنائب حضور جلسات البرلمان من دون ربطة عنق»، ثم توجه بسؤاله إلى رئيس المجلس جون بيركو ليسأله عما إذا كانت التقاليد قد تغيرت؟ فأحابه بيركو بأنه لا يرى انه من الضروري ارتداء رباط العنق خلال النقاشات داخل المجلس.

وتتفق صحيفة «الاندبندنت» مع رأي النائب بيتر بون من إن التخلي عن رباط العنق يعتبر إهانة في حق المجلس، حيث كتب جون ستون، المراسل السياسي للصحيفة تقريرا بعنوان «السماح لأعضاء البرلمان بعدم ارتداء رباط العنق يقلل من احترام البرلمان».